نشر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، تغريدة على موقع تويتر يوم الخميس الماضي، يدعو فيها لتوسيع الترسانة النووية للأسلحة الأمريكية، ليصبح هذا الخبر هو الأبرز حول العالم، وكتب ترامب "يجب على الولاياتالمتحدة توسيع وتعزيز قدراتها النووية بشكل أكبر حتى يحين الوقت الذي يعود فيه العالم إلى رشده بشأن الأسلحة النووية". من المرجح أن تكون تغريدة ترامب، بمثابة رد على الخطاب الذي ألقاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماعه مع كبار الشخصيات العسكرية الروسية، رغم أنه لم يشر إلى أي شيء يستفز الولاياتالمتحدة أو حلف الناتو المتواجد على الحدود الشرقية لأوروبا، وقال: "نحن بحاجة إلى تعزيز القدرة العسكرية للقوات النووية الاستراتيجية، لا سيما مع الصواريخ القادرة على اختراق أي أنظمة دفاع صاروخي حالية ومستقبلية". المناقشة المفتوحة بشأن الأسلحة النووية من قبل ترامب وبوتين، واللذين يمتلكان نحو 7 آلاف رأس نووي، تؤكد المخاطر الهائلة التي تواجه سكان العالم من النمو المتزايد للصراعات الجيوسياسة للجيوش. كانت هناك العديد من الإشارات الصادرة من ترامب، بما في ذلك الشخصيات التي عينها في حكومته، إذ تمثل جناح النخبة الأمريكية المناصرة للنووي، والمعادية للصين، والمتقاربة من روسيا إلى حد كبير، ليكون هذا التحدي الأكبر والأكثر إلحاحا في الهيمنة على العالم، فإدارة ترامب القادمة تضع العديد من الخرائط للأجندات العدائية بداية من الحروب التجارية وصولا إلى المواجهة العسكرية مع بكين. تغريدة ترامب، من الواضح أنها تحذير واضح لموسكو، والتي توضح أن رؤية وزارة الدفاع الأمريكية لا تزال موجودة وراسخة في المشهد، خاصة إذا قدم نظام بوتين الدعم للصين أو قام بأي محاولات بطرق أخرى لإحباط خطط البيت الأبيض التي يضعها ترامب. يؤكد الحزب الديمقراطي الأمريكي، والكثير من وسائل الإعلام الأمريكية، أن ترامب هو "مرشح سيبيريا"، ومقرب من بوتين، ولكن الملياردير الغوغائي تحيط به عصابة من أصحاب المليارات الأخرى والجنرالات، والعسكريين الرجعيين، وبالتالي يشعر بأنه غير مقيد لدرجة تحديده للسياسة النووية عبر توتير، ثم يترك الفرصة لموظفيه للعمل على التفاصيل، هذا هو الرجل الذي سيتم تسليمه السلطة بعد أقل من 4 أسابيع، ويتسلم الرموز النووية القادرة على تدمير هذا الكوكب. في مختلف خطبه الانتخابية الرئاسية، اقترح ترامب، مرارا وتكرارا، استخدام الأسلحة النووية لتحقيق الأهداف الإمبريالية الأمريكية واقناص واشنطن للفرص. تحاول صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، والعديد من وسائل الإعلام الدولية الأخرى، تصوير تغريدة ترامب على أنها تحول تاريخي في عقيدة الولاياتالمتحدة النووية، فكتبت الصحيفة أن ترامب يحاول أن يظهر وأنه يحتضن حدا من عقود الجهود الرئاسية للحد من دور الأسلحة النووية في الدفاعات والاستراتيجيات الأمريكية. ووصفت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" على توتير، تغريدة ترامب بأنها خروج جذري عن سياسة الرئيس أوباما الحالية، والتي تسعى لتحقيق السلام والأمن دون الأسلحة النووية. سياسة أوباما لم تكن تهدف لتفكيك ترسانة الأسلحة النووية الأمريكية، وجائزة نوبل للسلام التي حصل عليها أوباما في عام 2009، كانت سخيفة، لأنه أعاد مراجعة الوضع النووي في عام 2010، وأكد حق الولاياتالمتحدة في توجيه ضربة نووية ضد الدول التي تنتهك معاهدة عدم الانتشار، وفي عام 2014، أمر إدارته بتحديث وتطوير ضخم ونشر أنظمة الصواريخ المتقدمة التي تحمل رؤسا تدميرية أكبر من الرؤوس الحربية الحالية. الخطط التي بدأها أوباما تقدر تكلفتها بنحو 355 مليار دولار على مدى 10 سنوات وأكثر من تريليون دولار على مدى 3 عقود، وهي تنطوي على شراء قاذفات استراتيجية جديدة وغواصات الصواريخ البالستية، وتطوير مختبرات الأسلحة النووية الموجودة، وفي المقابل تنشر واشنطن أنظمة مضادة للصواريخ في كوريا الجنوبية واليابان ضد الصين وكوريا الشمالية، وقد نصبت أنظمة مشابهة في أوروبا، مما دفع بوتين لتقديم التصريحات الأخيرة. وبناء على ما قام به أوباما، فإن إدارة ترامب قادرة على تهديد العالم بالدمار النووي. جلوبال ريسيرش