رغم الشهرة الواسعة التى اكتسبها مسجد عمرو بن العاص بمنطقة المنشية بمحافظة دمياط؛ باعتباره ثاني مسجد تم بناؤه بمصر وإفريقيا، حيث شيد عام 642 م على طراز جامع عمرو بن العاص بالفسطاط، إلا أنه ما زال يواجه إهمال وزارة الآثار، حيث تساقطت أجزاء منه، مما يشكل خطورة على حياة المصلين، رغم أنه قد سبق وتم ترميمه عام 1997م بتكلفة بلغت 37 مليون جنيه. وكانت وزارة الثقافة، متمثلة فى المجلس الأعلى للآثار، قد بدأت في تنفيذ مشروع تطوير شامل لآثار مدينة دمياط بتكلفة إجمالية قدرها 66 مليون جنيه، نظرًا لما تواجهه المنطقة من زيادة فى المياه الجوفية وتدهور فى حالة آثارها، وعانى المسجد من ارتفاع منسوب مياه الرشح بالمنطقة المجاورة من قبل، وتقرر البدء فى رفع أرضية المسجد. وكان الدكتور عبد الرحمن البكري، عضو مجلس النواب عن حزب النور، قد زار المسجد؛ للوقوف على الأضرار التي أصابت بعض أجزاء سقفه، وأوضح الأهالي له أن وزارة الأوقاف أرسلت لجنة للمعاينة، وطالبت بإغلاق المسجد، الأمر الذى أثار سخطهم، وأوضح البكري أنه سيلتقي وكيل وزارة الأوقاف بالمحافظة ووزارة الآثار؛ للوصول لحل جذري لتلك المشكلة. فيما أكد الدكتور رضا رمضان، مدير عام الآثار الإسلامية بالمحافظة، فى تصريح خاص ل "البديل" أنه حدثت بعض الشروخ فى عرقين خشبيين، وليس بسقف المسجد، وقامت لجنة هندسية متخصصة بتفقد المسجد، وقررت الرجوع لاستشاري مشروع التطوير، الذى قام بترميم المسجد قبل سبع سنوات؛ للوقوف على حقيقة الموقف، ونجن في انتظار تقريره، مبينًا أنه تقرر منع الصلاة بالمنطقة التي حدثت بها بعض الشروخ، وليس المسجد بأكمله، حيث إن بابه مفتوح للمصليين بصورة طبيعية. يعتبر مسجد عمرو بن العاص من أشهر المساجد؛ نظرًا لأنه تم تحويله من مسجد إلى كنيسة عدة مرات، حيث تحول إلى كنيسة عام 1219 ميلاديًّا، حينما احتلت دمياط من قبل جان دى برين، ثم عاد مسجدًا، حينما خرج الصليبيون من دمياط عام 1221، وبدخول لويس التاسع دمياط عام 1249 قام بتحويله مرة أخرى إلى كاتدرائية. وهو عبارة عن صحن مكشوف، يحيط به أربعة أروقة، أكبرها رواق القبلة، أي الرواق الجنوبي الشرقي، وتم تجديده وزيادة مساحته عام 500 هجرية 1106م، وظل المسجد قائمًا بعد التجديد الفاطمي حتى 1250م، إلى أن أصدر أمراء المماليك أمرهم بتخريب دمياط، لكنهم أبقوا على هذا المسجد. كما يطلق عليه مسجد الفتح؛ نسبة للفتح الإسلامي، حيث أنشأه المقداد بن الأسود في عهد عمرو بن العاص.