اليوم.. افتتاح 14 مسجداً جديداً بالمحافظات    شهداء ومصابين في قصف إسرائيلي على قطاع غزة    خالد جلال يتحدث عن رؤيته لمباراة الأهلي والزمالك.. ويتوقع تشكيل الفريقين    تعرف على جوائز مهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي    وزير خارجية الأردن: إسرائيل أطلقت حملة لاغتيال وكالة «أونروا» سياسيًا    «صباغ» يبحث في نيويورك مع عدد من نظرائه التعاون الثنائي والتصعيد الإسرائيلي بالمنطقة    صندوق النقد الدولي يوافق على تسهيل ائتماني لليبيريا ب 210 ملايين دولار أمريكي    الكشف تشكيل الزمالك ضد الأهلي في السوبر الافريقي    سيد عبدالحفيظ عن مباراة السوبر: نسبة فوز الزمالك لا تتعدى 1%.. والأهلي طول عمره جامد    مصرع وإصابة 3 من عائلة واحدة سقطت بهم سيارة ملاكي في ترعة بالشرقية    "حقوق الإنسان": اقترحنا عدم وجود حبس في جرائم النشر وحرية التعبير    تكريم النجم احمد السقا في مهرجان الإسكندرية المسرحي    لمدة 10 أيام.. طالبة تروي تفاصيل احتجازها بالمدرسة بسبب حضورها حفلة خارجية    فلسطين.. شهيد وإصابات جراء قصف الجيش الاسرائيلي خيام النازحين في مستشفى شهداء الأقصى    وزير الداخلية اللبناني: 70 ألف و100 نازح في مراكز الإيواء الرسمية    وزير التعليم: الموجودون في مصر يدرسون منهجنا ولا مجال للكيانات الأخرى    الهلال الأحمر العراقي: نصب مستشفيات ميدانية على الحدود لعلاج المصابين اللبنانيين    تسكين طلاب جامعة الأقصر بالمدن الجامعية    خالد الجندي: لهذه الأسباب حجب الله أسرار القرآن    نقيب الفلاحين: كيلو الطماطم يكلفنا 5 جنيهات.. وآخر سعر سمعته 200 جنيه    استقرار أسعار جي إيه سي 4 الجديدة ومواصفاتها في السوق المصرية    غلق كلي للطريق الدائري القادم من المنيب اتجاه وصلة المريوطية لمدة 30 يوما.. اليوم    مصدر: الأمن يفحص فيديوهات تحرش أطباء بالمرضى| خاص    محافظ المنيا يوجه بتحسين الخدمات والمرافق في سمالوط تسهيلًا على الطلاب    الكتكوت ب 45 جنيهًا.. ارتفاع جنوني في أسعار الفراخ والبيض ما القصة؟    برج الحوت.. حظك اليوم الجمعة 27 سبتمبر 2024: أنت محظوظ في الحب    حسام حسن: من الصعب توقع مباراة القمة.. وصفقات الأهلي والزمالك قوية    صحة المنوفية: تكثف العمل بجراحات المفاصل الصناعية بمستشفى شبين الكوم    مصطفى بكري: قادة المقاومة يتم اغتيالهم في اجتماعاتهم السرية    إنفراجة في أزمة الأدوية وضخ كميات كبيرة الفترة المقبلة    «مين سأل عني؟».. أرملة عاطف بشاي تكشف اللحظات الأخير من حياته (فيديو)    تعادل مثير بين فرانكفورت وفيكتوريا بلزن بمشاركة عمر مرموش    سر رفض عاطف بشاي ورش الكتابة في الأعمال الفنية.. أرملته تكشف (فيديو)    توتنهام يفوز بثلاثية على كاراباج في الدوري الأوروبي    طقس اليوم.. حار نهاراً على أغلب الأنحاء والعظمى في القاهرة 33 درجة    سعر الأرز والسكر والسلع الأساسية بالأسواق اليوم الجمعة 27 سبتمبر 2024    مواعيد إجراء الكشف الطبي لطلاب وطالبات المدن الجامعية بجامعة جنوب الوادي    كأنهم في سجن: "شوفولهم حلاق يحلقلهم زيرو".. شاهد كيف تعامل محافظ الدقهلية مع طلاب مدرسة    بعد سحب ضابط مطاوي على الأهالي .. داخلية السيسي تضرب الوراق بالقنابل والخرطوش والقناصة!    أسعار الذهب اليوم في السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الجمعة 27 سبتمبر 2024    مصرع 4 أشخاص من أسرة واحدة في حادث تصادم بطريق الأوتوستراد (صورة)    توضيح من معهد تيودور بلهارس للأبحاث بشأن وحود مصابين بالكوليرا داخله    عالمة فلك تكشف توقعاتها لنتيجة السوبر الإفريقي بين الأهلي والزمالك (فيديو)    الأنبا مرقس يترأس الاحتفال بعيد الصليب والقديس منصور بالقوصية    وزير الصحة اللبناني: أكثر من 40 عاملا في مجال الرعاية الصحية استشهدوا في العدوان الإسرائيلي    القطار الكهربائي السريع في مصر.. كيف سيساهم مشروع سيمنس في تعزيز قطاع النقل والبنية التحتية؟(التفاصيل)    استشهاد النقيب محمود جمال ومصرع عنصر إجرامي في تبادل إطلاق النيران بأسوان    د.حماد عبدالله يكتب: أنا وانت ظلمنا الحب    رئيس جامعة الأزهر الأسبق: الكون كله احتفل بميلاد نبينا محمد وأشرقت الأرض بقدومه    أياكس يتغلب على بشكتاش برباعية نظيفة في الدوري الأوروبي    أنغام تستعد لحفلها الغنائي ضمن حفلات "ليالي مصر" في المتحف المصري الكبير    آثار الحكيم حققت النجومية بأقل مجهود    بعد مشادة كلامية مع شقيقها.. فتاة تقفز من الطابق الخامس في الهرم    أفضل الطرق لمنع فقدان العضلات مع تقدم العمر.. نصائح للحفاظ على قوتك وصحتك    أحمد الطلحي: الصلاة على النبي تجلب العافية للأبدان (فيديو)    لمحة عن مسلسل «مطعم الحبايب» بطولة أحمد مالك وهدى المفتي (فيديو)    أحمد الطلحي: سيدنا النبي له 10 خصال ليست مثل البشر (فيديو)    أول تعليق من «الأزهر» على تلاوة القرآن الكريم مصحوبًا بالموسيقى: «جريمة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



40 مليار جنيه ثمن قتل المصريين
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 20 - 12 - 2012

ماذا لو اقتحم المتظاهرون، الجمعة الماضية مسجد القائد ابراهيم بالإسكندرية وقتلوا الشيخ المحلاوي، بعد أن حاصروه لمدة14ساعة؟! وماذا لو دهس القطار عظام وجمجمة نائب الاخوان صبحي صالح، بعدما تمكن المعتدون عليه قبلها من وضع نائب الإخوان بالإسكندرية علي القضبان الحديدية؟!، وماذا لو نجحت المجموعات التي اختطفت المرشد محمد بديع اثناء حرق المقر العام للإخوان بالمقطم، وقامت بحرقه وقتله؟! وماذا ايضا لو استجاب متظاهرو قصر الاتحادية لنداء عمر عفيفي، من امريكا واقتحموا القصر وقتلوا الرئيس واعلنوا تشكيل مجلس رئاسي مدني؟! وبالمقابل ماذا لو قتل أبوالعز الحريري في الاعتداء عليه؟! وماذا لو اقتحم محاصرو الدستورية المحكمة وقتلوا قضاتها واقتحم أنصار أبوإسماعيل مدينة الإنتاج الإعلامي وقتلوا إعلامييها؟!، بالتأكيد لن تكون هناك سوي إجابة واحدة وهي احتراق مصر وتدميرها وبدء عمليات قتل من شارع إلي شارع ومن منزل إلي منزل، ويكفي فقط ان يشير طفل او صبي او مرشد جاهل إليك بأنك ليبرالي كافر أو إخواني فاجر أو يساري ملحد او سلفي متخلف، وفي كل الاحوال اذا كنت مصريًا فانت مقتول.
سؤال آخر
ما أعظم النتائج التي يمكن ان يحققها جهاز الموساد والجيش الاسرائيلي في مصر، هل هي الانتصار في حرب عسكرية، لقد كان انتصاره ساحقا في عام 1967وعاد هذا الشعب العنيد ليذيقه هزيمة قاسية بعد ست سنوات فقط في عام 1973 وهل هي الحرب الصحية عبر تدميره بالفيروسات والميكروبات المعلبة والمسرطنة وربما المدفوعة عبر الهواء، لقد فعل عبر توريد ملايين السرينجات المزودة بفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي وأصاب أكثر من 20 مليون مصري وسجلو اعلي نسبة إصابة بالمرض القاتل في العالم، كما نجح جهاز الموساد العام الماضي وعبر شركة جلعادساينس اليهودية الأمريكية، في شراء حق إنتاج دواء يقضي علي المرض تمامًا وكان مقررا أن يعرض بالأسواق العالمية العام الماضي، ولكن حتي هذا لا يكفي لأن المصريين يبحثون الآن في إنتاج دواء مصري وقد ينجحوا، وحتي ما هدد به وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدورليبرمان، بتدمير السد العالي وإبادة اكثر من 90% من الشعب خلال ست ساعات، ولكن هذا بدوره يمكنه أن يؤدي لتدمير إسرائيل باستخدام الجيش المصري لقنابل نووية وكيماوية وبيولوجية، كما أن جميع هذه الخيارات الإسرائيلية يمكنها أن تثير غضب أحرار العالم وتؤدي إلي موجات من العنف ضد اليهود في كل أنحاء العلم، خاصة أن لمصر مكانة عربية وإسلامية مهمة.
الخيار النظيف
الخيار الأعظم والنظيف الذي لا يسبب لإسرائيل وأمريكا أي حرج، هو أن يقتل هذا الشعب نفسه بنفسه وأن يصحوا وينام ال 90 مليونًا علي حقد وكراهية، تجعلهم كالوحوش المفترسة في مواجهة أنفسهم وأن يمهدوا كل التربة للجاسوسية والعمالة لأن كل طرف يريد القضاء علي الطرف الآخرحتي لو كان بالاستعانة بعناصر الموساد، والوسيلة هي استحضار خطة الدعاية السوداء من أرشيف النازي أودلف هتلر، التي حشد بها الجنس الألماني الآري باعتباره الأكثر تحضرا والأنقي والأطهر الأعظم في مواجهة الأمم المتخلفة من أوربا والأكثر تعفنا من اليهود، ويتم الآن تنفيذ هذه الخطة بموارد قال عنها جهازي المخابرات والرقابة الإدارية إنها بلغت 40 مليار جنيه مصري، خلال عامين فقط.
استبدال الكراهية
وليس أعظم من يحب المصري ويثق في قاتله ويكره ويقتل أخاه، والغريب أن الاستجابة كانت بسرعة مذهلة وأصبحت المواقع والصحف والفضائيات المصرية تستد إلي تحليلات وتقارير ودراسات ضباط الموساد في وسائل الإعلام والمراكز البحثية الإسرائيلية، باعتبارها حقائق وأدلة وبراهين وفقد الإعلاميون أول مصدات دفاعاتهم الوطنية وهي الحصانة ضد كل ماهو اسرائيلي، وهذه اهم ثمارحرب الكراهية التي تشتعل في مصر الآن، الإسرائليون الذين يعتبرون القضاء علي مصرهدفًا دينيًا وعقائديًا ووجوديًا، أصبحوا أكثر قربا وصدقا عند فريق من المصريين في مواجهة الفريق الآخر، وهو بالضرورة يفتح بابا لإمكانية التعاون معهم في القضاء علي العدو المصري المشترك.
وبدلا من استنفار العقول وإطلاقها لمواجهة عدو قتلنا ويقتلنا كل ساعة، اسقطنا بايدينا خلال عامين فقط ما يساوي نتاج عشرات السنين مع العدو، المصريون إذن يحولون لغة الحوار إلي طلقات رصاص ويستبدلون قيمهم وأخلاقهم، بثقافة الكذب والشائعات ويزداد المشهد مأساوية بصورة ثابته للفضائيات ممنوع دخول الإخوان وبيان ومطالب الكترونية قاطعوا الإخوان لا تتحدثوا إليهم لا تشتروا ولا تتزوجوا منهم وكأنه حصار كفار قريش، وعمليات حرق مروع لمقرات الإخوان وحزبهم دون إدانة أو تحذير من المخاطر والنتيجة سقوط صبي من الإخوان ضحية حرق المقار أثناء قيام شقيقه من حزب الدستور بالهجوم علي المقر.
إنها حرب الكراهية التي نقلت وجهتها من عدو يتبرص علي الحدود إلي شقيق في البيت يحمل فكرة مغايرة.
طمس الصورة
كان المشهد أثناء الثورة يفوق الخيال، كان الحب هو الذي يجمع الشعب المصري في نضاله لإسقاط مبارك ورجاله، حيث كان الجميع علي قلب رجل واحد لا فرق بين مسلم أو مسيحي، يساري أو ليبرالي، الجميع يعشق تراب مصر، يتقاسمون الخبز والماء ويتعانقون كلما لاحت في الأفق بوادر النصر وكان قداس الأقباط في ميدان التحرير يعانق صلوات المسلمين، وانبهر أوباما بمشهد الأقباط وهم يصبون الماء علي أيدي المسلمين للوضوء وبخشوع المسلمين وهم يشاركون الأقباط ترانيمهم الكنائسية، زعماء العالم صرحوا بأن المصريين يعلمون العالم معني الثورة.
وفي المشهد الثاني المصريون يتحدثون عن مشروع فاروق الباز ممر التنمية الذي ينقذهم من كابوس الازدحام والتقاتل والتوتر إلي رحابة الإبداع والنهوض وزراعة ملايين الأفدنة، ويناقشون مدينة زويل التكنولوجية والعودة لتفجير الطاقات لعودة وطن علم الدنيا الطب والعلوم، إضافة إلي الحديث عن زراعة الملايين من أراضي السودان بالقمح وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الخبز، والأهم أن الثورة تنجح في رفع الغطاء عن كنوز مصر، العباقرة الذين توافدوا بحماس الثوار وعظمة الفراعنة يقدمون آلاف الاختراعات والأفكار التي تضع مصر علي قمة النهضة في سنوات قليلة وترسم ملامح دولة كبري.
وهكذا بدت الصورة أمام صناع القرار في العالم، شعب يبعث من جديد وفي يديه أسرار التقدم والعلوم وسلاحه الحب والتفاني في عشق تراب الوطن، والخطوات سريعة نحو إعادة بناء مصر رمسيس ومحمد علي ومصر عبد الناصر، بناء مصر التي يحلم بها كل مصري عندما يردد مصر أم الدنيا وعندما ينشد لها بلادي بلادي لك حبي وفؤادي.
وكان المشهد الآخر في أجهزة الاستخبارات الأمريكية والغربية وأفراد العصابة الصهيونية، كان الفزع والحزن لأن مصر القوية قادمة والخطر يهدد إسرائيل التي يردد كل رئيس أمريكي أنه يلتزم بحماية أمنها وتفوقها علي جميع العرب، وخير جند لله لن يكونوا حماة لدولة العصابة، والقدس لن تكون عاصمة لإسرائيل وأموال النفط يمكنها أن تسحب من البنوك الغربية كي تستثمر في بلاد النهضة الجديدة والأخطر ان تلك النهضة تصنعها وحدة أسطورية بين شعب الفراعنة الذي يقدم شبابه أرواحهم وهم يبتسمون فداء لأحلامهم بوطن عظيم.
لم تحزن إسرائيل في تاريخها مثلما حزنت لمشاهد التحريرو لم يرعبها أكثر مما رأت العرب وهم يهتفون في بلادهم للثوار ولم يشاهد قادتها كابوسًا أفزعهم مثل هتاف الجيش والشعب إيد واحدة.
ولكن إذا كان المصريون قد تسلحوا بالحب والوحدة لإنجاح ثورتهم وإذا كانت تلك هي الوصفة السحرية القاطرة تقدمهم، فإن الكراهية هي أقصرالطرق لضرب هذا الكابوس المرعب الذي يثبت أقدامه الثقيلة فوق قلب إسرائيل.
أسرار المصريين
كانت التقارير الإسرائيلية والأمريكية والأوربية تفتش في عقول وقلوب وأسرار المصريين طوال عهد مبارك، كانت منظمات الدعم تعلم عدد القبائل وخلافاتها في صعيد مصر وعدد الكنائس والمسيحيين وأعمالهم ووظائفهم ومظالمهم، وتعرف أسماء المتطرفين إسلاميًا وقبطيًا يساريًا وسلفيا وجميع المعلومات التي تشرح المجتمع المصري ومخاوفه وهواجسه.
وكان أعضاء من منظمات كير والعون والمعونة الأمريكية وغيرهم يوظفون عناصر من الموساد الإسرائيلي لدخول البيوت المصرية والأزقة والحارات يحصلون علي جميع المعلومات مقابل ألف جنيه للأسرة بوصفه قرضًا لتربية الدواجن، إذن جاء وقت إخراج الملفات واستخدامها بطرق مباشرة وغير مباشرة لصناعة الكراهية وتدمير الثورة قبل فوات الأوان.
وبدأت الصحف الأمريكية تحذر من الربيع الإسلامي الذي يهدد وجود الأقباط والمرأة والحريات الدينية والأقليات وبدو سيناء والبنوك والاستثمارات والفنون والمسرح والسينما وتحرك إعلام مبارك الذي يخشي صعود الإسلاميين، ينفذ سيناريو إرهاب المصريين من خلال التركيز علي العناصرالأكثر تطرفا وفوجئ المصريون بسيل من تصريحات عناصر محددة، حتي ظن الناس أن قنوات التليفزيون قد أفلست ولم تعد تري سوي هؤلاء وفي المقابل انطلقت تصريحات مضادة علي القنوات ذاتها لمتطرفين أقباط وقدموا صورة أخري حتي ظن الناس انهم خدعوا في الأقباط وان الفضائيات قد كشفت الصورة الحقيقية لهم، ولأن رجل الأعمال نجيب ساويرس، هو الأكثر شهرة بين الأقباط علي الإطلاق لما يملكه من أموال وأدوات تأثير من فضائيات وشركات اتصالات وصحف، فقد لعب الرجل دورا رئيسًا في تأسيس صناعة الكراهية بين أفراد الشعب المصري وبدأ خطوات مذهلة لم يتوقعها أحد، أولها محاولة القضاء علي حزب الوفد باعتباره أعرق حزب ليبرالي في البلاد، قدم المال وأغري القيادات وقسم الحزب قبل الانتخابات البرلمانية السابقة ونجح في إجبار الوفد علي الخروج من التحالف الديمقراطي الذي كان يضم 65حزبا، كانت تتحرك بروح الثورة من توافق واتفاق حول الأهداف الكبري ولكن الرجل بأمواله وإعلامه فتت الوفد والتحالف ونثر أول بذور الكراهية علي المشهد السياسي، فخرجت قيادات من الوفد تخون قيادات من الوفد وقيادات من التحالف لتخون قيادات من التحالف، واستمرالرجل في لعب دور مرعب في تنفيذ سيناريو الكراهية بنشر رسومه التي تسخر من المحجبات والملتحين وبهجومه علي كل ما هو إسلامي وبالطبع كان ضمن مهام الرجل تخريب العلاقة بين الثورة ودول الجوار فزعم دون دليل أن السعودية وقطر والإمارات قدمت أمولا للإخوان والسلفيين وفشل في تقديم أي دليل ولكن ضربته القاسية والتي قسمت المجتمع كانت في انتخابات مجلس الشعب، عندما أصر الرجل علي إدخال الكنيسة ورجال الدين الأقباط بوصفهم أطرافًا في الدعوة لتحالفه لان به مرشحين أقباطا، فخرج الأقباط خلفه في المرحلة الأولي قبل كشف مصيبته التي أصاب بها المجتمع وعندماحاول التحالف تقديم نموذج لقائمة وطنية من مسلمين وأقباط في دائرة شبرا، أصر الرجل علي تدمير التجربة علي وجه التحديد وشاهدنا كيف تم الاستيلاءعلي صناديق الاقتراع والاعتداءعلي القضاة، ثم كانت قنواته تزرع الفتنة والكراهية كل ثانية كي يتوقف المصريون عن الحب الذي يدمي قلب إسرائيل، وبالتوازي مع ساويرس، كان هناك حمقي من المتطرفين الإسلاميين، يزرعون كراهية أخري لضرب مشاهد التحرير فبدلا من مشهد يد القبطي التي تصب الماء للملتحي كي يتوضأ، استبدل هؤلاء الجناة المجهولون حتي الآن المشهد بأيدٍ تهدم الكنائس في الجيزة وأسوان وتقطع الاذن في قنا، وهذه الافعال كانت لاستبدال الصورة الذهنية التي ترسخت في أذهان العالم عن ثورة المصريين الفريدة وضمن سياسة صناعة الكراهية التي تم إقرارها في مراكز الاستخبارات ونفذت بأيدٍ إسلامية وقبطية، ضرب الوحدة بين عنصري الأمة إذن قد تحققت، وبدلا من ميدان التحرير يرسم صورة واحدة للجميع أصبح للثورة ميادين، في التحرير والاتحادية وجامعة القاهرة ورابعة العدوية وماسبيرو للأقباط وبدلا من مبادئ ومطالب وزعامات واحدة، أصبح لكل فريق ثقافته وهواجسه من الآخر.
الكل يعاني
ولأن صناعة الكراهية هي ثقافة وإذا ما انطلقت لا تعرف حدودا او فواصل فقد نجح رجال الاستخبارات الصهاينة والأمريكان في تسريبها إلي مفاصل جميع القوي السياسية، فكما انقسم الوفد وخسرت مصر حزبا ليبراليا عريقا، خسر الإخوان بتمرد شبابهم وتشكيلهم حزب التيار المصري الذي تفرغت عناصره لمهاجمة الجماعة وهم يغترفون من ثقافة الكراهية التي تقدم الآخر عدوًا وتقدم السياسة والثورة فرصة ومغنمًا وليس فكرة ومعني وانقسم التجمع وتمت إهانة رئيسه رفعت السعيد الذي كان رمزا للحزب وتفتتت الأحزاب اليسارية لستة أحزاب وانقسم غد الثورة وحزب الجبهة وانقسم السلفيون وفشلت كل التحالفات وحتي جبهة الإنقاذ لحقها الانقسام.
روح الثورة
ولأن صناعة الكراهية تستهدف ضرب أي مكسب للثورة وتقوم علي تشويه كل من يقترب او يحاول إعادة روح الثورة، فلم يكن غريبًا ان يتفتت شباب الثورة إلي أكثر من مائة ائتلاف، ولم يكن غريبًا أن يخون الثوار بعضهم بعضا كما فعل الشيوعيون في اتحاد شباب الثورة عندما اعتبروا كل عضو غير شيوعي أو لا يتفق معهم في الاتحاد خائنا وعميلا وشاهدنا البيانات والبيانات المضادة بين الأطراف المتصارعة حيث اعتبر كل من يرفض العنف ضد الداخلية متخاذلا وكل من يرفض إهانة المشير عميلا وامتدت صناعة الكراهية لتشمل حركة الإخوان المسلمين، فقط لأنها شاركت في العملية الانتخابية وحصدت أغلبية، وتوالت المشاهد لتنتج صناعة الكراهية انقساما مذهلا ومرعبا بين التيار الإسلامي صاحب الأغلبية والتيارات الأخري التي شاركت في الثورة.
ثقافة العنف
والصناعة العلمية والممنهجة للكراهية تعتمد العنف وسيلة تجلت أعظم صورها في استغلال أطفال وشباب الشوارع وشباب الألتراس وتلقينهم جملا صغيرة مثل تحالف الإخوان والعسكر وسرقة الثورة واعتبارهم أعداء يجب التخلص منهم ومن أدواتهم في الأمن والجيش والبرلمان، وتم فتح مخيمات الاشتراكيين الثوريين لأطفال الشوارع ورعايتهم وشحنهم بكراهية الأطراف الثلاثة الجيش والأمن والإخوان، حتي اعتقد هؤلاء الشباب والصبية أنهم في حرب مقدسة لتحرير مصر والوصول للسلطة بعد التخلص من الثلاثي الذي تفرغ قادة الحركات الثورية لإشاعة الكراهية ضدهم.
واعتمدت ثقافة الكراهية علي تعميق فكرة الكرامة والثأر عند الصبية والشباب، مستغلين في ذلك أخطاء الأجهزة الأمنية التي لا تتعلم من أخطائها، فكلما وقع عنف ولو بسيطا من رجل أمن، تم حشد الشباب للثأر واسترداد الكرامة عبرشحنات الكراهية التي لا تترك فرصة للمراجعة.
ولان ثقافة الكراهية تقوم عليها أجهزة عالية التدريب فإنها لن تتوقف عند حدود فهي تأتي عبر الفضائيات ومن خلال تصريحات نجوم الفضائيات الذين احترفوا الهجوم علي خصومهم السياسيين كما أدمنوا لعبة المزايدة علي كل شيء واذا فشلوا في تقديم الأدلة والاسانيد لجئوا للحكم بالنيات فإذا أعلن خصومهم إيمانهم بالديمقراطية فان هذا للاستهلاك لأنهم ينتوون الانقلاب عليها بعد وصولهم للحكم، وإذا طالبوا بالاستناد إلي صناديق الاقتراع فإن الثورة سرقت.
وعلي الرغم من الوعي الفطري لدي الشعب المصري، فإن صناع الكراهية نجحوا في خداعهم وإدخالهم في دوامة الكراهية والتشكيك، وتوقفوا تماما عن مناقشة مشاريعهم الكبري واختفي من الفضائيات عباقرة مصر الذين صنعوا طائرة بدون طيار في أقل من ستة أشهر لتحتل المشهد الذين يعملون لصالح إعدام روح الثورة بوعي أو دون وعي.
ويبقي انه في مواجهة العدد القليل من النخبة الذين أنتجوا ومارسوا صناعة الكراهية والتي وضعت البلاد علي حافة الهاوية، ليس امامنا الا إعادة ثقافة الحب وقبول الاخر وصياغة عقد اجتماعي يتضمن العفو عن كل من ارتكب جرائم في زمن مبارك مقابل رد اموال الشعب وابتعاده عن المشهد السياسي لعشرسنوات وعقد مصالحات وطنية تتضمن اعترافا وتسامحا وتوجيه كل البرامج الفضائية للحديث عن كيفية تنفيذ مشروعاتنا الكبري وانقاذ البلاد من الانهيار، مع توقفها عن استضافة السياسيين وترك المجال للخبراء ورجال العلم، وكل ذلك من خلال نخبة تتجرد من ثوبها الايديولوجي وترتدي قفاز انقاذ البلاد، خاصة أن من يشعلون الحرب يحصلون علي ملايين الجنيهات ويوعدون بالسفر بطائرات خاصة عند انفجار مصر، اما النخبة الوطنية التي تستمتع بالعيش بين فقراء هذا الوطن فعليها ان تتقدم قبل ان تحترق وتحرقنا جميعا معها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.