أكد المشاركون في المؤتمر الدولي العشرون لقادة مؤسسات التعليم العالي الذي تنظمه جامعة الأزهر اليوم /الثلاثاء/ أن العلاقة بين تطوير التعليم وازدهار الاقتصاد علاقة طردية، وأن تطوير كافة مراحل التعليم يسهم في دعم الاقتصاد الوطني للدولة. وقال نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عمرو عدلي -في كلمته خلال المؤتمر- إن تطوير التعليم العالي والبحث العلمي يعمل على جذب الطلاب الدوليين من شتى دول العالم، الأمر الذي سينعكس بالإيجاب على سياحة التعليم، وبالتالي تدفق العملة الأجنبية. وأضاف أن تطوير العملية التعليمية يعمل كذلك على تنمية المهارات، وهو ما يؤهل الدارس للحصول على الوظائف الدولية والأجنبية، ورفع تصنيف الجامعات، مما يؤدي إلى تسهيل الحصول على الدراسة في الخارج. وتابع عدلي أن مصر تعمل على ضمان الدعم الأفضل لاستراتيجية عام 2063، بالاستثمار في التعليم العالي، وتنمية مهارات الشباب، موضحًا أن هناك 54 جامعة مصرية من بين أفضل 450 جامعة على مستوى العالم، مشيرًا إلى ضرورة العمل على تعزيز القيمة المضافة، من خلال الاعتماد على المراكز البحثية والجامعات لتنمية المهارات وتفعيل المشاركة الإيجابية. ولفت إلى دور جامعة الأزهر في تنمية ونهضة مصر وإفريقيا، منوهًا بضرورة إعداد الدارسين لوظائف المستقبل التي تعتمد على التكنولوجيا المتطورة والذكاء الاصطناعي. وفي سياق متصل، دعا نائب رئيس جامعة اتحاد الجامعات الإفريقية ورئيس جامعة أمروا السابق بنيجيريا الدكتور إداورد أكو إلى بناء منظومة استراتيجية تعليمية متطورة تعتمد مفهوم الجودة والقدرة على تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، من خلال التعاون المشترك والتواصل بين الجامعات والمراكز البحثية الإفريقية ورواد الأعمال والجهات التنفيذية صاحبة في القارة الإفريقية. وأكد أكو أهمية تدريب الشباب على قبول الآخر، والسلام، والتنوع العرقي، وتقوية المفاهيم السلمية، والعمل على حل النزاعات والصراعات، وترسيخ ثقافة الحوار والإبداع والبحث، والتنافسية العالمية، وجعل تلك المفاهيم من ثوابت المناهج العلمية والتعليمية لكافة المشاركين والمستفيدين من العملية التعليمية بمختلف مراحلها وطلاب الجامعات والدراسات العليا. ومن جهته، أكد أستاذ الدراسات التربوية بجامعة بول ستيت مونيس إلينوس بالولايات المتحدةالأمريكية الدكتور ميشيل ننديمانو أهمية تضمين المناهج التعليمية لمفهوم الثقافات المتعددة والسلام من أجل التغلب على التحديات المحتملة، من خلال تعليم السلام الاجتماعي لإنهاء الصراعات عبر وضع تعريف للقيم المجتمعية. وقال ننديمانو إن تعزيز قيم التسامح وحقوق الإنسان، ونشر ثقافة التطوع لدى الشباب، وتحفيز الأعمال الخيرية، والحث على القيام بها، لا يقل أهمية عن قبول الآخر والتعايش معه، ومن ثم يجب تضمين المناهج التعليمية لهذه المبادئ حتى لا يحدث إقصاء للآخر، وتعزيز قيم الوطنية من أجل القضاء على العنف النفسي والديني وتحقيق المساواة الاجتماعية.