خلافات عميقة بين أمريكاوالصين أثارتها السياسة المتهورة للرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، حيث زادت حدة التوترات الصينيةالأمريكية خلال الأسابيع القليلة الماضية، وكادت أن تُحدث شروخًا في العلاقات بين الطرفين، لكن يبدو أن ترامب امتثل لتحذيرات الساسة الأمريكيين، الذين حذروه من اللعب بالنار مع بكين، وهو ما اتضح في مواقف ترامب الأخيرة. تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، الخميس، بتحسين العلاقات الأمريكيةالصينية، قائلا: إحدى أهم العلاقات التي يجب أن نحسنها وعلينا أن نحسنها هي علاقتنا بالصين، الولاياتالمتحدةوالصين هما صاحبتا أكبر اقتصادين في العالم. كما رشح ترامب حاكم ولاية "إيوا"، تيري بريندستيد، لمنصب سفير للولايات المتحدة في الصين، حيث قال: هذا هو الرجل الذي أختاره لمنصب سفير الولاياتالمتحدة في الصين. وردت بكين بوصف "برانستاد" بأنه صديق قديم. الخطوتان اللاتان اتخذهما "ترامب" الخميس أرجعهما العديد من المراقبين إلى أنهما محاولة من الرئيس الأمريكي الجديد تلطيف الأجواء مع الصين، بعد أن اشتعلت خلال الفترة الأخيرة، إثر تصريحات وإجراءات اتخذها ترامب أثارت غضب التنين الصيني، وتسببت في تصاعدت الأزمة الدبلوماسية بين الطرفين خلال الفترة القليلة الماضية، وهو ما أثار قلق الساسة والمسؤولين في بكين من سياسة ترامب القادمة، حتى إن الصحف الصينية دعت إلى بناء المزيد من الأسلحة النووية في مواجهة سياسة "ترامب"، حيث دعت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية المقربة من الحزب الشيوعي ببكين، الخميس، إلى زيادة الإنفاق العسكري بشكل كبير وبناء المزيد من الأسلحة النووية، كرد على الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب. وقالت الصحيفة إن على الصين بناء المزيد من الأسلحة النووية الاستراتيجية وتسريع نشر الصاروخ دي إف-41 البالستي بعيد المدى؛ لحماية مصالحها، في حال محاولة ترامب محاصرة البلاد بطريقة غير مقبولة، وقالت الصحيفة: نحن بحاجة للاستعداد بشكل أفضل عسكريًّا فيما يتعلق بقضية تايوان؛ لضمان عقاب هؤلاء الذين يدعون إلى استقلالها، وأخذ الاحتياطات اللازمة في حال وجود أي استفزازات أمريكية في بحر الصين الجنوبي. كما نظرت صحيفة "تشاينا ديلي" الحكومية إلى مستقبل العلاقات الصينيةالأمريكية بنظرة تشاؤمية، حيث قالت: مع أن الصين ردت على تصريحات ترامب بتعقل جدير بالثناء، إلا أن المزيد من الاستفزازات من سياسي لا يمكن توقع تصرفاته قد يضر بالعلاقات بين البلدين. وأضافت: على الصين تحضير نفسها للأسوأ. مؤكدة أن ما حدث في الأسابيع الماضية يشير إلى أن العلاقات الصينية الأمربكية تواجه مرحلة من عدم اليقين أكثر من أي وقت مضى بسبب تصريحات ترامب. الأزمة التي اشتعلت مؤخرًا بين الصينوأمريكا بدأت منذ أن دأب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على انتقاد بكين مرارًا خلال حملته الانتخابية، حيث سبق أن قال: لا يمكننا الاستمرار في السماح للصين باغتصاب بلادنا، وهذا ما يفعلونه، في إشارة إلى ارتفاع صادرات الصين مقارنة بأمريكا، واتهم ترامب الصين مرارًا وتكرارًا بالتلاعب بعملتها؛ لجعل صادراتها أكثر قدرة على المنافسة في السوق العالمية، وادعى أن الصين تقتل الولاياتالمتحدة في مجال التجارة. انتقادات ترامب أثارت أزمة دبلوماسية غير مُعلنة بين الصينوأمريكا، لتأتي المحادثة الهاتفية التي أجراها الرئيس الأمريكي قبل أسبوع مع رئيسة تايوان، تساي إنغ ون، لتُخرج الأزمات بين الطرفين إلى العلن، وتُحدث شرخًا كبيرًا في العلاقات الأمريكيةالصينية، حيث أثارت هذه المكالمة غضب بكين؛ على اعتبار أنها الأولى على مستوى رفيع يقوم بها رئيس منتخب أو رئيس للولايات المتحدة منذ اعتماد الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر، سياسة "صين واحدة" عام 1979، التي لا تعترف سوى بحكومة بكين، وهو ما رأى فيه التنين الصيني مخالفة لتقليد دبلوماسي متبع منذ أربعة عقود. وقدمت الصين احتجاجًا شديد اللهجة لواشنطن، وحثت فيه وزارة الخارجية الصينيةالولاياتالمتحدة على توخي الحرص في التعامل مع تايوان، لتجنب أي اضطراب غير ضروري للعلاقات الثنائية، ووصفت الأمر بأنه "عمل تافه" من جانب تايوان، فيما حاول البيت الأبيض التخفيف من قلق الصين، وذلك من خلال التقليل من أهمية المكالمة الهاتفية، حيث قال البيت الأبيض إن هذه المكالمة لا تعتبر دليلًا على تغير في الموقف السياسي الأمريكي من "الصين الموحدة"، والذي يعتبر تايوان جزءًا من الصين، وقال نائب ترامب، مايك بينس، إن الأمر أشبه ب "عاصفة في فنجان"، وأضاف: أقول لأقراننا في الصين إن هذه كانت لحظة مجاملة. بعد أيام من المكالمة الهاتفية، وفي الوقت الذي لا تزال فيه الأجواء بين الطرفين مشتعلة، خرج ترامب بانتقاد جديد لبكين، أثار المزيد من الاستفزازات، حيث اتهم الصين في تعليقات على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بأنها تخفض سعر عملتها؛ من أجل أن تنافس الشركات الأمريكية بشكل أفضل، وبأنها تبني مجمعًا عسكريًّا ضخمًا في بحر الصين الجنوبي، وقال "هل سألتنا الصين إن كنا نوافق على خفض عملتها، وعلى أن تقوم بفرض ضريبة مرتفعة جدًّا على موادنا المصدرة إليها، وعلى بنائها مجمعًا عسكريًّا ضخمًا في بحر الصين الجنوبي؟ لا أظن ذلك".