كشفت صحيفة الوطن السعودية عن انتشار ظاهرة الرقاة في كافة أنحاء المملكة، من خلال استراحاتهم الخاصة التي يمارسون الرقية داخل أسوارها، إضافة إلي بعض الرقاة الجائلين الذين يصلون إلي منازل المرضي من خلال الاتصال علي هواتفهم، وقالت الصحيفة صباح اليوم، هناك الكثير من الطرق التي يسعي لها المتاجرون بكلام الله من أجل الربح المالي علي حساب أشخاص يوهمونهم بأنهم مرضي وأن علاجهم يوجد لديهم، من خلال أخذ بعض مما يعرضه الرقاة من بضاعتهم التي يدعون أنها هي العلاج الوحيد. أحد المواطنين - رفض الإفصاح عن اسمه- ذكر أنه تعرض للسحر من عاملة آسيوية قبل عدة سنوات، مما أجبره علي الذهاب إلي العديد من الرقاة الشرعيين - كما يسمون أنفسهم - بعد أن تردد علي عدد من المستشفيات الحكومية والخاصة أكدت من خلال النتائج المخبرية والكشفية أنه لا يعاني أي مرض عضوي، وهو ما دفعه إلي التوجه نحو الرقاة ليتأكد مما يعانيه لعله يكتشف المرض الذي أصابه. ويقول إنه كان يبحث عن طريق بعض المقربين والأصدقاء عن الرقاة الشرعيين، فذهب إلي الكثير منهم، وشاهد العجب العجاب من بعضهم، وهم يستغلون الذين يذهبون إليهم بأسعار مرتفعة، مشيراً إلي أن علبة الماء الكبيرة سعة اللترين التي لا يتجاوز سعرها ثلاث ريالات يقومون ببيعها بعشرة إلي 15 ريالاً، وسعر الزيت الذي يتراوح ما بين 10 إلي 15 ريالاً يتم بيعه ب 50 ريالاً، وكذلك العسل الذي يبلغ سعره ما بين 50 إلي 100 ريال يصل سعره بعد القراءة عليه إلي 500 ريال، إضافة إلي بعض الخلطات والمركبات العشبية التي يقومون بترويجها بأنها تعالج الكثير من الأمراض. ويضيف المواطن أن أكثر ما لفت نظره أثناء تردده علي الكثير منهم أن هناك قارئا في إحدي محافظات المنطقة الغربية، وضع أمام منزله محلا صغيرا مخصصا لبيع الزيت فقط، حيث يقوم المريض بشراء الزيت بسعر 15 ريالاً واستبداله بزيت من نفس النوعية قُرئ عليه من قبل الراقي صاحب المحل ب50 ريالاً، إضافة إلي استئجار الراقي بعض القراء للقراءة علي النساء بمنزله بتلك المحافظة، بعضهم لا تظهر عليه علامات التدين والاستقامة، فيما يبدو علي البعض أنهم دجالون يدعون معرفة كل شيء من أجل جني الأرباح من المراجعين، وتابع 'ممارسة الرقية الشرعية أصبحت الطريق إلي الثراء السريع لأن معظم الرقاة تركوا أعمالهم الرسمية واتجهوا إلي الرقية الشرعية'. رقاة يتحرشون وكشف الناطق الإعلامي لفرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة القصيم عبد الله المنصور في وقت سابق إلي 'الوطن' أن 70% من مخالفات الرقاة الشرعيين 'أخلاقية' فيما تكون المخالفات الأخري شرعية، وذلك وفقاً لما يرد إلي الهيئة من ملاحظات وشكاوي، مشيراً إلي وجود لجنة ميدانية خاصة تتابع أعمال الرقاة الشرعيين تضم في عضويتها إمارة المنطقة والهيئة والشؤون الإسلامية والشرطة، وتعمل الهيئة من خلال دورها في رصد الملاحظات علي الرقاة الشرعيين. واشارالي أن 70% من الملاحظات التي ترد إلي الهيئة يتم رصدها علي الرقاة الشرعيين هي القرب من النساء والخلوة بهن، فيما تكون بقية الملاحظات عقدية ومخالفات شرعية، مبيناً أن هناك عقوبات في حال ثبوت ذلك علي الراقي الشرعي، وتتم إحالته إلي هيئة التحقيق والادعاء العام. ونبه المنصور، النساء اللاتي يتابعن الرقاة الشرعيين في أماكن وجودهم وفي مساجدهم، بأن هذا الأمر قد يكون فيه مخالفة شرعية، وأن الأفضل للمرأة أن تبقي في بيتها وتقوم برقية نفسها لأنها قد تذهب إلي أحد الرقاة وربما يطلب منها طلبات غريبة وغير أخلاقية، وتكون هي في حالة ضعف لأنها تتوقع بمجرد أن تنفذ هذا الشيء أو يقترب منها الراقي ستشفي من المرض. وبين أن الهيئة رصدت ملاحظات علي بعض الرقاة من بينها قيام البعض منهم بالطلب من السيدات بالكشف عن صدورهن علي أساس النفث وأن بعضهن يستجبن لذلك لأنهن يتوقعن أنهن مريضات وأنهن بحاجة فعلية إلي العلاج بسبب تضايقهن من المرض وسيطرة الوساوس عليهن، معتبراً أن هذه مخالفة شرعية من الراقي والسيدة نفسها.