ظلت السعودية عبر الزمن داعمة ومساندة ومحافظة علي وحدة وعروبة اليمن وساهرة علي أمنه واستقراره ، وبرغم ما يروج له الحاقدون والناكرون للتقليل من تضحيات السعودية الكبيرة تجاه اليمن واتهامها بالتدخل في شئونه ،فان المملكة ظلت واقفة مع الشعب اليمني ومصالحه ومرحبة بأبناء اليمن علي أرضها دون أي تمييز وبما يحقق الأمن والاستقرار لليمنيين وما يتوافقون عليه أنفسهم دون تدخل أي طرف خارجي أياً كان وهو الأمر الذي يثمنه المخلصون من أبناء اليمن وشعوب وقادة البلدان العربية والإسلامية. ومن تلك المواقف التي لن ينساها التاريخ وشعوب بلدان المنطقة والعالم هي سرعة تلبية السعودية للنداء لمساندة الحكومة الشرعية اليمنية بعد انقلاب الحوثيين علي الشرعية وسيطرتهم على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، واحتلالهم لمحافظات اليمن ومقدراته بمساندة إيرانية ،وكانت عملية عاصفة الحزم وتحالفها العربي بقيادة كلا من السعودية والإمارات في 26مارس عام 2015 خير معين لليمن عندما تمكنت بطلعاتها الجوية وهجماتها الأرضية من وقف زحف الحوثيين علي صنعاء واسترداد غالبية الأراضي اليمنية والحفاظ علي الحكومة الشرعية وتثبيت دعائمها ووقف المشروع الإيراني الساعي إلي السيطرة بنظامه الملا لي الفاشي علي الأراضي العربية ،ومنذ انطلاق عاصفة الحزم ومن ثم عاصفة الأمل بذلت ومازالت السعودية تضحيات جبارة تضحيات بالمال والنفس وتعريض أراضيها وشعبها ومقدراتها لقصف الحوثيين وغدر الإيرانيين وتقلبات وخداع ونفاق الدول العظمي تجاه الملف اليمني لتظل المملكة العربية السعودية بملكها وولي عهدها وشعبها صامدة وشامخة بقوة في وجه المخطط الحوثي الإيراني للحفاظ علي سلامة وعروبة التراب اليمني ، ناهيك عن دور السعودية الكبير وتعزيزها للجهود الإنسانية والإغاثية ، وكان التحالف العربي بقيادة السعودية ليس رغبة في التدخل في الشأن اليمني ولكن تأييداً لمطالب الشرعية وللحفاظ علي مصلحة الشعب اليمني وعدم إعطاء دور للجماعات والميليشيات المسلحة أي دور في فرض أي نوع من السيطرة والهيمنة على مقدرات الشعب اليمني . وبرغم طول أمد الحرب مع الحوثيين وبرغم ما تعرضت له منشات النفط السعودية وما طالها من قصف وعدوان ظلت السعودية وعلي الدوام وفية تجاه اليمن ومفتوحة العينيين ساهرة علي التصدي لكافة المخططات الرامية للنيل من شعب اليمن والرامية لإشعال الفتن والشحناء بين أبنائه ،ومن مظاهر ذلك دورها الكبير للوساطة بين أهل اليمن أي ما وقع بين أبناء جنوب اليمن وبين الحكومة الشرعية من فرقة واقتتال بهدف الانفصال ، ولقد جاء مؤخرا اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي برعاية السعودية خلال أواخر أكتوبر الماضي تتويجاً لهذه الجهود المستمرة من القيادة السعودية لتوحيد صفوف اليمنيين لمواجهة عدوهم المشترك المتمثل في الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، والتي بدئت باهتمام الملك سلمان بن عبد العزيز شخصياً بأحداث عدن التي راح ضحيتها الكثيرون خلال العام الماضي ، وجاء تدخله لدعوة الأطراف اليمنية بجنوب اليمن في حينه إلى حوار جدة ،وفي مرحلة لاحقة بالوصول إلي بنود اتفاق بقيادة السعودية للإشراف على لجنة مشتركة لتنفيذ اتفاق الرياض الذي ينص على تكوين حكومة كفاءات من 24 وزيراً تتشكل فيما بينها مناصفة بين المحافظاتالجنوبية والشمالية،كما ينص الاتفاق أيضاً على عودة رئيس الحكومة الحالية إلى عدن لتفعيل مؤسسات الدولة كافة ، والعمل على صرف الرواتب والمستحقات للقطاعين العسكري والمدني في المحافظات المحررة والعمل علي إعادة الأمن والاستقرار وخدمة أبناء الشعب اليمني ، كما يحترم الاتفاق مطالب المكونات اليمنية كافة، بما فيها ما يتعلق بالقضية الجنوبية، على أن يكون ذلك من خلال الحوار الوطني والعمل السياسي ، وبتوحيد الصفوف لإعلاء مصلحة اليمن وبتعاون من جميع الأطراف لتحقيق بنودا لاتفاقية علي الأرض ، يتضمن اتفاق الرياض أيضا علي سرعة إعادة ترتيبات القوات العسكرية والأمنية في المحافظاتالجنوبية من اجل حفظ الأمن وتعزيز دوره ووجوده في المحافظات المحررة،وتمكن الجيش اليمني من قطع الطريق أمام أي عودة للجماعات الإرهابية التي تم دحرها خلال الفترة الماضية ، ومن الأمور الهامة المصاحبة لاتفاق الرياض ووفقا لبعض التسريبات الإعلامية لبعض وكالات الأنباء العالمية فإن السعودية قد أعدت خطة شاملة للنهوض بالمحافظات اليمنية المحررة وبخاصة في المجالات الاقتصادية والتنموية من اجل سرعة تنفيذها في المحافظات المحررة بهدف الاعمار والازدهار و تحسين الوضع الأمني والمعيشي لأبناء الشعب اليمني . ومع إعلان قيادة قوات التحالف عن إعادة تموضع قواتها في مدينة عدن بقيادة السعودية تكون المملكة قد تمكنت بوساطتها النزيهة والحريصة علي مصلحة اليمن بالجلوس مع الأطراف اليمنية بالعاصمة الرياض والتوصل إلى حل سلمي مرضي لأزمة عدن الأخيرة وتهدئة الانفصاليون الجنوبيون، وبتغليب المصلحة الوطنية اليمنية بين الفرقاء وبما يسهم في تحقيق أمن اليمن واستقراره، وبما يحقن الدماء ويغلب الحكمة والحوار ويعمل علي وحدة الصف لأبناء الشعب اليمني والتفرغ لإفشال مخطط الحوثيين والإيرانيين في اليمن والمنطقة .