دعا الدكتور أشرف فهمي مدير عام التدريب بوزارة الأوقاف، المواطنين كافة إلى الخوف من الله تعالى والتضرع إليه في السر والعلن، مؤكدا أن الدعاء هو سلاح المؤمنين الأقوياء ومسلك الأنبياء. وقال فهمي ، خلال كلمته الليلة في خامس حلقات برنامج " حديث السحور" الذي تقدمه وكالة أنباء الشرق الأوسط " أ ش أ " على مواقع الوكالة على ( الفيس بوك ) ويوتيوب على الروابط التي يتم إذاعتها يوميا على الموقعين بمناسبة شهر رمضان الكريم، إن اللجوء إلى الله تعالى بقلوب مؤمنة مطمئنة قوة وليس ضعفا كما يقول البعض، موضحا أن الدعاء مسلك الأنبياء، لافتا إلى أن الله تعالى أمر عباده وليس أحد سواهم بالدعاء. قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) . وقال فهمي إن المتأمل لهذه الأية يجد أنها تخاطب عباد الله .. وإذا سألك عبادي .. قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا يحيى بن المغيرة ، أخبرنا جرير ، عن عبدة بن أبي برزة السجستاني عن الصلب بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري ، عن أبيه ، عن جده ، أن أعرابيا قال : يا رسول الله ، أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه ؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان). ورواه ابن مردويه ، وأبو الشيخ الأصبهاني ، من حديث محمد بن أبي حميد ، عن جرير ، به، وقال عبد الرزاق : أخبرنا جعفر بن سليمان ، عن عوف ، عن الحسن ، قال : سأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم [ النبي صلى الله عليه وسلم ] : أين ربنا ؟ فأنزل الله عز وجل : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ). وقال ابن جريج عن عطاء : أنه بلغه لما نزلت : ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) [ غافر : 60 ] قال الناس : لو نعلم أي ساعة ندعو ؟ فنزلت : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ). وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي ، حدثنا خالد الحذاء ، عن أبي عثمان النهدي ، عن أبي موسى الأشعري ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فجعلنا لا نصعد شرفا ، ولا نعلو شرفا ، ولا نهبط واديا إلا رفعنا أصواتنا بالتكبير . قال : فدنا منا فقال : " يا أيها الناس ، اربعوا على أنفسكم ; فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ، إنما تدعون سميعا بصيرا ، إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته، يا عبد الله بن قيس، ألا أعلمك كلمة من كنوز الجنة ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله " . وأضاف فهمي قائلا : قال أحد الحكماء عجبت لمن ابتلي بالخوف كيف يغفل عن قوله " حسبنا الله ونعم الوكيل " وعجبت لمن ابتلي بالمرض كيف يغفل عن دعوة سيدنا أيوب عليه السلام :" ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين " إننا في حاجة ماسة إلى الدعاء " يقول تعالى "فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم " ، إن الدعاء هو سلاح المؤمن وسلاح الأقوياء الأخذون بالأسباب المتوكلون على الله حق التوكل . وقال ما أحوجنا إلى الدعاء في هذه الليالي الكرام وما أحوجنا إلى الله أن نلجأ إلى الله عز وجل بقلوب مخلصة بقلوب خاشعة بقلوب منيبة عسى الله أن يرفع عنا الكرب والبلاء.