فوق ربوة عالية تطل على قناة السويس، وعلى بعد 7 كيلومترات جنوب مدينة الإسماعيلية، يقع جبل مريم، الذي أطلق عليه اليهود اسم مفتاح الإسماعيلية، نسبة إلى موقعه الفريد الذي استغل للدفاع عن المدينة على مر عصور ومعارك مختلفة. كان جبل مريم أول محطة للعائلة المقدسة بعد مرورها بسيناء، ومن اسم السيدة العذراء مريم، اكتسب الجبل اسمه الذي ظل يعرف به حتى اليوم. الحرب العالمية الاولى عرف الجيش المصري، الذي كان ضمن قوات الحلفاء في الحرب العالمية الأولى إذ كانت مصر مستعمرة بريطانية، جبل مريم، كحصن منيع، وكان الجبل نقطة الحلفاء الأولى للوصول إلى الدولة العثمانية، وهو ما جعل مصر تتعرض للهجوم من قبل الألمان والأتراك، وتم حفر خندق أسفل الجبل بعمق 8 أمتار، وتم تحصينه ضد القذائف والقنابل، ومازال شاهدا على تاريخ المعارك في تلك الفترة، من خلال نصب لتخليد ذكرى ضحايا الحرب (1914- 1918) سواء من المصريين أو من قوات الحلفاء، وبني أعلى الجبل. حرب الاستنزاف أثناء حرب الاستنزاف، كان لجبل مريم أهمية استراتيجية، ففى يوم السبت 26/8/1968 صدرت الأوامر إلى قوات الصاعقة المصرية بالتعامل مع بعض الدوريات الإسرائيلية التي كانت تقوم بعمليات استفزازية ضد الجنود المصريين على الجبهة، فتعاملت عناصر من المجموعة "399 قتال" مع دورية إسرائيلية وفجرت إحدى سياراتها وتعاملت مع باقي أفراد الدورية بالأسلحة، وقتلت 3 من جنود العدو كان من بينهم نائب مدير المخابرات الحربية الإسرائيلية، ورئيس أركان القوات البحرية، بالإضافة إلى أسر العريف ياكوف رونيه، الذى مات متأثرا بجراحه بعد اقتياده إلى الضفة الغربية للقناة. وفي أثناء الإعداد للعبور، زادت القوات المصرية عمق وتحصين الخندق الذي حفرته قوات الحلفاء إلى 13 مترا أسفل الجبل، وظلت السيطرة على الجبل هدفا للجيش الإسرائيلي سعت إلى تحقيقه أثناء الثغرة التي عُرفت ب"ثغرة الدفرسوار"، إلا أن الكتيبة 85 مظلات تمكنت من السيطرة عليه، وظل لبعض الوقت هو المكان الوحيد بالمنطقة الذي توجد به قوات مصرية وسط محيط من القوات الإسرائيلية، وتمكن رجال المظلات من خلال أسلحة خفيفة من صد هجوم المدرعات والأسلحة الثقيلة والطيران الإسرائيلي، ومنعت القوات الإسرائيلية من احتلاله، بل ودفعتهم للانسحاب من تبة الشيخ حنيدق المواجهة له. في الوقت الحالي، تحيط بجبل مريم مساكن يبلغ تعدادها 3 آلاف مسكن يقطنها ما يقرب من 15 ألف نسمة، وكان الجبل يتبع قرية نفيشة، ثم نقلت تبعيتة منذ عدة سنوات إلى قرية الضبعية.