ذكرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية أن إدارة أوباما أثارت الكثير من التضارب حول تعليقاتها الأولية على ما حدث الأسبوع الماضي في مصر وأدى الى الاطاحة بالرئيس محمد مرسي من السلطة. وقالت الصحيفة البيت الابيض قد جعل موقف الولاياتالمتحدة أكثر وضوحا مع إعلانه أمس بأنه سيقدم أربع مقاتلات من طراز إف-16 لمصر، على الرغم من الشكوك حول مشروعية الاطاحة بمرسي. وأوردت الصحيفة على موقعها الإلكتروني أنه إذا أعلنت واشنطن أن عزل مرسي يعتبر إنقلابا، فإنه سيتوجب قانونا على الولاياتالمتحدة وقف المساعدات العسكرية للقاهرة والتي تقدر ب 1.3 مليار دولار. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أمس أنه لن يكون ذو فائدة جيدة للولايات المتحدة إجراء تغييرات فورية في برامج المساعدات الخاصة بها '، فيما لفتت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي إلى ان إدارة أوباما تجنبت بعناية استخدام كلمة «انقلاب». وأشارت الصحيفة ان تسليم دفعة مقاتلات إف -16 تم الترتيب له مسبقا في صفقة من 20 طائرة وأن مصر تسلمت بالفعل ثمان طائرات من هذا الطراز. وأشارت الصحيفة إلى أن الولاياتالمتحدة تعتبر علاقاتها العسكرية بالقاهرة- والتي تجسدت بمساعدات عسكرية بلغت قيمتها 40 مليار دولار منذ عام 1948 – واحدة من أهم علاقاتها في المنطقة. وأن الإدارة الأمريكية لن ترغب في أن تقدم على شيء يعرض تلك العلاقة للخطر، حتى لو أقدمت القوات المسلحة في مصرعلى انقلاب يتحدى رغبات الولاياتالمتحدة. ولفتت الصحيفة إلى أنه خلال الأيام التي سبقت تدخل الجيش في السلطة في 3 يوليو الجاري، وأظهرت الإتصالات الهاتفية بين وزيري الدفاع المصري والأمريكي الفريق عبد الفتاح السيسي وتشاك هاجل مدى محدودية تأثير الولاياتالمتحدة على الجيش المصري ان هاجل اعترض بلطف على الانقلاب. وأضافت الصحيفة أنه بعد تحذير السيسي والمهلة التي عرضها في الأول من هذا الشهر اتصل هاجل بالسيسي، حيث حذره بقوة أكبر من مغبة الآثار المحتملة للانقلاب على العلاقة بين الولاياتالمتحدة ومصر، بما في ذلك قدرة واشنطن على الاستمرار في تقديم المساعدات العسكرية، غير أن السيسي ترك علامات استفهام كبيرة لم يجب عليها، وترك إدارة أوباما تضع التخمينات حول ما يمكن للجيش المصري القيام به بعد ذلك. واستطردت الصحيفة أن السيسي ومسؤولين عسكريين آخرين أبلغوا نظرائهم الأميركيين بأنهم لا يريدون التدخل ولكن سوف يفعلون ما هو ضروري لاستعادة النظام في الشوارع. وأعرب مسؤولون أمريكيون للمصريين أنه من الخطأ تحديد موعد نهائي لأنه «بعد ذلك، بالطبع، ستقومون بتسليم السلطة». وأوردت الصحيفة الأمريكية أن المسئولين الأميركيين لديهم مخاوف من تنامي نفوذ دول الخليج الغنية يدفع باتباع المبادئ التوجيهية الأمريكية إلى التآكل. وأنه في الوقت الذي تناقش فيه الولاياتالمتحدة إذا كانت تلك الإطاحة تعتبر إنقلاب أم لا، تعهدت المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والكويت بتقديم 12 مليار دولار مساعدات لمصر.