عُني الإسلام بالأم كل العناية، وقرر لها كامل الحقوق وكرمها أفضل تكريم لدورها العظيم في بناء أمه صالحة وتحسين تربية الأجيال التي تقود قاطرة الحياة والتنمية فتغرس فيهم الفضائل والقيم وتحمي المجتمع من سلوكيات قد تطرأ مع غياب التربيه وظهور مظاهر سلبيه قد تقود إلي العنف اوالإنحراف لكن وجود الأم الصالحه هو صمام الأمان داخل الأسره والمجتمع فهي تجسيد لمعاني الحُبِّ والعطاء، والتضحية والوفاء ففي برها صلاح الأحوال والله جل وعلا قد أعلي منزلها وأوصي نبينا ببرهافقال: «أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك» فقد كانت ومازالت الحصن الأمين والقلب الكبير والحنان الدافئ لأبنائها وأحفادها لتزرع بذور الخير والعطاء في كل مكان وزمان وفي يوم الاحتفاء بها وان كانت كل الأيام لها عيداً.. تحدثنا عدد من عضوات المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف بالغربية. تقول فاطمة أحمد حمزة البربري، الواعظة بمنطقة وعظ الغربية وعضو المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بالغربية، الأم بدور قوي وفعال في حماية اُسرتها، والمحافظة علي سير الحياة الأسرية بكل حب وتناغم واستقرار فهي مخلوق عاطفي تتعامل بقلبها الحنون مع أطفالها وترعاهم ووقتما يشتد عودهم تكون العاطفة أكثر حكمة بما يتناسب مع أعمارهم وميولهم وتقدم لهم النصائح، وترشدهم الي الطريق الصحيح. وذلك بسبب فطرة أودعها الله فيها فعندما كانت زوجة كانت سكنًا لزوجها ومودة، ورحمة لتتدرب علي تربية أبنائها بما حباها الله من قلب رحيم لذلك كانت وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابي الذي ذهب اليه يريد الجهاد في سبيل الله عز وجل، وأمه علي قيد الحياة قال صلى الله عليه وسلم (ويحَكَ الزَم رِجلَها فثمَّ الجنَّةُ) صحيح ابن ماجه. وتشير هدي الشاذلي الواعظة بمنطقة وعظ الغربية وعضو المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف بالغربية.. يقول الله تعالي في كتابه الكريم: { وَقَضَيٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِ0لۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًا إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ 0لۡكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلًا كَرِيمًا} الإسراء:23. هذه الأية التي جاء فيها بر الوالدين بعد توحيد الله عز وجل فالمسلم لا يكون مسلمًا إلا بتوحيد الله عز وجل مُقترنا ذلك بحسن البر لوالديه ومراعتهما والإحسان إليهما وعدم إيذائهما بالقول أو الفعل واو وجدت كلمة أقل من كلمة (أف) لذكرها المولي عز وجل. فقد خاب وخسر من أدرك أبويه أو كلاهما ولم يدخل الجنة وللأم مكانة مُتفردة فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (الزم قدميها فثم الجنة). لما تُلاقيه من متاعب الحمل والمخاض والرضاع والتربية مع قوة الصبر والتحمل وفيض الحنان والعطاء الذي لاينقطع، ولذلك علينا جميعًا البر الدائم سواء في حالة الحياة أو الممات، بالدعاء والتصدق وصلة الرحم وتفقد الأقارب والأحباب، بارك الله في أعمار جميع الأمهات ورحم بواسع رحمته ورضوانه كل من مات. وتستطرد مروه البيلي الواعظة بمنطقة وعظ الغربية وعضو المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف بالغربية قائلة "أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم" في هذا الحديث الشريف ينبه المصطفي صلي الله عليه وسلم الآباء والأمهات ألايتركوا أولادهم هملاً دون راعٍ، فينبغي علي الأبوين وخاصة الأم لأنها المدرسة الأولي في حياة الطفل ولها دور عظيم في إعداد وتنشئة أجيال المستقبل. فدور الأم لا يقتصر ع إطعام الطعام او تهيئة المنزل للراحة، وإنما يتطرق دورها إلي حمايتهم عملاً بقوله تعالي { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ }(التحريم 6) ووقاية الأبناء لا تكون إلا بالتعليم والتربيةوتنشئتهم علي الأخلاق الفاضلةوإرشادهم إلي مافيه نفعهم وصلاحهم. والحرص علي مصاحبتهم وتدريبهم ذكوراً أو إناثاً علي مايحميهم مستقبلاً ويعمق الإيمان في نفوسهم فيكونوا بذلك قادرين علي مواجهة صعوبات الحياة.