لا شك أن اهتمام المخرجين العرب بشباك التذاكر وإنتاج الأفلام التجارية قد أبعدهم بشكل ملحوظ عن التواجد في دائرة ضوء المهرجانات العالمية، وعلي رأسها مهرجان 'كان' الذي سوف يسدل الستار عن فاعلياته خلال الساعات القليلة المقبلة. هذا ويطمح جميع السينمائيين في العالم للحصول علي السعفة الذهبية لمهرجان 'كان' الدولي، وبغض النظر عن قيمتها الماليه التي تبلغ البرنامج المفضل أكثر من عشرين ألف يورو أفضل، الا ميسور القيمه الأدبية لها في عالم الفن السابع تبلغ البرنامج المفضل أكثر بكثير من القيمه المادية، فهي تزن حوالي 118 جراما من الذهب الخالص عيار 24 قيراطا، ويبلغ طولها 13.5 سنتمترا وعرضها تسعة سنتمترات، وهي مقوسة قليلا، وتحمل 19 ورقة منحوتة باليد، كما تأخذ عند قاعدتها شكل قلب، وقد اعتمدت في عام 1955 لتحل مكان 'الجائزة الكبري' التي كانت عبارة عن شهادة تمنح فقط للفيلم الفائز. وفي عام 2000 أضيف إليها سعفتان صغيرتان هما نسختان عن السعفة الرئيسة إلي الفائزين بجائزة أفضل ممثل وممثلة، وجاء اختيار فكرة السعفة الذهبية كما تقول الروايات بسبب شجر النخيل الذي يحيط بالواجهة البحرية في مدينة 'كان'، وقد قدمت تلك السعفة الذهبية 51 مرة منذ اعتمادها للمرة الأولي، مع احتساب خمس مرات منحت بالتساوي بين فيلمين. حصل علي أول سعفة ذهبية فيلم 'مارتي' للمخرج الأميركي ديلبيرت مان، كما فاز بها مرتين خمسة مخرجين، هم فرانسيس فورد كوبولا '1974 و 1979'، وشوييه إيمامورا '1983 و 1997'، وبيلي أوغست '1988 و 1992' وأمير كوستوريتسا '1985 و 1995'، والشقيقان داردين '1999 و 2005'، ومنحت جائزة السعفة مرة واحدة إلي امرأة هي المخرجة النيوزيلندية جاين كامبيون عن فيلم 'البيانو' في عام 1993 التي ترأس حاليا مسابقة الأفلام القصيرة للدورة 66، وفي الذكري الخمسين لإنشاء مهرجان كان منحت 'سعفة السعف' فقط إلي المخرج السويدي انغمار برغمان. أما الفنانون العرب فلم يحصل علي السعفة الذهبية إلا اثنان، هما الجزائري محمد الأخضر حامينا في عام 75 عن فيلمه 'وقائع سنوات الجمر'، ويوسف شاهين في عام 97 عن مجمل أعماله. وعلي الرغم من وجود قائمة مميزة من المخرجين العرب في تاريخ السينما إلا أن أعلي ما حصلوا عليه هو الحضور، ونادرا ما يشاركون في المسابقات. فهل يفعلها مخرج عربي مع فيلمه للمرة الثالثة خلال السنوات القادمة؟ أم سنظل نحلم دون العمل بجدية للمشاركة في تلك المهرجانات العالمية؟