مبنى عريق أنشئ عام 1870 كأحد الملحقات الخاصة بالاستراحة الخديوية، ثم أنشئ فيه مسرح عام 1889 (هو مسرح المنصورة القومي حاليًّا)، إلى أن أمرت أمينة هانم إلهامي زوجة الخديوِ توفيق عام 1902 المهندس الإيطالي "ماريللي" بإعادة تصميم المبنى بصورته الحالية؛ ليضم سرايا بلدية المنصورة وتياترو وصالة بلياردو وكازينو وغرف إقامة المجلس البلدي، وشهد المسرح تاريخ مؤسسي الفن المصري الحديث، مثل جورج أبيض والشيخ سلامة حجازي وعلي الكسار، مرورًا بيوسف وهبي وأم كلثوم والكثير من عملاقة الفن والطرب آنذاك. ورغم أهمية المسرح التاريخية، تم استقطاع أجزاء منه؛ لوضع معدات المطافئ، ثم ولتكون مقرًّا لبنك الدقهلية، ثم مقرًّا للمصرف المتحد حاليًّا، وتم تحويل غرف الممثلين الخلفية إلى معرض للأسر المنتجة وبعض الأنشطة التجارية، وفى عام 2005 توقفت جميع أنشطة المسرح، بعدما أصبح في حالة يرثى لها، إلى أن عرضت حكومة اليابان منحة لتطوير وترميم المسرح عام 2010، مشترطة أن يتم إخلاء المبنى من كل الأنشطة غير الثقافية، ولكن المحافظة فشلت في إخلاء بعض أجزاء المبنى. ومع وقوع الانفجار الإرهابي الضخم منتصف ليل الثلاثاء 24 ديسمبر 2013، والذى استهدف مديرية أمن الدقهلية، حدث تدمير وتصدعات بمسرح المنصورة القومي وعدة مبانٍ أثرية مجاورة له، كمسجد الملك الصالح ودار ابن لقمان. وفي اليوم التالي للتفجير أصدر رئيس حي غرب المنصورة قرارًا رقم 101 لسنة 2013 بإزالة المبنى نهائيًّا دون الرجوع لأي لجنة هندسية تقرر مدى صلاحية المبنى للترميم من عدمه، ما اعتبره العديد من المهتمين بالآثار والثقافة قرارًا عشوائيًّا لا يبالي بالتاريخ، فقاموا على الفور بتدشين حملة بعنوان "إنقاذ مسرح المنصورة القومي"، بالتعاون مع مجموعة إنقاذ المنصورة، والتقوا بمحمد صابر عرب، وزير الثقافة آنذاك، والذي قام بتشكيل لجنة من جامعة المنصورة؛ لوضع تقرير فني عن المبنى وأسند الأمر لشركة المقاولين العرب، التي قامت بوضع أعمدة صلب لتدعيم المبنى، وتعليق لوحة تفيد بقرار الترميم. وفي بداية عام 2014 جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث تم تعليق لوحة عن إزالة المبنى مرة أخرى، ومع التحركات السريعة للمثقفين تم إيقاف الإزالة، ومع نهاية عام 2015 طالبت شركة المقاولين العرب بمبلغ 18 مليون جنيه لإقامة أعمدة تصليب المبنى دون أي بدء في الترميم. ومع تولي حلمي النمنم وزارة الثقافة تم الإعلان عن تلقي منحة من سلطنة عمان في إبريل 2014 لترميم المسرح، مقدارها 3 ملايين ريال عماني، أي ما يقدر ب 53 مليون جنيه، ورغم ذلك لم يتم البدء في عملية الترميم. وتقدم محمد فؤاد، النائب البرلماني عن دائرة المنصورة، بطلب إحاطة فى 17 يوليو 2016 لسؤال وزير الثقافة عن المنحة العمانية المقدمة لترميم مسرح المنصورة القومي وعن أسباب تأخر الترميم 3 سنوات، مطالبًا إياه بالإفصاح عن موعد البدء والانتهاء من الترميم، إلا أن الرد جاء فضفاضًا بأن المنحة متواجدة، وسيتم الترميم قريبًا دون تحديد وقت! وحصل المهندس مهند فودة، مؤسس لجنة الحفاظ على تراث الدقهلية، وحملة إنقاذ مسرح المنصورة الأثري، على موافقة أمنية بعمل وقفة أمام المسرح بالملابس السوداء في شهر سبتمبر الماضي، إلا أنهم فوجئوا بأنه تم وضع ستائر خضراء كبداية للإعلان عن بدء الترميم، ولكن دون الإعلان عن الخطة والمدة الزمنية وتوقيت الافتتاح. فيما أكد مسؤولو إقليم شرق الدلتا الثقافي أنهم لا يعلمون شيئًا عن خطة ترميم المسرح القومين ؤمكدين أنه لا يتبع هيئة القصور الثقافية بشرق الدلتا، وإنما يتبع الوزارة مباشرة. وعن مصير المنحة العمانية لترميم المسرح أكد محمد أبو سعدة، رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، أنها خرجت من الصندوق إلى دار الأوبرا مباشرة، وأن المسرح القومي للمنصورة يتبع دار الأوبرا المصرية حاليًّا، ويُسأل عن المنحة وخطة الترميم مسؤولو الأوبرا.