كشفت مصادر سياسية مطلعة عن تفاصيل مسكوت عنها في لقاء الرئيس محمد مرسي، وفد لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي، أمس، حيث استهدف الوفد جس نبض القاهرة بخصوص عمليات عسكرية مرتقبة ضد سوريا خلال شهر يونيو المقبل.وأكدت المصادر أن رئيسة لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، دايان فاينستاين، التي ترأست الوفد، تبذل جهودا مكثفة لحشد مؤيدين لهذا الخيار، كونها من أشد الداعمين لخيار التدخل العسكري في سوريا. ويتوقع مراقبون حدوث تطورات خطيرة وحاسمة في الملف السوري خلال شهر يونيو المقبل، ارتباطا بمزاعم تؤكد استخدام أسلحة كيميائية في النزاع الدائر هناك منذ عامين، فضلا عن انتهاء مدة الحظر التي حددها الاتحاد الأوربي علي واردات السلاح للمعارضة السورية، حيث تنتهي مطلع يونيو، مما يعني منح الأطراف المعادية لدمشق فرصة تزويد المعارضة بالأسلحة الثقيلة.وتزعم الاستخبارات الأمريكية أن النظام السوري استعمل أسلحة كيميائية ضد المعارضة، وهي نفس المزاعم التي جري تسريبها عبر قنوات دبلوماسية مرتبطة بالاستخبارات البريطانية والفرنسية والإسرائيلية.وأكدت 'فاينستاين' خلال مباحثاتها في القاهرة أن 'الإدارة الأمريكية تنظر باهتمام بالغ للاتهامات الموجهة للنظام السوري، لاسيما استخدامه أسلحة كيميائية ضد المعارضة'. وأشارت إلي أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، يبدي اهتماما في هذا الشأن 'لكنه يشترط وجود دلائل واضحة، الأمر الذي جعله يمنح لجان التحقيق الوقت الكافي لحسم الملف'. وأوضحت أن 'التقييم الحاسم الذي يجري التحقق منه حاليا في هذا الملف، سوف يحدد طبيعة التحرك الأمريكي وخياراته خلال الفترة المقبلة'. وتضغط النائبة الديمقراطية 'فاينستاين'، والنواب الجمهوريون في الكونجرس الأمريكي من أجل التدخل العسكري في سوريا، دون انتظار لنتائج التحقيقات في ملف الأسلحة الكيميائية، مطالبين الإدارة الأمريكية بأن تكون 'أكثر حزما في تعاملها مع النظام السوري'.وفيما هدد 'أوباما' بأن أي استخدام للأسلحة الكيماوية ضد المعارضة السورية 'يتطلب ردا دوليا'، فقد أكد السيناتور جون مكين، العضو الجمهوري البارز في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، أنه يتعين علي البيت الأبيض التصرف بحزم.وتأتي زيارة وفد لجنة الاستخبارات الأمريكي قبل أيام محدودة من المؤتمر المرتقب للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الاثنين، للاعلان عن حقائق مهمة في هذا الملف. وطلب أمين عام المنظمة من رئيس فريق التحقيق الأممي، آك سلستروم، المعني بكشف ملابسات الاتهامات في ملف الأسلحة الكيميائية السوري، الحضور إلي نيويورك صبيحة يوم المؤتمر المزمع.وجدد بان كي مون، طلبه للسلطات السورية بالسماح الفوري لفريق التحقيق بأداء مهمته داخل الأراضي السورية, فيما لا تزال الاتصالات مع دمشق مستمرة للاتفاق علي صيغة وترتيبات الزيارة.ولم تحسم دمشقوالأممالمتحدة الخلافات حول مهام فريق التحقيق الدولي المعني ببحث استخدام الأسلحة الكيماوية. وتري سوريا 'التي تقدمت بطلب تشكيل هذه اللجنة'، أن نطاق العمل يجب أن يقتصر علي منطقة 'خان العسل' بمدينة 'حلب'، غير أن الأممالمتحدة ترغب في توسيع النطاق ليشمل مناطق أخري، لاسيما 'حي البياضة' بحمص.واتهم السفير السوري في الأممالمتحدة، بشار الجعفري، مقاتلي المعارضة باستخدام 'مادة كيماوية' ضد السكان في ريف إدلب شمال البلاد 'لإيهام العالم بأن الجيش السوري يستخدم أسلحة كيميائية ضد شعبه'. يذكر أن الرئيس 'مرسي' خلال اللقاء مع الوفد الأمريكي 'السيناتور ساكسبي تشامبليس.. النائب داتش روبرسبرجر.. النائب مايك رودجرز'، تطرق إلي ضرورة التوصل إلي تسوية عادلة تحفظ حق الشعب الفلسطيني، لاسيما عودة اللاجئين والقدس. وحظيت الخروقات الإسرائيلية المتواصلة لملف التهدئة المتفق عليه بين حماس وإسرائيل 'برعاية مصرية' علي جزء كبير من المباحثات مع الوفد الأمريكي. وأطلعت القاهرة الوفد علي الجهود التي تبذلها مصر ل'تثبيت وقف إطلاق النار، وسبل التعامل مع الخروقات المتكررة'، وسط تأكيدات مصرية ب'أهمية قيام إسرائيل بتنفيذ التزاماتها الدولية، حتي تهيئ الظروف الملائمة للتوصل إلي تسوية عادلة وشاملة ودائمة'.