اعتبرت وزيرة القضاء الإسرائيلية رئيسة طاقم المفاوضات مع الفلسطينيين تسيبي ليفني تصريحات زميلها وزير المال زعيم حزب 'يش عتيد' الوسطي يئير لبيد، التي شكك فيها بجدية نيات الرئيس الفلسطيني محمود عباس للتوصل إلي سلام مع إسرائيل، بأنها لا تساهم في دفع عملية السلام مع الفلسطينيين 'بالذات في هذا الأسبوع الذي يصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلي المنطقة'. وكان لبيد أدلي بتصريحات لصحيفة 'نيويورك تايمز' الأميركية تبني خلالها مواقف رئيس حكومته بنيامين نتانياهو في شأن حل الصراع مع الفلسطينيين، إذ أعلن رفضه وقف البناء في المستوطنات داخل ألأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 أو حجب الامتيازات المالية التي تعطيها الحكومة لكل يهودي يأتي إلي المستوطنات للإقامة فيها. وأضاف أن الإسرائيليين يريدون السلام والأمن فيما يريد الفلسطينيون السلام والعدالة 'وهذان أمران متباينان وعلي هذا التباين يجب أن نتغلب'. وأكد لبيد تمسك إسرائيل بالقدسالشرقيةالمحتلة 'لتبقي القدس كلها عاصمتنا، لأننا لم نأت من أجل لا شيء'. ومثل نتنياهو، يرغب لبيد باتفاق مؤقت مع حدود مؤقتة بدلاً من معاهدة سلام كاملة لإقامة الدولة الفلسطينية، الأمر الذي استبعده مراراً الرئيس الفلسطيني. وأشار مراقبون إلي أن تصريحات لبيد تشكل عقبة حقيقية أمام اتخاذ الحكومة الإسرائيلية قراراً باستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين في موازاة وقف الاستيطان. وأشاروا إلي أن لبيد لا يختلف بمواقفه هذه عن مواقف الشريكين الآخرين في الحكومة 'ليكود' و 'البيت اليهودي' وأنه باستثناء الحزب الصغير الذي تقوده ليفني 'الحركة' فإن غالبية أعضاء الحكومة تعارض تقديم أي تنازل للفلسطينيين. وحاول النائب من حزب 'يش عتيد' عوفر شيلح تخفيف حدة تصريحات زعيم حزبه لبيد إذ أعلن أن الحزب يدعم الجهود ألأميركية لاستئناف المفاوضات مضيفاً أن السلام هو مصلحة عليا لإسرائيل. في غضون ذلك، سادت أجواء تشاؤم في الاجتماع الأول ل 'اللوبي البرلماني الإسرائيلي لحل النزاع الإسرائيلي العربي' الذي عقد في مبني الكنيست أمس بمشاركة نواب من مختلف الأحزاب الصهيونية بحضور مئات المدعوين. وبادر إلي الاجتماع الذي تناول المبادرة العربية للسلام النائب من حزب 'العمل' المعارض حيلي بار. وبرز بين المشاركين نائب وزير الخارجية زئيف ألكين ''ليكود بيتنا'' ونائب وزير التعليم آفي فارتسمان 'البيت اليهودي' اللذان أعربا في كلمتيهما عن تشاؤمهما لجهة التوصل إلي حل للصراع. وقال ألكين إن ثمة عناداً لدي بعض الإسرائيليين بأنهم لا يصغون جيداً لما يقوله الطرف الثاني، 'وتصريح وزير الخارجية القطري في شأن تعديل المبادرة لا يعني مبادرة جديدة'. وأضاف أن مصر أيضاً أعلنت أن لا جديد في تصريحات الوزير القطري، 'ومع هذا أقول إن تصريحاته يمكن أن تعطي دفعة لبدء علاقات مع القطريين، لكن إلي الآن لا يمكن الحديث عن مبادرة سلام جديدة'. وقال ممثل 'البيت اليهودي' في الاجتماع أنه 'لا يمكننا في وقت تشهد المنطقة زعزعات أن نجازف بالدولة الوحيدة التي لدينا'. وأضاف: 'لا جدوي من بناء الطابق الثاني في وقت يجب الاهتمام بأسس البناء. وعندما تنشغل كتب التدريس الفلسطينية بالكراهية، فلا يوجد ما نبدأ به'. إلي ذلك، ذكرت منظمة حقوقية إسرائيلية أن النيابة العامة في إسرائيل أبلغت المحكمة العليا قرارها إعادة الأراضي التي استولي عليها جيش الاحتلال عام 1978 في قرية برقا في منطقة نابلس ليقيم عليها مستوطنة 'حومش' إلي أصحابها بعد إخلاء المستوطنة 'حومش' عام 2005. وجاء موقف النيابة رداً علي التماس أصحاب ألأراضي الفلسطينيين إلي المحكمة العليا قبل عامين لاستعادة أراضيهم في أعقاب رفض الجيش تسليمها.