«كلما علت ثقافة الإنسان، وكلما عظمت الامتيازات التى كان يتمتع بها، كلما كانت التضحيات التى ينبغى عليه تقديمها فى الأزمات كبيرة».. هكذا وصف الأديب العالمى «هرمان هيسة» الثقافة، وهو الوصف الذى أراه ينطبق على الشيخ د. سلطان القاسمى حاكم الشارقة، ذلك الرجل الفذ الذى جعل من الثقافة منهاج حياة، فباتت الشارقة نموذجًا آخاذًا فى العمران بكل أشكاله وبمعناه الشامل باعتباره «استخلاف الله فى الأرض بالتعمير والعمل الجاد والمثل العليا». وإذا تأملنا ما يحدث حولنا بالعالم العربى من مآسِ وحروب ونزاعات وإرهاب، لقفز إلى أذهاننا على الفور ما يقوم به د. القاسمى من عمران تباهى به الشارقة العالم فى كل المجالات: التعليم، الصحة، الطرق.. إلخ، غير أن «البعد الثقافى» فى نهضة الشارقة هو الأبرز على الإطلاق بوصفه البعد والأقدر على «بناء البشر قبل الحجر». وقد تجلت إنجازات د. سلطان القاسمى الثقافية فى اختيار الشارقة عاصمة الكتاب فى العالم لعام 2019م، ولم لا ومعرض الشارقة للكتاب أصبح واحدًا من أهم معارض الكتاب فى العالم. وللتأكيد على مكانة القاسمى والشارقة، زيّن د. سلطان القاسمى يوم 8 أكتوبر المنقضى حفل انطلاق الدورة السابعة والثلاثين لمعرض «ليبر» الدولى للكتاب فى مدريد حيث حلّت الشارقة كضيف شرف للمعرض. ولمن أراد أن يعرف قيمة المنجز الثقافى للشارقة بفضل د. القاسمي، علينا أن نتأمل ما قاله الإسبان خلال حفل افتتاح المعرض إذ قال رئيس اتحاد الناشرين الإسبانيين: «إن الشارقة تعتبر مرجعًا للثقافة والكتب والقراءة، وهذه العادات النبيلة التى تعد ركائز أساسية للنمو والتعايش جعلت الإمارة مركزًا عالميًا فى جهود صناعة الكتاب فى العالم، حيث توجت بفضل مشروعها الثقافى وجهودها الكبيرة، عاصمة عالمية للكتاب للعام 2019، من قبل اليونيسكو، ونحن نتشرف أن نحل فى العام 2020 ضيف شرف على معرض الشارقة الدولى للكتاب الذى يعد من أكثر المعارض أهمية فى العالم، والذى زاره 2.2 مليون زائر واحتضن 1900 جناح عرض، كما أنه أضحى بابًا مفتوحًا لكل جهود العمل الثقافى فى المنطقة العربية والعالم، لذلك نأمل أن يسمح معرض ليبر فى استكشاف إمكانيات تبادل المعرفة والفرص بين المشهد الثقافى فى الشارقة ونظيره الإسباني». ومن جانبه، قال وزير الثقافة والرياضة الإسبانى: «إن اختيار إمارة الشارقة لتكون ضيف شرف الدورة الجديدة من المعرض، يأتى نتيجة معرفتنا العميقة بأهمية الإمارة ودورها المحورى فى قيادة صناعة الكتاب فى المنطقة العربية والعالم الإسلامى بصورة عامة، خاصة أنها تمضى بتوجهات ورؤى وضعها حاكم الإمارة، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذى أولى جل اهتمامه بالكتاب والمعرفة». وأخيرًا.. إلى د. سلطان القاسمى: أطال الله عمرك، وأعانك على مواصلة الطريق فى خدمة الثقافة العربية والإسلامية، بل والإنسانية.