اتجهت اليوم أنظار العالم نحو محافظة أسوان، لمشاهدة ظاهرة تعامد أشعة شروق الشمس علي تمثال الملك رمسيس الثاني بمعبد أبو سمبل، وتعتبر تلك الظاهرة، التي تحدث مرتين فالعام، دليلا واضحا علي عبقرية القدماء المصريين في مجال الفلك، والتي مازالت حاضرة رغم مرور آلاف السنين. وترتكز الشمس في يوم 22 فبراير داخل قدس الأقداس بالمعبد الكبير علي تمثال الملك رمسيس الثاني كاملا، وترسم إطارا مستطيلا عليه والإله آمون رع، ثم تتحرك ناحية اليمين تجاه الكتف الأيمن للإله رع حور أختي، حتي تختفي علي هيئة خط رفيع مواز للساق اليمني له، وبعد ذلك تنسحب أشعة الشمس إلي الصالة الثانية ثم الأولي وتختفي بعد ذلك من داخل المعبد كله. من جانبه قال الباحث الأثري "أحمد عامر" إن المصريين القدماء برعوا في علم الفلك، وكذلك البناء وفن العمارة، فكانت الأهرامات والمعابد والمقابر وثقت ذلك بشكل رائع وبديع، بالإضافة إلي ظواهر تعامد الشمس علي المعابد المصرية. وأضاف عامر في تضريحات خاصة ل"الأسبوع" أن براعة المصريين القدماء في علم الفلك، ليست مرتبطة بمعبد واحد فقط، بل بالعديد من المعابد المصرية، فنجد من أشهر الظواهر التي تحدث مرتين في العام هي تعامد الشمس علي وجة واحداً من أعظم الملوك في عهد المصريين القدماء وهو الملك "رمسيس الثاني"، مشيرا إلي أن رمسيس الثاني ترك لنا الكثير من الآثار المهمة، منها التحفة الرائعة في أبوسمبل، فالمعبد الكبير له المنحوت في الصخر بني حوالي عام 1244 ق.م، وقد استغرق حوالي واحد وعشرون عاماً في بنائه، ويحرس مدخل المعبد أربعة تماثيل ضخمة للملك "رمسيس الثاني" وهو جالس، موضحا أن ارتفاع كل تمثال يزيد عن عشرون متراً. وأشار "عامر" إلي أن ظاهرة تعامد الشمس داخل قدس الأقداس في المعبد الكبير، تُعد من أبرز الظواهر الفلكية النادرة التي تحدث مرتين كل عام يومي الثاني والعشرين من شهر أكتوبر، وكذلك الثاني والعشرين من شهر فبراير من كل عام، حيث تحدث الظاهرة بتعامد شعاع الشمس علي تمثال الملك "رمسيس الثاني"، وهناك إحتمالات غير مؤكدة أن هذان اليومان رُبما يرجح أنها ليوم ميلاده، ومره آخري ليوم تتويجه بحكم البلاد، كما نجد تماثيل الآلهة "أمون"، و"رع حور آختي"، و"بتاح"، وهذه التماثيل التي قدسها، وعبدها المصري القديم، وتابع "عامر": بعد ذلك تخترق أشعة الشمس صالات معبد الملك "رمسيس الثاني" التي ترتفع بطول ستون متراً داخل قدس الأقداس، كما أن هذا التعامد كان يحدث قبل نقل المعبد يومي الحادي والعشرين من شهر أكتوبر، وكذلك الحادي والعشرين من شهر فبراير، حيث تغير ميعاد التعامد علي إثر نقل المعبد من مكانه الأصلي، بسبب مياه الفيضانات التي كانت تغمره وتلحق به ضررًا كبيرًا. ويذكر أن ظاهرة تعامد الشمس علي وجه رمسيس الثاني، كانت تحدث قبل عام 1964 يومي 21 فبراير و21 أكتوبر، ومع نقل معبدي أبوسمبل إلي موقعهما الجديد، تغير توقيت الظاهرة إلي 22 فبراير و22 أكتوبر حيث تعرض معبدا أبو سمبل عقب بناء السد العالي للغرق نتيجة تراكم المياه خلف السد وتكون بحيرة ناصر، وبدأت الحملة الدولية لإنقاذ آثار أبو سمبل والنوبة ما بين أعوام 1964 و1968، عن طريق منظمة اليونسكو الدولية بالتعاون مع الحكومة المصرية، بتكلفة 40 مليون دولار. وتم نقل المعبدين عن طريق تفكيك أجزاء وتماثيل المعبد مع إعادة تركيبها في موقعها الجديد علي ارتفاع 65 مترًا أعلي من مستوي النهر، حيث تعتبر واحدة من أعظم الأعمال في الهندسة الأثرية.