ومن تلك المظاهر الإجرامية لزمن أبرهة العائد للمنطقة أنه وخلال الأربعين سنة الماضية تعرضت السعودية وبلدان الخليج وغيرها إلى الكثير من الويلات الإيرانية القائمة على البغض والكره الدينى والعرقى والعمليات الإرهابية، وبخاصة بعد أن نما نفوذ إيران تدريجيًا بعد الإطاحة بالرئيس العراقى الأسبق صدام حسين بغدر من أمريكا وإنجلترا، وما حققته إيران فى مجال التسلح والسعى بشكل غير مشروع لامتلاك السلاح النووى، وبسبب مختلف الخلافات السياسية والعرقية والمذهبية على مر التاريخ بين إيران والسعودية وتجاوزات وخروقات الجانب الإيرانى أدى ذلك بأن قطعت السعودية حفاظا عل أمنها وشئونها الداخلية العلاقات الدبلوماسية مع إيران عام 1987 بعد مصرع أكثر من 400 شخص، كان معظمهم من الجانب الايرانى وذلك خلال أدائهم لفريضة الحج فى منطقة منى بمكة، وما نتج عنه من صدامات مع الشرطة السعودية التى كانت تؤمن الحج لحجاج بيت الله، وهى المعروفة باسم أحداث مكة 1987. لكن تمت استعادة العلاقات بين البلدين عام 1991، ولكن عادت السعودية وقطعتها مجددًا فى مطلع العام 2016 وذلك اثر هجوم الإيرانيين على البعثات الدبلوماسية السعودية فى إيران، وما تبعه بعد ذلك والى الآن من مؤامرات الاغتيالات ومحاولات إفساد موسم الحج ومحاولات إيران بمساعدة قطر من التشكيك فى قدرة السعودية على تأمين الحج وإقناع الشيعة من المسلمين بالعدول عن مكة وأداءه شعائر الحج وفقا لفتاواهم ومعتقداتهم إلى المراقد الشيعية بإيرانوالعراق وبما يخالف القرآن الكريم والشريعة الإسلامية ومناسك الحج، ناهيك عن الهجوم على المدينةالمنورة ومواصلة تهريب الأسلحة إلى أيدى الجماعات الأصولية والى بعض القرى والمناطق الشيعية ورموز المعارضة داخل الأراضى السعودية؛ بهدف زعزعة الأمن والاستقرار وقلب الأنظمة وإحداث الفتنة والاقتتال المذهبى بين سكان البلد الواحد. وكل تلك الجرائم لا تحدث فى السعودية وحدها فحسب بل إلى داخل دولة الإمارات العربية و بشكل شبه يومى إلى داخل مملكة البحرين وغيرها من البلدان العربية والإسلامية وهو ما يعنى أننا نعيش فى زمن أبرهة. وللأسف فان إيران وبرغم الضغوط والعقوبات الدولية عليها وبرغم معاداتها لجيرانها وبرغم عزلتها الدولية وتنصيفها ضمن الدول الراعية للإرهاب لتعاملها مع التنظيمات الإرهابية مازلت مع وجود نظام الملالى ووجود الحرس الثورى وميلشياته بالمنطقة مصرة على تصدير ونشر أفكار ثورتها ومفاهيمها الدينية وعملياتها الإجرامية إلى دول المنطقة بدءًا مما يسمى بدول الهلال الشيعي، وبخبث ودهاء منها اتبعت إيران توجه جديد وهو إعلان الحرب بالوكالة مع دول المنطقة حتى لا تتورط مرة أخرى فى حرب مباشرة مع البلدان الخليجية والعربية تجنبنا لخسائرها وهزائمها المدوية خلال حربها الفاشلة مع العراق بزعامة الرئيس الراحل صدام حسين خلال ثمانينيات القرن الماضى، وأيضًا لتجنب انتقاد المجتمع الدولى لها واتهامها بالإرهاب والشيطنة والتدخل فى شئون الدول، ولهذا فقد نجحت إيران فى شن حروبها بالوكالة فى منطقتنا العربية وذلك من خلال إعدادها الطويل لجماعتها وميليشياتها المسلحة فى البلدان التى سبق ذكرها وذلك من خلال اعتماد تلك الميليشيات على الأقليات الشيعية فى تلك البلدان خلال أربعة عقود مضت، ومن تلك الميليشيات الخطرة التى أعدتها إيران لتقوم بدور أبرهة فى الخليج والمنطقة كانت ميليشيا الحوثى باليمن التى تعتبر ضمن رؤؤس أبرهة الخطرة بالمنطقة.