وقع محافظ الإسكندرية عبدالعزيز قنصوة، وعمدة مدينة كاتانيا بجزيرة صقلية الإيطالية سالفو بوليزي، على اتفاقية تآخ بين المحافظة والمدينة الإيطالية. وذكر بيان صحفي، صدر اليوم /السبت/ عن محافظة الإسكندرية، أن توقيع الاتفاقية تم بحضور سفير مصر لدى إيطاليا السفير هشام بدر، ورئيس مقاطعة صقلية نيلو موزيميتشي، ولفيف من نخبة المجتمع الإيطالي على رأسهم اوجينيو بنيديتي رئيس مؤسسة "بنيديتي" الثقافية. وتأتي هذه الاتفاقية في إطار رؤية مصرية شاملة تهدف لتوسيع نطاق التعاون المصري الإيطالي ليشمل مزيداً من المجالات الحيوية، خاصة في ضوء ما تتمتع به جزيرة صقلية من موقع متميز بالبحر المتوسط. وتضم الاتفاقية أطر تعاون تنفيذية في المجالات الاقتصادية والتجارية فضلا عن إيلائها أهمية خاصة لقطاع النقل البحري والموانئ، كما تتضمن أيضاً الاتفاق على الشروع في إعادة تدشين الخط الجوي الذي كان يربط المدينتين؛ بما يسهم في استعادة معدلات السياحة الإيطالية لمستوياتها المعهودة. وأشار الدكتور عبدالعزيز قنصوة إلى أن الاتفاقية التي تربط مدينة الإسكندرية مع كتانيا تأتي في سياق توجه المحافظة نحو استعادة تراثها الحضاري العريق الذي شكلت فيه الحضارة الرومانية مكوناً رئيسياً به، موضحاً أن حجم الترابط الحضاري والمعماري والمجتمعي بين المدينتين يعكس مدى تجذر العلاقات التاريخية بين مصر وإيطاليا. وأعرب قنصوة عن تطلعه لأن تسهم الاتفاقية في استثمار عناصر التكامل التي تجمع الجانبين بما يتيح تعظيم الاستفادة من التحول الاقتصادي الذي تشهده مصر والمشروعات القومية التي يتم تنفيذها في كافة المحافظات المصرية، بما فيها الإسكندرية في الفترة الوجيزة الماضية. وأشار إلى بعض الفرص الجاذبة في مدينة الإسكندرية منها الاستثمار في المشروعات البتروكيماوية، مشيراً إلى أهمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة والتي تعد من أهم ركائز الاستثمار في المدينة. وفي مجال التعليم، أشار قنصوة إلى أن الإسكندرية لديها جامعات تعد من بين الأفضل على مستوى العالم، وبذلك يمكن إعداد برامج تبادل علمي وطلابي بين مدينة الإسكندرية وكاتانيا خلال الفترة المقبلة.مضيفا :إننا في صدد تفعيل "كروز كلوب" بين موانئ البحر المتوسط منها قبرص ولارناكا ومارسيليا، وكذلك يمكن أن تضم مدينة كاتانيا بهدف تنشيط السياحة وزيادة أعداد السائحين. وخلال مراسم التوقيع، قال رئيس مقاطعة صقلية نيلو موزيميتشي إن الاتفاقية تعد بمثابة انطلاقة جديدة للعلاقات التاريخية التي جمعت البلدين وبشكل خاص الإسكندرية وصقلية، مؤكدا حرصهم أن تدعم الاتفاقية بمشروعات تنفيذية من شأنها أن تضفي زخماً للعلاقات بين البلدين. كما أعرب عمدة مدينة كاتانيا سالفو بوليزي عن تقديره البالغ لأهمية تلك الاتفاقية، مشيراً إلى أن كاتانيا والإسكندرية تجمعهما عناصر تكاملية وفرص مواتية متعددة لتبادل الاستفادة بين المدينتين وتحقيق النفع المشترك بما يسهم جليا في جهود تنمية واستقرار منطقة المتوسط. من جانبه، أكد السفير هشام بدر سفير مصر لدى روما أن توقيع الاتفاقية يمثل نقلة نوعية في العلاقات الثنائية، مشيراً إلى أنها تعد الإطار التعاوني الأول من نوعه مع إحدى مدن جزيرة صقلية الكبرى، لافتاً إلى أن السفارة المصرية حرصت على أن تتسم الاتفاقية بطابع تنفيذي. وأشار السفير المصري إلى الجهود الجارية لتنفيذ عدد من المبادرات ارتباطاً بالاتفاقية، منها إعادة إحياء المدينة الأثرية الغارقة بالسواحل البحرية المشاطئة لمكتبة الإسكندرية، فضلاً عن التحضيرات الجارية لاستقبال وفد كبير من رجال الأعمال الإيطاليين من جزيرة صقلية وهو الأمر الذي يمكن أن يوفر فرص اقتصادية متعددة تعود بالنفع على الجانبين.
