حول قمة السبع الكبار بانجلترا

بسبب جائحة كورونا وتداعياتها السلبية علي بلدان العالم انطلقت يوم الجمعة الماضي الموافق 11 من شهر يونيو الجاري اجتماعات قمة مجموعة الدول الصناعية السبع التي تستضيفها مقاطعة كورنوال في بريطانيا، ومجموعة السبع هي منظمة أقيمت عام 1975 وتتكون من أكبر سبع دول اقتصادية على مستوى العالم وهي الولايات المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، والمملكة المتحدة، وكندا، هذا وتتخذ المجموعة قيم الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية، وحكم القانون، والرخاء، والتنمية المستدامة كمبادئ رئيسية لها.
فبعد قطيعة دامت لما يقارب العامين عاد قادة البلدان السبع ليجتمعوا وجه لوجه لبحث الكثير من الأزمات والقضايا الدولية الملحة لاتخاذ القرارات لمواجهتها ووضع حلول عاجلة لها ومنها ملف جائحة كورونا، وملف المناخ، وقضايا الشرق الأوسط، والوضع في أفغانستان وليبيا، وملف التكنولوجيا الجدية، ومناقشة أعمال العنف في إثيوبيا وملفات إيران وكوريا الشمالية والصومال والساحل والبلقان، ومشاكل جيوسياسية ملحة تقوض الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان، والملف النووي الإيراني، وإعادة الاهتمام بقوة حلف الناتو، والتزام الولايات المتحدة بنظام دولي جديد قائم على قواعد صارمة لمواجهة قضايا تبدأ بتغير المناخ وصولا إلى التعافي في مرحلة ما بعد الجائحة وغيرها من القضايا الهامة التي سوف يتم بحثها في بروكسل يوم الاثنين المقبل الموافق 14 من يونيو الجاري مع وجود الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أعاد الثقة من جديد لحلف الناتو والمنفتح علي إعادة الثقة مع الحلفاء الأوربيين بعد توتر العلاقات في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ناهيك عن تصميم جو بايدن علي تطوير الدفاع الجماعي لحلف الناتو لمدي أهميته في مواجهة كلا من الصين وروسيا وبحث ما يمكن أن يقدمه الأوربيين لأمريكا في مواجهة تلك القوتين الصاعدتين، وفرض ضرائب جديدة علي الشركات الكبرى العالمية، وبحث العلاقات الأمريكية والغربية المتوترة مع سياسة تركيا في المنطقة، واجتماع الرئيس الأمريكي بايدن مع بوريس جونسون رئيس وزراء انجلترا وقد اعتمد الرجلين موقفاً موحداً بشأن ضرورة التحرك على صعيد المناخ مع إقرار ميثاق الأطلسي الجديد الذي يشدد أيضاً على ضرورة مواجهة الهجمات الإلكترونية، ثم اعتزام استقبال الرئيس الأمريكي بايدن المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل خلال منتصف شهر يوليو المقبل في واشنطن لبحث العلاقات الثنائية ومزيد من القضايا الهامة بين البلدين وعلي رأسها بقاء القوات الأمريكية في ألمانيا، ثم اللقاء الهام والمرتقب يوم 16 من شهر يونيو الجاري في سويسرا بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذ ستشكل تلك القمة تتويجاً للرحلة الأولى التي يُجريها بايدن إلى الخارج في وقت يواجه صعوبات في بلده على خلفية توتر في معسكره.
ومن النتائج والتوصيات الهامة لاجتماع دول السبع هو تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وغيرهم بالتعهد بتقديم مليار جرعة من اللقاحات للدول الفقيرة لمواجهة جائحة كورونا بحيث سيذهب حوالي 80 بالمائة من اللقاحات إلى مبادرة كوفاكس التي تهدف إلى ضمان التوزيع العادل للقاحات في جميع أنحاء العالم، مع تقاسم الباقي بشكل ثنائي، مع تأكيد أمريكا علي بقائها باتفاقية المناخ، فمن جانبه اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن القمة تعكس عودة الولايات المتحدة إلى الساحة الدولية بعد سنوات من الانعزال في عهد سلفه دونالد ترامب، وقال بايدن على تويتر "أتطلع إلى تعزيز التزامنا بالتعددية والعمل مع حلفائنا وشركائنا لبناء اقتصاد عالمي أكثر عدلاً وشمولية، فهل يمكن أن تتحول نتائج وتوصيات تلك القمة الهامة إلي أفعال؟ أم يمكن أن تبقي توصيات وقرارات قادتها كسابقتها مجرد حبر علي ورق؟