تحت شعار 'مصر يا أم ولادك أهم'، تستعد جماعة الإخوان المسلمين لحشد قوتها المنظمة للنزول إلي ميادين مصر في ذكري ثورة الخامس والعشرين من يناير، التي تأتي هذه المرة تحت حكم جماعة الإخوان المسلمين ممثلا في وصول مرشح جماعة الإخوان الرئيس مرسي لكرسي الرئاسة، ونظرًا لاستشعار الجماعة غضب المواطنين الذي يزداد يومًا بعد يوم بسبب القرارات السياسية التي تنتهجها جماعة الإخوان المسلمين، بالإضافة إلي عدم تلبية أي مطلب من مطالب الثورة حتي الآن في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، ولذلك ستحاول الجماعة امتصاص غضب الشارع المصري وعمل ما يتاح لها من أعمال خير تري أنها تساعد بها الشعب وتحاول التخفيف عما وضعت فيه المواطن من مواقف وقرارات أثرت عليه، حيث قررت الجماعة خوض المشاركة في فعاليات ذكري الثورة بطريقة جديدة بعيدة عن التظاهر أو الاحتفال الذي ستقوم به باقي الأحزاب المدنية والقوي السياسية، بل سيشارك الإخوان من خلال حملة أطلقتها الجماعة للنزول إلي الميادين والشوارع المصرية لعمل الخير، فهذه الحملة تهدف إلي مساعدة الفقراء وتوفير السلع الاستهلاكية بسعر الجملة كما أن لها أهداف تجميلية لشوارع مصر. أما السلفيون فكان لهم رأي آخر مخالف سواء للجماعة أو للقوي السياسية الأخري، حيث أعلنوا عدم مشاركتهم في فعاليات هذا اليوم سواء بالتظاهر أو الاحتفال أو حتي لأعمال الخير، خوفًا من إراقة الدماء والتخريب في هذا اليوم. المهندس جلال مرة 'أمين عام حزب النور' أكد علي صفحة الحزب الرسمية، أن الحزب لن يشارك في أي فعاليات خاصة بيوم 25 يناير، حيث إن ظروف البلد لا تحتمل أي احتفالات أو مظاهرات، وعدم المشاركة نابع من خوفهم من حدوث أي تجاوزات، فحرصًا منهم علي مصلحة مصر وأبنائها قرروا عدم المشاركة، لأن هناك بعض العناصر تسعي للتخريب وإحداث حالة من الفوضي بالبلاد. كما طالب المشاركين في فعاليات الذكري، بالالتزام بالسلمية وعدم التجاوز، أو تعرض المنشآت الخاصة والعامة إلي الخطر، فالحزب مع التعبير عن الرأي بشرط أن يكون بصورة سلمية. وأشار إلي أن مصر أمامها الكثير من التحديات، وتحتاج من الجميع إلي العمل الجاد لإعادة بناء الدولة التي تم تجريفها علي مدي عشرات السنين في مختلف المجالات، مناديًا باستغلال الطاقات في العمل الجاد وتنمية المجتمع وتطويره بدلًا من الخروج في مظاهرات أو احتفالات لا أهمية لها سوي تضييع الوقت. وصرح أحمد سبيع 'المتحدث الرسمي لحزب الحرية والعدالة' بأنه لن يكون هناك احتفال بالذكري في هذا اليوم، فكيف يحتفل الشعب بالثورة ودم الشهداء مازال معلقًا ولم يبت القضاء فيه، ولم نأت بالقصاص لهم؟!، مؤكدًا أن هذا موقف الحزب والجماعة حتي في الذكري الاولي للثورة. ولكن 'سبيع' قال إن الجماعة والحزب سيكون لهما دور مختلف هذا العام، حيث سينزل شباب الإخوان إلي جميع الشوارع والميادين المصرية في كل المحافظات لعمل الخير، فسيتم تشكيل مليونيات في كل أنحاء مصر لتقوم بعمل الخير ومساعدة كل محتاج، فمثلًا هناك قوافل طبية ستنتشر في كل محافظة للمرور علي المنازل وتقديم المساعدات الطبية للأسر، خاصة للأطفال والعجائز. كما ستكون هناك مساعدات ستقدم للفقراء والمساكين من توزيع مساعدات مالية ومعنوية لهم. هذا غير مليونيات خاصة لزرع مليون شجرة في المحافظات لتشجير كل محافظة. كما أكد عبد المنعم عبد المقصود محامي بجماعة الإخوان المسلمين أن الجماعة سوف تشارك في إحياء ذكري الخامس والعشرين من يناير من خلال اعمال خدمية تفيد المجتمع عن طريق قوافل طبية تجوب محافظات مصر من أجل تقديم خدمات طبية للمواطنين. سيتم أيضًا إصلاح وتعمير بعض المدارس المتهالكة في مختلف المحافظات. ونظرًا للظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد سيتم بيع السلع الاستهلاكية بسعر الجملة عن طريق منافذ مختلفة بمساعدة بعض من رجال الأعمال. كما أنه لن تكون هناك أي مظاهرات تأييد لأي قرار من قرارات الرئيس مرسي. وسوف تقتصر المشاركة علي تقديم الخدمات للمواطنين فقط. وأضاف أنه لم تحدد الجماعة حتي الآن مسألة النزول إلي ميدان التحرير ولكنها ستشارك بالنزول في جميع ميادين مصر.