ماذا يعني نجاح دونالد ترامب في تولي رئاسة الولاياتالمتحدة بالنسبة الشرق الأوسط؟ اجتمع العديد من وزراء الخارجية وخبراء السياسة، نهاية الأسبوع الماضي، لاستكشاف الآثار المترتبة على الانتخابات لأكثر منطقة مضطربة في العالم. استضاف الاجتماع عبد الله بن زايد، وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، وضم ممثلين من كل بلد عربي، فضلًا عن الولاياتالمتحدة وأوروبا وروسيا والصين والأمم المتحدة. غيرت دول الخليج مواقفها، ورحبت بفوز ترامب، والذي لا يحبذ الكثير من سياسات الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما مع الشرق الأوسط. عدد قليل منهم متأكد من مواقف ترامب، حتى أولئك الطالبون لتواصل الدعم، وهم لا يعرفون أين يقف الرئيس الجديد. ونظرًا لسجل الرئيس الجديد، ركز العديد على صفاته الشخصية الواضحة، وقال أحدهم إنه رجل دون جدوى، لذلك عليهم تملقه، كما فعل العديد من قادة العالم منذ 8 نوفمبر، كما قال آخر إن ترامب رجل متقلب، لذلك لا يجب الاعتماد عليه، وقال ثالث إنه صاحب معاملات واتفاقات، وبالتالي يجب الحديث معه عن صفقات من شأنها خدمة مصالح المنطقة. لم تعلق الإمارات على تصريحات ترامب بشأن التجارة أو موقفه المعادي للمسلمين. الاتفاق النووي الإيراني هو اللغز الأول، فطوال مرحلة الحملة الانتخابية صرح ترامب أنه سيلغي الاتفاق أو يعرضه للتفاوض مرة أخرى، ولكن رغم هذه التصريحات، هناك إجماع على أنه سيقبل الاتفاقية كما هي دون تغيير، وبدلًا من ذلك سيركز على سلوك إيران في المنطقة، وهو ما اتفق عليه الجميع حتى الدول التي تنتقد الاتفاق. وقال مسؤول خليجي بارز: "من يمزق هذا الاتفاق هو شخص يريد أن يرسلنا جميعًا للعالم غير المعلوم"، وقال آخر بعد انتقاده للطريقة التي عقد بها الصفقة: "في الحقيقة لا أحد ضد هذا الاتفاق". وأعرب الخليجيون عن أملهم في أن يكون ترامب أكثر صرامة تجاه إيران. رغبة ترامب في التعاون مع روسياوسوريا كانت محور الحديث الثاني، حيث يؤيد عدد كبير من العرب المعارضة السورية ضد الرئيس بشار الأسد، وبالتالي رأوا أن شراكة ترامب مع موسكو ستكون لعنة. في الحقيقة أن الدعم السياسي بالشرق الأوسط يميل للذهاب مع الفائز، ويبدو أن روسيا هي اللاعب القوي في سوريا هذه الأيام. تحدث الروس عن السياسات الأمريكية لهيلاري كلينتون، والتي دفعت الولاياتالمتحدة نحو الهاوية، ودفعت للتصادم الحركي في سوريا، بينما قال أحدهم: الآن مع ترامب رجعنا خطوة إلى الوراء. هل الحوار الجديد بين الولاياتالمتحدةوروسيا من شأنه أن يعيد توجيه إيران وتركيا والسعودية، وغيرها من لاعبي الشرق الأوسط، لاستقرار هذه المنطقة وتهدئة الحروب الطائفية بين الأشقاء؟ اقترح العديد ذلك. مثلما قام دون كورليوني، الشخصية الخيالية التي ظهرت في فيلم العراب، وجمعت خمس عائلات، قد يكون كل من ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قادرين على جمع الولاياتالمتحدةوروسيا وتركيا وإيران والمملكة العربية السعودية، ولكن يحذر الخبراء من مؤتمر "يالطا الثاني"، الذي جاء بعد الحرب العالمية الثانية، وحدد مناطق النفوذ الجديدة لكلا البلدين، حيث من شأنه أن يفتت المنطقة مرة أخرى. لم تكن هناك إجابات محددة بشأن الحياة في عالم ترامب الجديد، فقط الكثير من الأسئلة المثيرة للاهتمام. واشنطن بوست