لأنه ينتمى لجماعة الإخوان الإرهابية، يحمل السلطان العثمانى الموهوم رجب طيب اردوغان كل جينات «الكائن الإخواني»، وأبرزها أنه «لا ينسى شيئًا، ولا يتعلم شيئًا»! ومناسبة هذا الكلام، البيان الذى أصدره مؤخرًا مجلس النواب الليبى (الجهة الرسمية الوحيدة المنتخبة فى ليبيا والمعترف بها دوليًا)، مستنكرًا تصريحات أردوغان الاستعمارية، بشأن حق تركيا التدخل فى الشأن الليبى باعتبار أن ليبيا إرث أجداده، وجغرافيتها جزء من الإمبراطورية العثمانية المقبورة!! وكان أردوغان قد قال نصًا فى كلمته بمنتدى آرتى باسطنبول إن «الأتراك يتواجدون فى ليبيا وسوريا، من أجل حقهم، وحق إخوانهم فى المستقبل»، مضيفًا أن «الأتراك اليوم يتواجدون فى جغرافيتهم احتراما لإرث الأجداد، فهم من نسل يونس أمره.. (فى إشارة إلى القاضى العثمانى الشهير)»، واصفًا بلاده تركيا بوريث الإمبراطورية العثمانية، مشيرا إلى سعيه لإحياء ما وصفه ب «المجد القديم للأتراك»!! وقد أحسن مجلس النواب الليبى فى بيانه للرد على الموهوم العثمانى بالقول: أردوغان بهذه «المغالطة التاريخية يسعى لتبرير دعمه للجماعات الإرهابية والميليشيات والعصابات المسلحة المسيطرة على العاصمة طرابلس، مستبيحة دماء الليبيين وأعراضهم وأموالهم». وأضاف البيان: «لقد نسى أو تناسى الرئيس التركى أن إرث أجداده فى ليبيا، إرث بغيض من القهر والتعسف والظلم انتهى بترك الليبيين لمصيرهم فى معاهدة أوشى لوزان 1912م، والتى بموجبها سلمت تركيا، أراضى ليبيا لإيطاليا الفاشية، لتدخل ليبيا مرحلة أخرى من مراحل الاستعمار البغيض». وأردف البيان: «إن ليبيا دولة مستقلة ذات سيادة، وتمتلك القدرة للدفاع عن نفسها فى مواجهة أوهام الحالمين بإعادة استعمارها، ولن نسمح لأىٍ كان بالتدخل فى شئونها الداخلية». إذًا.. الوهم العثمانى ما زال مسيطرًا على أردوغان وأذنابه من جماعة الإخوان الإرهابية، وليس بعيدًا عن ذلك عدوانه الغاشم على شمال سوريا محاولًا إنشاء ما يسميه ب «المنطقة الآمنة» الهادفة لطرد الأكراد من الشريط الحدودى بين سورياوتركيا، وتغيير ديوغرافيا هذه المنطقة، وإحلال اللاجئين السوريين الموالين له مكانهم. ولن ننسى أبدًا، لواء الإسكندرونة العربى السورى (المحافظة السورية الخامسة عشرة) الذى اقتطعه الأتراك عنوةً فى عام 1939م إثر إلغاء الإنتداب الفرنسى، وما زال أسيرًا لديهم حتى الأن! ولمن لا يعلم، فإن الميزانية التركية يوجد بها بند تحت مسمى «ليرة الموصل»، فى إشارة إلى إصرار تركيا وريثة العثمانيين على اعتبار الموصل (عادت للعراق إثر معاهدة أنقرة عام 1926م) جزءًا من إرثهم التاريخى إبان إمبراطوريتهم البائدة!!