رئيس أكاديمية الشرطة يوجه رسالة للخريجين: "اجعلوا مصر أمانة في أعناقكم"    عميد "تمريض الإسكندرية" تتفقد قاعات المحاضرات لاستقبال الطلاب الجدد    استقرار نسبي في سوق العملات: الدولار يتراوح بين 48.28 و48.62 جنيه مصري    جهود محلية ناصر ببني سويف في ملفات النظافة والتعديات ومتابعة مستوى الخدمات    حسن نصر الله وحزب الله.. تاريخ المواجهة مع إسرائيل    روسيا: الدفاعات الجوية تسقط 125 طائرة مسيرة أوكرانية فوق عدة مناطق روسية    سلطنة عمان تدعو لوقف القتال في المنطقة ومعالجة الأسباب الجذرية للصراع    شريف عبد الفضيل يكشف أسباب هزيمة الأهلي أمام الزمالك    تحرير 170 محضرًا لمخالفات بالأسواق والمخابز في بني سويف    إصابة 14 شخصا في انقلاب سيارة ميكروباص بقنا    الفنانة شيرين ضيفة برنامج "واحد من الناس" مع عمرو الليثي.. الإثنين    على هامش معرض كتاب "الصحفيين".. غدًا عرض فيلم "الطير المسافر.. بليغ عاشق النغم"    الصحة تنظم برنامجا تأهيليا لأطباء الصدرية بالتعاون مع الجمعية المصرية للشعب الهوائية    بث مباشر.. السيسي يشهد حفل تخرج دفعة جديدة من طلبة أكاديمية الشرطة    الأول على كلية الشرطة 2024: الانضباط مفتاح النجاح    ملازم تحت الاختبار: التحاق شقيقي الأكبر بأكاديمية الشرطة شجعني لاتخاذ الخطوة    استشهاد 3 فلسطينيين في قصف إسرائيلي شمال ووسط قطاع غزة    "أكسيوس": إسرائيل تطلب من الولايات المتحدة ردع إيران بعد اغتيال زعيم حزب الله    الطماطم ب25 جنيهاً.. أسعار الخضروات في الشرقية اليوم الأحد 29 سبتمبر 2024    مباريات اليوم: «ديربي» ريال مدريد وأتلتيكو.. قمة اليونايتد وتوتنهام.. ظهور جديد لمرموش    «جهات التحقيق تدخلت».. شوبير يكشف تطورات جديدة بشأن «سحر مؤمن زكريا»    كلاكيت تانى مرة أهلى وزمالك بالسوبر الإفريقى.. قمة السوبر الإفريقى حملت «المتعة والإثارة» فى ثوب مصرى خالص    ننشر حركة تداول السفن والحاويات والبضائع العامة في ميناء دمياط    "الحوار الوطنى" يستعرض آليات تحويل الدعم العينى لنقدى.. فيديو    إنفوجراف| حالة الطقس المتوقعة غدًا الإثنين 30 سبتمبر    ضبط شاب يصور الفتيات داخل حمام كافيه شهير بطنطا    إصابة 14 شخصا في حادث انقلاب سيارة ميكروباص بقنا    وزير الداخلية يوافق على استبعاد صومالي وأوزباكستاني خارج البلاد    تعرف على الحالة المرورية بشوارع القاهرة والجيزة اليوم    المشدد 10 سنوات لعامل لحيازته مخدرى الحشيش والهيروين بالإسكندرية    وزير الإسكان يؤكد مواصلة حملات إزالة مخالفات البناء والإشغالات بعدة مدن جديدة    ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة المصرية في بداية التعاملات    فاتن حمامة وحليم .. ملوك الرومانسية فى مهرجان الإسكندرية السينمائى    وفاة الحاجة فردوس شقيقة أحمد عمر هاشم.. وتشييع الجنازة ظهر اليوم من الزقازيق    إجابات علي جمعة على أسئلة الأطفال الصعبة.. «فين ربنا؟»    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الأحد    استدعاء «التربي» صاحب واقعة العثور على سحر مؤمن زكريا    قرود أفريقية خضراء وخفافيش الفاكهة.. ماذا تعرف عن فيروس ماربورج؟    طبيبة تكشف أفضل الأطعمة للوقاية من الأمراض في الخريف    مسئول أمريكي كبير يرجح قيام إسرائيل بتوغل بري محدود في لبنان    ريهام عبدالغفور تنشر صورة تجمعها بوالدها وتطلب من متابعيها الدعاء له    المندوه: ركلة جزاء الأهلي في السوبر الإفريقي «غير صحيحة»    محمد طارق: السوبر المصري هدف الزمالك المقبل..وشيكابالا الأكثر تتويجا بالألقاب    مصر تسترد قطعا أثرية من أمريكا    داعية إسلامي يضع حلًا دينيًا للتعامل مع ارتفاع الأسعار (فيديو)    خبير يكشف عن السبب الحقيقي لانتشار تطبيقات المراهنات    نشرة ال«توك شو» من «المصري اليوم»: «احترم نفسك أنت في حضرة نادي العظماء».. تعليق ناري من عمرو أديب بعد فوز الزمالك على الأهلي.. أحمد موسى عن مناورات الجيش بالذخيرة الحية: «اللى يفت من حدودنا يموت»    نشوي مصطفي تكشف عن مهنتها قبل دخولها المجال الفني    أمير عزمي: بنتايك مفاجأة الزمالك..والجمهور كلمة السر في التتويج بالسوبر الإفريقي    المنيا تحتفل باليوم العالمي للسياحة تحت شعار «السياحة والسلام»    بعد اغتيال نصر الله.. كيف تكون تحركات يحيى السنوار في غزة؟    لافروف يرفض الدعوات المنادية بوضع بداية جديدة للعلاقات الدولية    احذر من إرهاق نفسك في الأحداث الاجتماعية.. برج القوس اليوم 28 سبتمبر    «التنمية المحلية»: انطلاق الأسبوع التاسع من الخطة التدريبية الجديدة    ورود وهتافات لزيزو وعمر جابر ومنسي فى استقبال لاعبى الزمالك بالمطار بعد حسم السوبر الأفريقي    رؤساء الجامعات يوجهون الطلاب بالمشاركة في الأنشطة لتنمية مهاراتهم    باحثة تحذر من تناول أدوية التنحيف    في اليوم العالمي للمُسنِّين.. الإفتاء: الإسلام وضعهم في مكانة خاصة وحثَّ على رعايتهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا سيحدث يوم 30 يونيو؟!


الحلقة الأولي: قبل المواجهة!!
الإخوان بدأوا الاستعدادات و22 يونيو اجتماع لمجلس شوري الجماعة
الجماعة الإسلامية تهدد بخطف المعارضين، واستعدادات للمواجهة والعين بالعين!!
المعارضون يجمدون خلافاتهم.. البورصة تتراجع.. الجيش والشرطة يتابعان.. وأمريكا تراقب!!
هل يسافر الرئيس للخارج أم يتابع الموقف من دار الحرس الجمهوري؟!!
كان كل شيء يدعو إلي القلق، الحشد الجماهيري يمتد من مكان إلي آخر، مظاهرات عارمة بالمحافظات تنذر بأيام عاصفة، حملة 'تمرد' تأتي نتائجها، الملايين تواصل توقيعاتها، جبهة الإنقاذ، تيار الاستقلال، أحزاب وقوي سياسية، جماهير غاضبة وضخمة تحتشد في مؤتمرات يدعو إليها الإعلامي توفيق عكاشة، تهتف كلها بسقوط الإخوان، تطالب بانتخابات رئاسية مبكرة قبل انهيار الدولة وسقوط الوطن في بئر سحيقة!!
الجماعة بدورها، تبدو مذعورة، تدفع ببعض رموزها إلي التأكيد علي قدرتها، تطلق شبابها لينذر ويحذر، يحدثونك عن مفاجآت غير متوقعة، الجماعة الإسلامية تصدر بيانًا خطيرًا، تعلنه وتبلغه إلي منسق هيئة مستشاري الرئيس للشئون القانونية والدستورية، البيان يحوي كلمات مختصرة، لكنه ينذر بحرب أهلية، قد تنال الجماعة ورموزها وعائلاتها أيضًا.
يقول البيان 'إذا حدثت الفوضي في مصر في 30 يونيو القادم، سنتحرك في اتجاه القبض علي قادة الفوضي السياسيين ومساعديهم من الإعلاميين ورجال الأعمال والقبض عليهم من بيوتهم والتحفظ عليهم في أماكن خاصة، حتي تتضح الرؤية'.
وبالنسبة للفضائيات يقول البيان ' يجب محاصرة القنوات الفضائية وعدم السماح بدخول مدينة الإنتاج أو البث منها لأي قناة تدعم الفوضي، وتفاصيل أخري لا يصح ذكرها إلا في التوقيت المناسب'!!
كانت تلك هي العبارات التي تضمنها البيان الذي تحدث به د.عاصم عبد الماجد أحد قيادات الجماعة الإسلامية، قرأ الرئيس صيغة البيان، ابتسم، لم يعلق، بدا موافقًا، نفس الأمر بالنسبة لمكتب الإرشاد، يبدو أن الأمر قد جاء باتفاق، لقد قرر عاصم عبد الماجد الزج بالجماعة وشبابها الذي عاني الأمرين في النظام السابق، في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل!!
اليوم هو العاشر من يونيو، لقد وضع الإخوان برنامجًا للمواجهة غير المباشرة، استعدادًا للتعليمات النهائية.
يبدأ الأمر بفاعلية تحمل عنوان 'سد النهضة' حشد لكوادر منتقاة من الأحزاب الإسلامية وبعض رفاق الدرب، تتلوها فاعلية أخري في 18 يونيو تحت عنوان 'دعم سوريا'، إنهم يرشحون الرئيس لحضورها أيضًا، والقاء كلمة بهذه المناسبة.
أحدهم يقترح فاعلية حاشدة يوم 21 يونيو، تدعي لها الكوادر من كافة المحافظات، تحمل عنوان 'الشرعية والإرادة الشعبية'، الهدف إخافة الآخرين، وإظهار القدرة علي الحشد، إنهم يريدون أن يقولوا للداخل والخارج نحن هنا.
لقد جري الاتفاق بين الجماعة والأحزاب الإسلامية المختلفة، علي أن تكون هذه الفاعلية ردًا مسبقًا، يثير إحباط الخصوم، ويكون مقدمة لفاعلية أخري يوم 30 يونيو بمناسبة مرور عام علي تولي د.محمد مرسي لمنصب الرئيس.
كانت التعليمات الأخيرة التي صدرت بالتعاون بين الرئاسة ومكتب الإرشاد تؤكد:
جاهزية الصف.
الاستعداد لكافة الاحتمالات.
رفع المنسوب الإيماني من خلال الإكثار من الدعاء.
استنفار الجميع وتحريك الشارع نحو الإيجابية.
استغلال كافة الوسائل المشروعة لتحقيق أكبر قدر من المكتسبات وتشجيع الحركة الذاتية للأفراد.
تكوين لجنة مشتركة مركزية من الجماعة وحزب الحرية والعدالة للتعاون الإعلامي بحضور المسئول الإعلامي للجماعة والمكاتب الإدارية + مسئول الإعلام بالحزب + المشرف علي مسئولي الإعلام بالمكاتب الإدارية، يجري الاجتماع في 'السراي مول بمدينة نصر' حيث مقر المركز الإعلامي للجماعة.
تكوين لجنة مركزية بالتعاون مع وزارة الداخلية ودعم الحملة التي سيقوم بها الأمن ضد البلطجية يوم 15 يونيو من خلال:
حصر أسماء البلطجية وإبلاغها للداخلية ارسال رسائل مباشرة لهم والتهديد بشكل مباشر وغير مباشر بقصد إرهابهم وتخويفهم.
عقد مؤتمر جماهيري حاشد في كل محافظة يشارك فيه الإخوان وكوادر الحزب، والمطالبة بمشاركة رموز سياسية وأحزاب أخري في هذه المؤتمرات، مع حضور مندوبين من المستوي المركزي.
رصد المعلومات التي تصل وإبلاغ الجهات المعنية بها أولاً بأول.
لقاء موسع يحضره 3 من كل مكتب إداري للجماعة الهدف هو لقاء مع مكتب الإرشاد، للتأكيد علي الإجراءات الخاصة ب30 يونيو.
تفعيل حملة 'معًا نبني مصر' عبر التنسيق بين المكاتب الإدارية والشعب والمناطق المختلفة.
الدعوة إلي عقد اجتماع هام ل'مجلس الشوري العام' للجماعة بالمركز العام بالقطم في 22 يونيو المقبل.، لبحث كافة الإجراءات والاستعدادات المرتقبة ليوم الثلاثين من يونيو المقبل.
كانت الخطة قد اكتملت، جماعة الإخوان تشعر بأنها تخوض حربها الأخيرة، معلومات ترددت عن أن الجماعة تدرس التضحية بالرئيس، حال تأزم الأوضاع، دعوات تنطلق تقول المهم الحفاظ علي 'التنظيم' لايجب الوصول بالحال إلي نقطة الصدام، 'تنظيم الجماعة' أهم من كل شيء، أحدهم قال لخيرت الشاطر، سنحملك المسئولية كاملة، حال حدوث صدام مع الجماهير، آخر قال الصدام يعني نهايتنا، الجماهير ستتحرك في كل مكان، سيطاردون عناصر الإخوان في القري والكفور، في النواصي والحواري، في المناطق الشعبية والحضر، نرجوكم لا تضعونا وجهًا لوجه مع الجماهير، وإلا فسنخسر كل شيء!!
منذ أيام قليلة، بدأت الجماعة، خطة 'حرق' عناصر المعارضة، لقد قرروا إذاعة جلسة الحوار الوطني عن 'سد النهضة' عمدًا وتعمدًا، إنهم يريدون أن يقولوا للمجتمع في الداخل والخارج، هذه هي المعارضة، وهذا هو البديل، أناس لا يتسمون بالمسئولية، ولا يصلحون كرجال دولة، إذن 'الحال من بعضه'، فدعونا نستمر في الأداء والحكم!!
حاولوا أيضًا بث الفتنة في صفوف جبهة الانقاذ، استدرجوا عمرو موسي إلي 'الفخ'، لكن جبهة الانقاذ كانت أكثر ذكاء، لقد جري تفويت الفرصة، وانتهي الأمر، كانوا يريدونها معركة داخلية تشتعل، لكنهم كانوا أكثر حصافة، وراحوا يركزون علي ما هو أخطر وأهم!!
انتظرت الجماهير المصرية اليوم بفارغ الصبر، كأنها علي موعد مع القدر، كأنها تنتظر لحظة الخلاص، إنها المعركة الفصل، هكذا وصفها أحد المراقبين.
كان الناس قد انتظروا كثيرًا، قدموا التضحيات، خرجوا، تصدوا بصدورهم، صنعوا الحدث، أجبروا الرئيس السابق علي الرحيل، لكن وبعد حين، اكتشفوا أن الذين أشعلوا البلاد، وأثاروا الفتن، ونشروا الفوضي، كانوا يسعون إلي الكرسي، إلي السيطرة والهيمنة، واختطاف الوطن.
مؤخرًا أدرك الناس الحقيقة كاملة، راحوا يراجعون التاريخ، ولحظاته الحاسمة، تساءلوا، لماذا عادوا الجميع، ولماذا عاداهم الجميع، فاروق، عبد الناصر، السادات، مبارك، ليس فقط في مصر، بل في كل مكان تواجدوا علي أرضه، كانوا دومًا يسعون للتآمر، وللهيمنة، وللسيطرة.
في البداية تفاءل الكثيرون، قلة هي التي رفضت، قلة هي التي حذرت وأنذرت، تطاولوا عليها هم وأذيالهم، نشروا الشائعات، هتكوا الأعراض، ظهروا هم وأقرانهم علي حقيقتهم، اطاحوا بالقيم والأخلاق، استخدموا أحط الألفاظ، سلطوا من لا يعرفون الدين أو الفضيلة ليعلنوا الحرب علي كل المخالفين.
انتظر الناس علي مدي نحو العام الخير والنماء، فوجدوا الفقر والجفاء، انتظروا المصالحة والكف عن الانتقام وتصفية الحسابات، فوجدوا أمامهم جيوشًا تواقة إلي الدماء، توقع الكثيرون أن ينهض الوطن وتتراجع الفوضي، ويشعرالمصريون بالاستقرار بعد طول عناء، فوجدوا النقيض تمامًا، كأن هناك مخططًا لهدم الدولة والمؤسسات، تفريط في الأمن القومي، وإقصاء للكفاءات، دمار يصل إلي كل مناحي الحياة، البلد ينهار، والوطن يقسم، وجوه الإرهاب تطل علينا من جديد، وزراء أقرب إلي الخدم، ومكتب إرشاد يتحكم في الدولة ويصبح هو الحاكم الفعلي، أدرك المصريون أنهم يحكمون الآن بالتنظيم الدولي للجماعة، وأن الوطن ومؤسساته توظف لصالح هذا التنظيم، الذي أعاد مصر بسرعة شديدة إلي العصور الوسطي.
قرر الملايين أن يبحثوا عن السبيل، أقسموا بان يعيدوا الوطن المخطوف إلي أصحابه، وأن يستعيدوا أكثر من مليون مصري تركوا البلاد وهاجروا هربًا من التتار الجدد، قرر المصريون هذه المرة أن يقفوا وأن يتصدروا وأن يقدموا التضحيات مهما كان.
هناك شعور غريب يسري بين الكافة، هذه المعركة ربما تكون الأخيرة، إذا لم نسترد مصر فيها، فلن تعود إلينا مجددًا ولو بعد حين، سيبدأ المخطط الكامل في حال الفشل!!
كانت اللحظات حاسمة، قبيل الثلاثين من يونيو بقليل بدأت الحملات الإعلامية الرخيصة، اللجان الإلكترونية الإخوانية تمارس هوايتها في الأكاذيب والادعاءات، قنوات وصحف مشتراه تلعب دور المحرض علي المواطنين والنخبة علي السواء، حرب نفسية تتصاعد، شائعات وأكاذيب بلا نهاية.
عمليات تلفيق للنشطاء تتواصل، النائب العام المعين لا يتوقف، السجون تفتح أبوابها، أحمد دومة ليس وحده، المئات، بل الآلاف ينتظرون دورهم، عملية تصفية حسابات واسعة يعد لها، رئاسة الجمهورية تقدم كشوفات باسماء عدد من الناشطين والقيادات، انها تفكر في ضربة استباقية، تظن أنها بذلك قد تجهض الثورة المتوقعة.
واشنطن تراقب الموقف عن كثب، السفيرة الأمريكية 'آن باترسون' مازال لديها بعض من تعاطف مع جماعة الإخوان، الخارجية الأمريكية قررت إبعادها عن مصر، لقد قرروا تعيين السفير الأمريكي في الأردن بديلا عنها خلال الأسابيع القادمة، لقد استاءت واشنطن من الانحياز غير المبرر للسفيرة وإعداد التقارير المؤيدة لجماعة الإخوان..
قررت واشنطن تكليف مجموعة من السفارة الأمريكية بالقاهرة لمتابعة التطورات، قررت ارسال عناصر من واشنطن مباشرة لمتابعة الموقف، وأعدت خلية أزمة لمناقشة التطورات داخل البيت الأبيض.
واشنطن أعربت أكثر من مرة عن خيبة أملها في النظام الإخواني الحاكم، أخيرا أدركوا أن اختيارهم لم يكن موفقًا، عادوا لإجراء الاتصالات مع خصوم الإخوان، لكنهم قالوا للجميع، إن موقفنا يتحدد في ضوء الموقف الشعبي!!
أمريكا أصبحت تمد يدها إلي كل مناحي البلاد، كأنها صاحبة الحل والعقد علي أرض هذا الوطن، كان عمر سليمان رحمة الله عليه يقول لي منذ عام 2011، 'إن أمريكا تريد الإخوان، إنهم الأكثر قدرة علي الوفاء بمطالبها'، الأيام أثبتت صحة توقعاته، لكن واشنطن الآن غير واشنطن الأمس.
في الثامن والعشرين من يونيو تصاعدت الدعوات، جمهور غفير يتجمع في الميادين، كان اليوم هو 'الجمعة'، أرادت القوي الشعبية أن تسبق الموعد المحدد، يوم الجمعة فرصة لتجمع المواطنين في المساجد، إنها بداية الاختبار لليوم المحدد.
نشر النشطاء خريطة تجمع المواطنين، انطلقوا من مساجد متعددة باتجاه القصر الرئاسي بالاتحادية، كان الحشد كبيرًا، شباب وفتيات، نساء ورجال، شيوخ يتقدمون الصفوف، صعايدة وبحاروة جاءوا من كل حدب وصوب، مدن القناة عادت تشتعل من جديد، الجماهير تزحف من أمام مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، لتحتل الميادين الرئيسية، تهتف بسقوط النظام وحكم المرشد.
كاميرات التلفاز تنقل الحدث علي الهواء، مشاعر المصريين تبدو موحدة، في اللحظات الأخيرة جماعة الإخوان وأنصارها، تتراجع عن احتلال الميادين، جاءتهم نصائح عديدة لا تستفزوا المصريين، إذا اشتعل الموقف، ستتحول مصر من شمالها إلي جنوبها لتطاردكم في كل مكان، لن تسلموا هذه المرة..
كانت الشمس حارقة، وكانت التهديدات تتصاعد غير أن المصريين كانوا قد عقدوا العزم، صمموا علي مسيرتهم، قرروا خوض معركتهم الأخيرة، إنها معركة 'الهوية' معركة الوطن المخطوف، قرروا أن يسقطوا عنهم رداء 'السلبية'، توحدوا جميعًا، لم يجرؤ أي من رجال النخبة علي تصنيف الناس، لم يعد هناك فلول أو ثوار، الكل تخندقوا في خندق واحد، قرروا أن يواجهوا بكل جرأة، تصدوا للطابور الخامس الذي دفع به الإخوان إلي داخل الصفوف، طردوهم من مسيراتهم كانت الهتافات موحدة، تناسي الجميع خلافاتهم، تكاتفت الأيادي أمام ساحات المساجد، قال أحدهم 'هذه معركة تحرير مصر من الاحتلال، فلا تترددوا، ولا تتركوا الميدان سريعا'!!
كانت الجماهير قد عقدت العزم، لن نبرح الساحة حتي نزول الجيش، كانت الهتافات تطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، الجيش يجب أن يستمع إلي صوت الشعب، ويجب أن يطلب من الرئيس التخلي عن السلطة، بعد أن أثبت فشلا كبيرا، دفع الجماهير إلي الخروج للشارع بالملايين..
قنوات دينية قررت أن تحشد علي طريقتها، أصوات تنطلق تحدثك عن الشرعية، وعن الرئيس المنتخب، تصف الملايين بأنهم 'قلة مأجورة' تتحرك بتعليمات من المرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق، أكاذيب يجري ترويجها، استنفار كامل للجماعة وأنصارها في كل مكان، نوايا الحشد لم تتراجع، الرأي الغالب كان يقول انتظروا حتي الثلاثين من يونيو، مخاوف من انفجار الوضع فجأة وبلا مقدمات..
أخبار ترددت قالت إن الرئيس ربما يغادر إلي السودان أو قطر فجأة في زيارة مفتوحة لعدة أيام، معلومات أخري تقول إن الرئيس ربما سيلجأ هو وأسرته منذ يوم الخميس 27 يونيو إلي مقر الحرس الجمهوري كالعادة، أو كما حدث في أوقات سابقة..
تعليمات من الرئيس تصدر إلي كافة أبناء أسرته في الشرقية، بأن يختفوا عن العيون هذه الفترة، وأن يتركوا منازلهم في الشرقية إلي أية أماكن أخري.
وفي مكتب الارشاد، قرر خيرت الشاطر، إخلاء المقر من الأوراق الهامة التي يحتويها، وأن يسند أمر حمايته لمجموعة من شباب الإخوان، جنبا إلي جنب مع ضباط وجنود وزارة الداخلية.
كان الذعر والخوف قد بدأ يطال العديد من القيادات الرئيسية للجماعة، معلومات تشير إلي أن هناك قيادات سافرت سرًا إلي الخارج، وهناك أموال تدفقت في البنوك، وتحركات غير عادية، وصفت بأنها 'مريبة' هناك من قرروا قطع تذاكر إلي تركيا وقطر، وهناك من أعد العدة للسفرة إلي غزة، حال تدهور الأوضاع..
حركة البورصة تفقد المزيد، الذعر يسيطر علي رجال الأعمال، هناك من استعد لأية تطورات متوقعة، وهناك من قرر أن يرسل بأولاده إلي خارج البلاد، وآخرون فضلوا قضاء إجازاتهم في لندن وباريس، خوفا من تداعيات الحدث..
السفارات الأجنبية تحذر رعاياها من التحرك في المناطق الملتهبة، وتطلب منهم انتظار تعليمات أخري حال تدهور الأوضاع في البلاد، تقارير تتدفق إلي العواصم، ومخاوف من اندلاع العنف وانتشار الفوضي والجريمة.
المجلس العسكري، قرر إعداد خلية أزمة، لمتابعة الأحداث بمركز عمليات القوات المسلحة رقم '66'، القائد العام الفريق أول السيسي والفريق صدقي صبحي رئيس الأركان واللواء محسن الشاذلي رئيس هيئة العمليات يتابعون الوضع عن كثب، تعليمات تصدر إلي قائد المنطقة المركزية اللواء توحيد توفيق بأن يكون علي أهبة الاستعداد، لمواجهة أية تطورات..
وزير الداخلية يجتمع بكبار القادة، يتلقي معلومات بآخر التطورات من رئيس جهاز الأمن الوطني اللواء خالد ثروت واللواء أحمد حلمي مساعد أول الوزير للأمن يقدم تقريرا بالحالة الأمنية في عموم البلاد، واللواء أسامة الصغير مساعد الوزير لأمن القاهرة يعرض كافة المعلومات والتوقعات المرتقبة..
القادة يحذرون من الصدام، لا يجب أن تكون الداخلية هي كبش الفداء مجددًا، حذار من أن ندفع إلي صدام دموي، لن ينساه الشعب هذه المرة، اتصالات الرئيس بوزير الداخلية لا تريد أن تتوقف، الرئيس قلق للغاية، يطلب التصدي وحماية القصر مهما كان الثمن، الحرس الجمهوري أكمل استعداداته، تعليمات قائده، لا تستفزوا المتظاهرين، ولكن لا تسمحوا أبدًا بسقوط القصر الرئاسي!!
بعض رجالات المعارضة والإعلاميين شددوا الحراسة علي منازلهم، استنفروا عناصرهم، استعدادًا للحظة الهجوم من قبل بعض المتشددين، لقد أخذوا تهديدات الجماعة الإسلامية مآخذ الجد، بعضهم جاءوا بعناصر لترد الصاع صاعين، تعرفوا علي منازل بعض المحرضين وقرروا أن يهاجموها في ذات اللحظة، الأمر حتمًا سيتحول إلي معركة دموية، المساكن المجاورة قررت هي الأخري إعلان الاستنفار، حسموا أمرهم ووعدوا بأن يكونوا طرفا في المعركة، سيتصدون بكل قوة للمهاجمين، لن يسمحوا لهم بتنفيذ مخططهم، بل سيواجهونهم بكل قوة.
احتشد الآلاف من عناصر 'البلاك بلوك' بملابسهم السوداء، زحفوا من كل مكان، حشود هادرة هذه المرة، شباب وفتيات، عناصر من الضباط المتقاعدين والمساعدين، جاءوا هم أيضا، التفوا جميعا حول المظاهرات الحاشدة لحمايتها كان المشهد مهيبًا، مئات الآلاف يزحفون باتجاه قصر الاتحادية الهتافات تدوي، المحافظات تعلن التمرد، فلاحون يزحفون، عمال يعلنون التحدي، فئات اجتماعية من كل حدب وصوب، تعلن المشاركة، خيام تنصب، زجاجات المياه، شماسي تقي من شدة الحر، لا أحد يشعر بألم، الناس يستعيدون ذكري الخامس والعشرين من يناير.. وجوه طال اشتياقها، وحنين إلي اللحظة يجتاح الوجدان والصدور..
كانت اللحظة فارقة، اكتمل الحشد، طوقوا المكان، العيون لا تبصر نهاية، والقلوب تبدو كأنها معلقة في السماء، الهتاف يزلزل، يرج المكان، يكاد يصم بالآذان، يحرك مشاعر الضباط والجنود، اشتقنا إليك يا مصر، كلنا، يخرج من بين الصفوف ضابط صغير، يحمله الشباب علي الأكتاف، يهتفون الشعب والجيش والشرطة إيد واحدة، تهتز أركان المقطم، مكتب الارشاد يبدو خاويًا، الرئيس اختفي عن الأنظار، والتطورات القادمة تبدو أشد خطورة ولكن هل يستسلم الإخوان؟!
الإثنين القادم: الحلقة الثانية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.