حذر البطريرك الماروني الكاردينال بشاره الراعي ومتروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة، من انفجار اجتماعي وشيك في لبنان علي وقع الانهيار الاقتصادي المتفاقم وتردي الأوضاع المعيشية بصورة كبيرة، مشيرين إلي أن "ثورة جياع بدأت بوادرها تلوح في الأفق". وقال بطريرك الموارنة - في كلمة له خلال قداس عظة الأحد - إن اللبنانيين نزلوا إلي الشوارع للاحتجاج بعد انهيار في سعر صرف العملة الوطنية (الليرة اللبنانية) ل 10 آلاف ليرة مقابل الدولار، وهبوط الحد الأدني للأجور إلي نحو 70 دولارا، وتراجع القدرة الشرائية وعدم إمكانية شراء وتوفير المستلزمات والسلع الأساسية. وحمل البطريرك الراعي السلطة السياسية اللبنانية مسئولية تدهور الوضع المعيشي في لبنان وإفقار الشعب اللبناني. مضيفا: "خير أن ينفجر الشعب ويبقي الوطن من أن ينفجر الوطن ولا يبقي الشعب". وأكد أن لبنان لا يعاني أزمة نظام حكم أو دستور، مشددا علي أن الأزمات تقع بسبب عصيان النظام الدستوري وصولا إلي الهيمنة علي مقدرات الدولة والعبث بالوطن والمواطنين وعدم تطبيق وثيقة الوفاق الوطني (اتفاق الطائف) بكامل نصها وروحها ومخالفة الدستور عبر خلق أعراف وعادات غير دستورية، وأن أزمة العجز عن تشكيل الحكومة الجديدة تمثل دليلا علي ذلك. وأشار إلي أن هناك تأخيرا متعمدا في عملية تأليف الحكومة، وأن الوضع انتقل من مرحلة شروط وشروط مضادة، إلي مرحلة تحديات بين الفرقاء السياسيين من شأنها تهديد كيان الدولة والشعب. من جانبه، دعا المطران إلياس عودة - خلال قداس عظة الأحد - المسئولين السياسيين اللبنانيين إلي الإصغاء إلي صوت الشعب وآلامه وعدم التعنت والتنازل عن الشروط التي تعرقل التوصل إلي حلول للأزمات، متهما إياهم ب "العيش في حالة من إنكار الواقع". وقال المطران عودة إن الأزمات الاقتصادية تفاقمت بصورة كبيرة، وفقدت الليرة اللبنانية قيمتها، مع عدم وجود كهرباء والتهام الغلاء لما تبقي من أموال اللبنانيين وتصاعد معدلات البطالة وعزلة لبنان الدولية، محذرا من ثورة شعبية ضخمة "بعدما لم يبق ما يخسره الشعب اللبناني".