أكدت صحيفة الفايننشال تايمز في تحقيق مفصل لها أن قطر إستولت علي الثورة السورية من خلال دعمها بالمال والاسلحة لفصائل المعارضة السورية ثم لحقت بها السعودية ودول أخري أبرزهم الولاياتالمتحدة التي قامت بتنسيق عمليات نقل الاسلحة من خلال إنشاء غرفتين للعمليات في تركيا والاردن، إلا أن قطر كانت أبرز اللاعبين داخل الصراع السوري. وتقول الصحيفة أنه تم تدشين أول سفارة سورية في العالم تمثلها المعارضة بدولة قطر منذ شهرين وذلك بعد الضغط القطري علي 22 دولة بالجامعة العربية لتسليم مقعد سوريا للمعارضة، وأشارت الصحيفة إلي أن قطر قامت بدعم المعارضة بالسلاح وبالمال وبالضغوط الساسية لإصدار قرارات لصالح المعارضة السورية من اجل سقوط الاسد. وأكدت الصحيفة أن قطر قامت بتمويل المعارضة السورية بحوالي 3 مليار دولار وذلك حسب مسؤلين مقربين للحكومة في قطر. مشيرة الي أن قطر تستخدم أموالها لزرع شبكة من الموالين لها بين المعارضة حتي تكون لاعب مؤثر في المشهد السوري بعد سقوط الاسد. وتستطرد الصحيفة 'إن سنوات ما قبل الثورات العربية نصبت قطر نفسها كوسيط قادر علي الحوار مع كل أطراف الانقسامات داخل الشرق الاوسط، فهي تستضيف اكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة في الوقت الذي تؤكد فيه علي علاقتها الودية مع إيران، وتوقع عقود مع إسرائيل وفي ذات الوقت تدعم حماس وحزب الله. أما بالنسبة لسوريا كانت قطر بين الاصوات العربية القليلة التي تدفع بالحلول المتشددة في القمم العربية، ونقلت الصحيفة عن أحد الدبلوماسيين قوله أن قطر تريد أن تكون 'فرنسا أو إنجلترا الخليج'. وتؤكد الصحيفة أنه في بداية عام 2012 عندما تحولت التظاهرات السلمية إلي إحتجاجات مسلحة قامت قطر علي الفور بشراء أسلحة من ليبيا ودول بشرق أوروبا ونقلتهم الي تركيا التي ساهم جهاز مخابراتها في نقل الاسلحة الي سوريا، وقامت المخابرات التركية أيضا بمساعدة قطر في تحديد الجماعات التي تتلقي الاسلحة ثم إلتحقت بهم السعودية عبر وسطاء لبنانيين. ونقلت الصحيفة عن إليزابث أوباجي محللة بالمعهد الامريكي لدراسات الحرب أنه 'عندما إشتد القتال في سوريا عمل القطريون من خلال أعضاء من الاخوان المسلمين المنفيين في الخارج لتحديد فصائل المعارضة التي يجب دعمها، مثل ألوية الفاروق وهو أقوي فصيل في المعارضة. وأضافت الصحيفة أنه من الصعب تحديد فصيل بعينه يتلقي تمويل من قطر فقط حيث تتلقي جماعة أحفاد الرسول وهي جماعة تم تكوينها من جماعات مسلحة عديدة تتلقي تمويل من كل من قطر والسعودية وبالرغم من ذلك فإن بعض المتلقين للدعم القطري لايعلمون بالدور القطري حيث نقلت الصحيفة عن مقاتل بجبهة التوحيد بريف حلب قوله 'أن قطر مثل بقية دول العالم وعدتنا بالتسليح ولكن لم تنقله، وأن ما يملكه المقاتلون من أسلحة الان تم الإستيلاء عليه من قواعد للجيش النظامي'. وأكدت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة تشرف علي نقل الاسلحة إلي سوريا من خلال إنشاء غرفتين للعمليات واحدة داخل تركيا والاخري في الاردن تم أنشائها مؤخرا، وفي كلتا الغرفتين مندوبين من أكثر من عشر دول بينهم مسؤل أمريكي سابق يقوم بدور منسق. وأضافت الصحيفة أن قطر تأتي في المركز الثاني بعد السعودية في تمويل المعارضة بالاسلحة حيث تمتلك الرياض شبكة أكثر تطورا لتمويل الاسلحة وتعمل مع الاردن لتزويد المعارضة في جنوب سوريا وهي جماعات ليست لها صلة بجبهة النصرة.