تعايشت مع الأجواء الموحشة المسيطرة علي معبر رفح في وقت متأخر من مساء الأحد.. كل شيء هاديء في محيط المعبر.. قلة من البشر تتواجد في المكان.. دهشة تعلو الوجوه .. وحزن يخيم علي الأجواء.. يخلو المكان إلا من نفر قليل.. بعضهم ينظر صوب المعبر.. ويرنو ببصره إلي الجانب المقابل.. حيث المنفذ الآخر لمعبر رفح المتلامس مع حدود قطاع غزة.. عدد من الجنود الغاضبين دلفوا خلف بوابة المعبر.. الغضب يزمجر في عيونهم الشاخصة صوب المجهول.. ورغبة دفينة في الثأر لزملائهم المخطوفين تطبع بصماتها علي وجوههم.. الناس هنا يتحركون بخطوات متثاقلة.. فيما بعض من أقارب الجنود المخطوفين تطفو الدهشة فوق وجوههم.. يتسيدهم القلق علي أولادهم.. قلق بلغ عنان السماء حين جاءت استغاثات أولادهم في لقطات الفيديو التي بثها الخاطفين.. ليزيدوا من حالة الخوف المسيطرة علي الأسر التي وفدت من مناطقها، وبلدانها، وجاءت تنظر في كل شاردة وواردة تبرز علي سطح الأحداث عند منطقة المعبر. كنت الإعلامية الوحيدة المتواجدة عند المعبر في هذا الوقت الموحش من الليل.. حاولت سبر أغوار أسر الجنود المختطفين.. صبوا جام غضبهم علي القيادي بالسلفية الجهادية كمال حامد سليمان، والذي جاءهم صباح الأحد ليهددهم هم والجنود المعتصمين بالقتل أن لم يفتحوا المعبر. مشاعر متضاربة تطغي علي المعبر، والذي بات عرضة لتطورات عاصفة، سوف يشهدها في الساعات والأيام المقبلة.