على مدار سنوات طويلة لاحق الموساد الإسرائيلي مفكرين ومجاهدين وكتّابًا ومهندسين كان لهم دور بارز في استنهاض الوعي العربي عامة، والفلسطيني خاصة، نحو القضية الفلسطينية، وكشف إرهاب الاحتلال الإسرائيلي بطرق مختلفة، كل حسب اختصاصه. وتكررت سياسة الاغتيال التي يبرع فيها الموساد الإسرائيلي حتى اخترقت أمن دول عربية أوروبية، دون أن يتم إيقافه والتغلب عليه، لكن الفكرة لا تموت، حتى وإن اغتيل صاحبها، فهناك أجيال تحملها، وتؤمن بها. قائمة الاغتيالات الصهيونية يطول سردها، وتطال غالبية أصحاب المواقف والآراء الذين يدعون بشتى الطرق إلى التحرير وكسر الاحتلال، وهذه قائمة بأبرز الاغتيالات: غسان كنفاني، 1972، كاتب وأديب فلسطيني له روايات وقصص عديدة، كان يتحدث في أدبه بشكل عام عن بلاده التي سرقها الصهاينة، ويؤرخ تراثها من خلال قصصه. وكان مفكرًا ومناضلًا حرًّا، مما شكل خطرًا على الصهاينة في كشفه للحقيقة بالأدب؛ فاغتاله الموساد الإسرائيلي في بيروت بتفجير سيارته بعبوة ناسفة. ناجي العلي، واحد من أهم الفنانين الفلسطينيين الذين استخدموا الفن كوسيلة لاذعة للنقد السياسي، له أكثر من أربعين ألف رسم كاريكاتيري، اشتهر برسمه "حنظلة"، الذي كان دائمًا يعطي ظهره للمشاهد، وفسر العلي هذا الأمر بأنه رفض لكل ما يحدث حوله. انتقد العلي الأنظمة العربية بشكل لاذع، لصمتهم وتواطئهم في سرقة فلسطين من أهلها، واغتاله شخص مجهول في لندن عام 1987. وائل زعيتر، أديب وسياسي فلسطيني، كان يحمل على كتفيه هم القضية الفلسطينية، ويعمل جاهدًا على شرحها للأوروبيين. أسس زعيتر رابطة للتضامن مع القضية الفلسطينية في إيطاليا، وساعده في ذلك صداقته مع كبار الأدباء والموسيقيين والمفكرين الإيطاليين والأوروبيين، وكانت علاقته قوية بالحزب الاشتراكي والشيوعي الإيطالي. اغتاله مسلحون على عتبة منزله في روما عام 1972، ولم يسمح الاحتلال الإسرائيلي بدفنه في مسقط رأسه في نابلس، فدفن في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق. وقامت الفنانة الفلسطينية إميلي جاسر بإخراج فيلم يروي قصة حياته، عنوانه "مادة من أجل فيلم"، وحاز جائزة الأسد الذهبي. كمال ناصر، شاعر ثوري، ومن قادة الثورة الفلسطينية، كان يتولى منصب رئيس تحرير المجلة الرسمية الناطقة باسم منظمة التحرير الفلسطيني. اغتالته يد الموساد الإسرائيلي في غارة على أحد مراكز المنظمة في بيروت عام 1973، واستشهد مع رفيقيه كمال عدوان ومحمد يوسف النجار. فتحي الشقاقي، من مؤسسي حركة الجهاد الإسلامي، عُرف بثقافته وعلمه، وقال: المثقف أول من يقاوم، وآخر من ينكسر. تم اغتياله في مالطا عام 1995. يحيى عياش، من قادة كتائب القسام، كان يطلق عليه لقب "المهندس"، وله عمليات خطيرة أوجعت الاحتلال، ما أدى لاغتياله في 1996 بتفجير هاتفه المحمول. خالد نزال، الرجل الأول في الصف العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. عُرف بنضاله الطويل ضد الاحتلال، إلى أن اغتالته أيدي الموساد في اليونان عام 1986. خليل الوزير، كان الرجل الثاني للثورة الفلسطينية بعد ياسر عرفات، أشرف على تنفيذ عمليات عديدة أوقعت خسائر فادحة في صفوف الصهاينة، ونفذ بعضها بنفسه، اغتالته فرقة خاصة اقتحمت منزله في تونس، وقتلته أمام عائلته 1988. وقبل أيام اغتالت إسرائيل التونسي محمد الزواري، وكشفت كتائب القسام في قطاع غزة بعد اغتياله، أنه كان مُصَنع الطائرات بدون طيار التي استخدمتها القسام في معركتها الأخيرة مع الاحتلال. رموز يطول سردها من المقاومين والمفكرين الفلسطينيين وغير الفلسطينيين الذين تبنوا فكرة الدفاع عن الشعب الفلسطيني وحقوقه، تم اغتيالهم على أيدي الموساد الإسرائيلي، وقيادات لفصائل فلسطينية وأجنحة عسكرية أيضًا تم الوصول لهم وتصفيتهم، مثل عبد العزيز الرنتيسي وأحمد ياسين وصلاح شحادة وياسر عرفات الذي اغتالته إسرائيل بالسم. في إشارة صهيونية إلى أن يد إسرائيل تطال كل مناضل حر، معتقدين بأن موت الجسد يعوق انتشار الفكرة..