قام الرئيس بايدن بالتوقيع علي حزمة التحفيز الأمريكية البالغ قيمتها 1.9 مليار دولار لتصبح قانونًا ساريا وتشمل هذه الحزم دعم مالي مباشر لبعض من المواطنين الأمريكيين. كما شهد الأسبوع تجدد مخاوف التضخم علي خلفية حزمة التحفيز. تحركات الأسواق سوق السندات: سجلت سندات الخزانة الأمريكية خسائر في ظل اضطراب الأسواق للأسبوع الثاني علي التوالي، خاصة السندات ذات الآجال الأطول حيث استمرت خسائر السندات ذات أجل 10 سنوات، و30 سنة للأسبوع السابع علي التوالي للوصول إلي مستويات لم تشهدها الأسواق منذ أكثر من عام، فقد شهد مطلع الأسبوع ارتفاعًا في عوائد سندات الخزانة بسبب زيادة مخاوف التضخم بعد أن أقر مجلس الشيوخ حزمة تحفيز مالية بقيمة 1.9 تريليون دولار يوم السبت الماضي، لكن العوائد تراجعت في وقت لاحق من الأسبوع حيث استغل المستثمرون انخفاض الأسعار واتجهوا لشراء سندات الخزانة يوم الثلاثاء. بالإضافة إلي ذلك، فإن الطلب الجيد علي مزاد السندات ذات أجل 10 سنوات خلال الأسبوع، الي جانب ورود بيانات مؤشر أسعار المستهلكين والتي جاءت أقل من المتوقع، ساعد علي استقرار عوائد السندات. ومع ذلك، شهدت نهاية الأسبوع ارتفاعًا في العوائد حيث تصاعدت مخاوف التضخم مرة أخري بعد أن وقع بايدن علي قرار بشأن حزم التحفيز المالي ليصبح قانونًا ساريا. وتعكس الأسعار الحالية للسوق احتمالات بنسبة 1.4% بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة في اجتماع شهر مارس يوم الثلاثاء، نزولاً من احتمالات بنسبة 4.0% في الأسبوع الماضي بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي برفع الفائدة. العملات: أنهي مؤشر الدولار الأسبوع علي انخفاض، لتتوقف سلسلة مكاسبه التي استمرت ثلاثة أسابيع. خسر الدولار بعد أن وصل يوم الاثنين الماضي إلي أعلي مستوي له منذ نوفمبر 2020 مع استقرار عوائد الخزانة، وقلصت العملة بعض خسائرها يوم الجمعة وسط عمليات البيع المكثفة لسندات الخزانة. ارتفع اليورو والجنيه الإسترليني علي خلفية ضعف الدولار، كما ارتفعت أسعار الذهب نتيجة هبوط الدولار، وذلك بعد انخفاضها إلي أدني مستوي في تسعة أشهر يوم الاثنين الماضي. أسواق الأسهم: حققت الأسهم الأمريكية هذا الأسبوع مكاسباً قوية، وسجل مؤشري ستاندرد أند بورز 500S&P و داو جونز الصناعي Dow Jones أعلي مستوياتهما علي الاطلاق، علي خلفية حالة التفاؤل بشأن حزم التحفيز المالي ومع زيادة عدد الأشخاص الذين تم تطعيمهم في الولاياتالمتحدة. ارتفعت الأسهم أيضًا في منتصف الأسبوع مع استقرار عوائد الخزانة. ارتفع مؤشري ستاندرد أند بورز 500S&P و داو جونز الصناعي Dow Jones بنسبة 2.64% و 4.07% علي التوالي، وأغلق مؤشر ناسداك المركب Nasdaq لأكبر الأسهم التكنولوجية مرتفعا بنسبة 3.09%، حيث قام المستثمرون بعمليات شراء للأسهم عند أدني مستوياتها السعرية خلال الأسبوع. وجدير بالذكر، أن قطاعات التكنولوجيا قد شهدت عمليات بيع يوم الاثنين، كما تكبدت بعض الخسائر يوم الجمعة حيث استمرت المخاوف بين المستثمرين بشأن تزايد التقييمات المبالغ فيها للأسهم التكنولوجية وسط موجة ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية. هبط مؤشر VIX لقياس توقعات تذبذب الأسواق مسجلاً 20.69 نقطة، منخفضاً للأسبوع الثاني علي التوالي. وفي الأسواق الأوروبية، تمكنت الأسهم أيضا من الصعود حيث أنهي مؤشر STOXX 600 الأسبوع مرتفعا بنسبة 3.52%، ليمحو بذلك خسائره السابقة الناجمة عن الوباء. في الأسواق الناشئة، أنهي مؤشر مورجان ستانلي لأسهم الأسواق الناشئة (MSCI EM ) تعاملات الأسبوع علي ارتفاع، حيث ربحت معظم الأسهم الآسيوية علي خلفية تطورات حزم التحفيز الأمريكية ومع الدعم الذي تلقته الأصول ذات المخاطر في منتصف الأسبوع من خلال انخفاض عائدات السندات. البترول: تراجعت أسعار البترول بنسبة 0.20%، علي الرغم من تجاوز سعر برميل النفط مستوي 70 دولارًا خلال يوم الإثنين الماضي لأول مرة منذ بداية الوباء، قبل أن ينخفض في نهاية الأسبوع. وكانت بداية الأسبوع قد شهدت ارتفاعاً في أسعار النفط بعد الهجوم الذي تم شنه علي موقع النفط السعودي يوم الأحد من الأسبوع الماضي، قبل أن تنخفض الأسعار يوم الثلاثاء مع اختفاء المخاوف من ضعف الإمداد، حيث لم تسفر الهجمات علي المنشأة عن أي أضرار. بالإضافة إلي ذلك، فإن تقرير معلومات النفط الأمريكي API أظهر أن مخزونات الخام الأمريكية أعلي من المتوقع للأسبوع المنتهي في الخامس من مارس، مما أثر سلبًا علي أسعار النفط. بينما ارتفعت الأسعار من جديد يوم الأربعاء بعد أن أعلنت إدارة معلومات الطاقة الامريكية عن انخفاض حاد في مخزونات البنزين الأمريكية بشكل أكبر من المتوقع. وأخيراً، تراجعت الأسعار مرة أخري يوم الجمعة لتنهي الأسبوع منخفضة حيث أدي ارتفاع الدولار إلي تقليل الإقبال علي السلع.