أعلنت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو"، عن إطلاق مبادرة الحراك العالمي لمكافحة آفة دودة الحشد الخريفية، انطلاقا من مسئوليتها في حماية النباتات وتنسيق الجهود الدولية لمكافحة الآفات التي تمثل تهديدا كبيرا للأمن الغذائي المحلي والإقليمي والدولي. وذكرت "الفاو" أنه مع اشتداد ضراوة وشراسة دودة الحشد الخريفية، تم عقد الاجتماع التنسيقي الأول لتنفيذ الحراك العالمي للمنظمة لمكافحة دودة الحشد الخريفية في الشرق الأدني وشمال إفريقيا، بمشاركة مسؤولين من إدارة وقاية النباتات من المقرين الرئيسي والإقليمي للفاو، وممثلين من 12 دولة من إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتم اختيار مصر كدولة نموذجية، بالإضافة إلي السودان واليمن وموريتانيا كدول تجريبية، وهو ما سيسمح لمصر بتجريب أدوات مختلفة لمكافحة الآفة وتصميم واختبار حزمة من تدابير الإدارة المتكاملة لآفة دودة الحشد الخريفية بدعم كبير من منظمة الفاو. وقال يانجيوان شيا، رئيس قسم الانتاج النباتي ووقاية النباتات ب "الفاو" إن العمل سويا من أجل مكافحة هذه الآفة من خلال مبادرة الحراك العالمي يحظي بدعم ومساندة المدير العام للمنظمة وكبار المسؤولين فيها.. مؤكدا ضرورة وضع آلية للتنسيق من خلال المجموعات التي تم تكوينها في مناطق العالم الثمانية، إلي جانب وضع الآليات الفعالة لتبادل المعلومات والخبرات والموارد واستخدام التكنولوجيا من أجل التصدي لهذه الآفة. ووفر المكتب الإقليمي لمنطقة الشرق الأدني وشمال إفريقيا بالمنظمة، أكثر من 25 ألف مصيدة، و80 ألف طعم فرمون، تغطي نظريًا مساحة 50 ألف هكتار، كما تم تقديم الدعم العلمي لتعريف العينات المشتبه بها، بالإضافة إلي تدريب أكثر من 700 متخصص علي تحديد ورصد دودة الحشد الخريفية، وتدريب أكثر من 250 متخصصا في المكافحة البيولوجية علي التربية الجماعية للأعداء الطبيعيين بالشراكة مع المركز الدولي لفسيولوجيا وإيكولوجيا الحشرات بكينيا، وشراء أدوات ومعدات تزيد قيمتها عن 70 ألف دولار لدعم منشآت انتاج العدو الطبيعي لهذه الآفة. ومن جانبه، قال سيرج ناكوزي، نائب الممثل الإقليمي للشرق الأدني وشمال إفريقيا في المنظمة والقائم بأعمال الممثل الإقليمي إن العديد من دول المنطقة تواجه تحديات كبيرة بسبب هذه الآفة التي تصيب 80 نوعا من المحاصيل الزراعية، وقد استطاعت هذه الآفة الدخول للمنطقة من خلال السودان في عام 2017، ثم اليمن في 2018، ثم مصر في 2019 ثم انتشرت الآن في موريتانيا والإمارات وسوريا والأردن. وقامت "الفاو" بتقديم الدعم الفني والمالي لهذه الدول، في ظل تحذير العلماء من انتشار هذه الآفة في جميع بلدان المنطقة، ومعلومات تشير إلي أن أضرارها وصلت لنسبة 96% في بعض المناطق. وبدأت مصر بالتعاون مع "الفاو" منذ مايو 2019 في مكافحة دودة الحشد الخريفية التي وصلت حاليا إلي 13 محافظة مصرية بمتوسط إصابة 1.5% في زراعات الذرة خلال عامين، بسبب الاعتماد علي آلية درء الخطر وهو ما قلل بحد كبير من انتشار الآفة في مصر. وجاء اختيار مصر كدولة نموذجية لتنفيذ أنشطة الحراك العالمي استنادا إلي كونها، أكبر منتج للذرة في الإقليم، حيث تزرع مصر أكثر من مليون هكتار من الذرة، بانتاج سنوي وطني يزيد عن 7.5 مليون طن، والتي تمثل 90٪ من انتاج منطقة الشرق الأدني وشمال إفريقيا من الذرة، بالإضافة إلي توافر شبكة من الخدمات الزراعية والمراكز البحثية والبنية التحتية الضرورية لتجريب المبيدات ووسائل المكافحة الأخري. وأعرب محمد عبد المجيد رئيس لجنة المبيدات والمنسق الوطني لمشروع الطوارئ المشترك مع الفاو، ونقطة الاتصال الوطنية لمبادرة الحراك العالمي لمكافحة دودة الحشد الخريفية، عن تفاؤله بإمكانية إحكام السيطرة علي هذه الآفة بسبب ما تقدمه "الفاو" من دعم فني ومالي، إلي جانب ما تملكه مصر من خبرات وإمكانيات وكوادر بشرية مؤهلة، وبنية تحتية. وأشار إلي أن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، بالتعاون مع "الفاو" بصدد الانتهاء من خطة عمل مبنية علي دراسات مستفيضة واستقصاءات للمزارعين للتعرف علي قدرتهم علي استخدام وسائل تكنولوجية حديثة، مع اللجوء لاستخدام المبيدات صديقة البيئة والبُعد تماما عن المبيدات التي لها تأثيرات جانبية علي صحة الإنسان والحيوان. ومن أهم مخرجات الحراك العالمي في إقليم الشرق الأدني وشمال إفريقيا إنشاء شبكة من نقاط الاتصال الوطنية التي تجتمع بشكل منتظم شهريا وتتبادل البيانات والمعلومات بشكل مميز ومفيد، بالإضافة إلي مشاركة منظمات علمية وفنية إقليمية مثل الجمعية العربية لوقاية النباتات ومنظمة الشرق الأدني لوقاية النباتات. وقال نصر الدين حاج الأمين، ممثل "الفاو" في مصر إنه بمجرد تأكيد وجود دودة الحشد الخريفية في مصر، شرعت منظمة الفاو في وضع برامج تعاون فنية لتقديم الدعم، ةتدريب عدد كبير من المتخصصين، وتوفير الأدوات والمصايد والوسائل الخاصة بمكافحة هذه الآفة ومساعدة المسؤولين في تطوير خطة العمل الوطنية وتقديم الاستشارات الفنية والعلمية، إلي جانب تطوير المعامل المصرية للتربية الجماعية للأعداء الطبيعية. وقام ممثلو مكاتب "الفاو" الوطنية في موريتانيا والسودان واليمن ونقاط الاتصال الوطنية في تلك الدول خلال الاجتماع بعرض الوضع الفعلي لدودة الحشد الخريفية، والجهود المبذولة لمواجهة هذه الآفة. يذكر أن الموطن الأصلي لهذه الحشرة هو المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في القارة الأمريكية واستطاعت الانتقال إلي أكثر من 65 دولة في إفريقيا وآسيا خلال الأربعة أعوام الأخيرة، وتم تسجيل دخولها مؤخرا في مصر في العام 2019. وكانت "الفاو" قد قدمت خلال عام 2019 عددا من الدورات التدريبية لإخصائيين من 22 محافظة مصرية، وقام المكتب الإقليمي للفاو بالتعاون مع المكتب القُطري بتقديم الدعم الفني عن طريق نقل خبرات الدول التي واجهت هذه الآفة وتأمين المواد اللازمة للتحري عنها من مصائد فيرمونية وأجهزة هاتف محمول لتسهيل استخدام التطبيقات الملائمة للحصول علي المعلومات بدقة.