أكد وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العناني، الاهتمام الخاص الذي توليه الوزارة لملف إحياء مسار العائلة المقدسة، حيث تم ترميم وافتتاح العديد من المواقع والكنائس والأديرة الأثرية على المسار. جاء ذلك أثناء زيارته للكنيسة المعلقة وكنيسة (أبي سرجة) بمنطقة مصر القديمة الأثرية؛ لتقديم التهنئة بمناسبة عيد الميلاد المجيد، حيث حرص زوار الكنيسة على التقاط الصور التذكارية معه، والتف حوله الزائرون والسياح الأجانب منهم مجموعة أمريكية جاءت خصيصًا إلى مصر؛ للاحتفال بعيد الميلاد المجيد في المكان، الذي لجأت إليه العائلة المقدسة أثناء رحلتها إلى مصر، معربين عن شدة إعجابهم بما شاهدوه من عظمة الحضارة المصرية و ما بها من تناغم وتلاحم. وأشار العناني إلى أن الوزارة شكلت لجنة قومية تضم خبراء من كل الجهات المعنية؛ لإعداد ملف لتقديمه إلى منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)؛ لتسجيل مسار رحلة العائلة المقدسة على قائمة التراث العالمي اللامادي وتسجيل أديرة وادي النطرون الأربعة على قائمة التراث العالمي المادي. وأوضح أنه تم افتتاح الكنيسة المعلقة بمصر القديمة بعد الانتهاء من ترميمها، كما تم الانتهاء من أعمال ترميم كنيسة العذراء مريم والشهيد أبانوب بسمنود وافتتاح مغارة وكنيسة أبي سرجة بمصر القديمة، بالإضافة إلى ترميم أجزاء من أديرة وادي النطرون الأربعة وجارٍ حاليا ترميم وتأهيل كنيسة السيدة العذراء بجبل الطير بالمنيا ومشروع تطوير موقع شجرة مريم بالمطرية، وإصدار كتالوج باللغتين العربية والإنجليزية؛ لتوثيق مسار العائلة المقدسة والمواقع الأثرية التي مرت عليها الرحلة. ولفت إلى قيام الوزارة بتطوير مستوى الخدمات السياحية المقدمة للزائرين بالمواقع الموجودة على نقاط مسار العائلة المقدسة، وذلك للنهوض بها ورفع كفاءتها. وقال إن ذكرى دخول العائلة المقدسة مصر تحمل أهمية تاريخية ودينية كبيرة لدى المصريين، كما أنها تعد من التراث الديني العالمي الذي تتفرد به مصر عن سائر دول العالم، وبفضلها تبوأت الكنيسة القبطية المصرية مكانة دينية خاصة بين الكنائس المسيحية في العالم، لارتباطها بهذه الرحلة المباركة لأرض مصر الغالية على مدار أكثر من ثلاثة أعوام ونصف، باركت خلالها العائلة أكثر من 25 بقعة في ربوع مصر المختلفة تحمل ذكراهم العطرة، حيث تنقلت بين جنباتها من ساحل سيناء شرقا إلى دلتا النيل حتى وصلت إلى أقاصي صعيد مصر. وأضاف أنه منذ فجر التاريخ وحتى الآن، كانت مصر وستظل حصنا منيعا وملاذا آمنا لكل من أراد الاحتماء بها، حيث جاء إليها نبي الله إبراهيم ويوسف ثم أباه يعقوب- عليهما السلام- وولد وتربى على أرضها موسى- عليه السلام- وجاء إليها يوسف النجار مع السيدة العذراء البتول وطفلهما في رحلة مقدسة؛ هربا من طغيان الملك هيرودس.