اهتمت عدة صحف عالمية بالتعليق علي الأجواء الموتترة في مصر في ظل عملية الاستفتاء علي الدستور المثير للجدل، وعلقت علي الأجواء العامة للاستفتاء ومشروع الدستور الجديد ،ورصدت جهود المعسكرين المؤيد والمعارض التي تباشر عملها لاستهداف واستمالة أكبر عدد من الناخبين المحتملين. فقد حذرت عدد من الصحف البريطانية والأمريكية من أن تمرير مشروع الدستور المصري الجديد سيعمق الانقسامات ويزيد من حدة التوترات التي لن تكون سياسية فقط بل ستذهب في اتجاه طائفي مع تزايد كراهية المسيحيين وعدم ثقتهم في الرئيس مرسي والإخوان المسلمين. و نشرت جريدة الأوبزرفر البريطانية في عددها الصادرالأحد موضوعا عن التصويت علي الدستور المصري تحت عنوان "تزايد التوتر بالتزامن مع التصويت علي الدستور الجديد في مصر". وكتبت الجريدة "اصطف المصريون في طوابير طويلة بالآلاف للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء علي الدستور الجديد والذي وضع الحكومة وأنصارها من الإسلاميين ضد المعارضين الليبراليين والعلمانيين في جدل شديد حول طريقة إدارة البلاد التي تعد أكبر دول الربيع العربي. واضافت الجريدة "قوات من الجيش والشرطة اشتركت في تامين اللجان الانتخابية في 10 محافظات تضم نحو 25 مليون صوت مقيدا في جداول الناخبين، بينما ينتظر أن يشارك الناخبون في 17 محافظة أخري في الاستفتاء السبت المقبل. الجارديان ومن جانبها قالت صحيفة "الجارديان" إن ملايين المصريين اصطفوا في طوابير طويلة للادلاء باصواتهم في الاستفتاء علي الدستور الجديد والذي وضع الحكومة وانصارها من الاسلاميين ضد المعارضين الليبراليين والعالمانيين في جدل شديد حول طريقة ادارة البلاد التي تعد اكبر دول الربيع العربي. وأضافت إن الرئيس مرسي ادلي بصوته في احدي لجان القاهرة بينما اصطف مئات الالاف في طوابير طويلة في انحاء العاصمة المصرية فيما قال مؤيدو الدستور أنهم سيصوتون ب"نعم" لان البلاد تحتاج للاستقرار بشكل عاجل، بينما قال معارضو الدستور انه تم تفصيله ليناسب جماعة الاخوان المسلمين". وحذر محمد البرادعي، منسق جبهة "الخلاص الوطني" علي تويتر:إن" إقرار مسودة الدستور ينتهك القيم العالمية والحريات وهو وسيلة مؤكدة لإضفاء الطابع المؤسسي لعدم الاستقرار والاضطراب"، مشيرة إلي أن تمرير الدستور يعني تزايد الانقسامات والتوترات بشكل مرعب خاصة مع دخول عنصر الطائفية إلي التوتر السياسي، مع عجز المسيحيين عن التعبير بحرية عن كراهيتهم وعدم ثقتهم في مرسي والإخوان. ونقلت الصحيفة عن مصطفي رضا أحد الذين صوتوا ب"لا" قوله:إن" الدستور ليس في مصلحة البلاد وليس جيدا لأولادي وأحفادي.. إن أسعار المواد الغذائية ارتفعت منذ الثورة، مشروع الإخوان فشل، مرسي أسوأ من مبارك". ويري محللون أن هناك حاجة ليكون نسبة التصويت 60٪ ليكون الاستفتاء ذو مصداقية، وقال أحد المصريين الذين شاركوا في الاستفتاء: إن" مصر تشهد انقسامات خطيرة جدا، هذه واحدة من أسوأ اللحظات التي رأيناه منذ الثورة، لكنه سيكون الأمر أسوأ إذا مر الدستور ". وول ستريت جورنال وأشارت الصحيفة الأمريكية إلي أن الاستفتاء جري وسط حالة من عدم اليقين والعنف المتزايد علي خلفية الاعتراض علي مسودة الدستور، والإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي، مشيرة إلي استمرار المظاهرات المعارضة للاستفتاء، ووقوع اشتباكات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس في محافظة الإسكندرية. واكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أكدت في تقريرها عن الاستفتاء علي الدستور الجديد، أن المصريين اتخذوا خطواتهم تجاه الصناديق الانتخابية وسط حالة من عدم اليقين واليأس من الوضع الحالي. أما مجلة 'نيوزويك' الأمريكية، فكتبت تقريرا عن الحملة الساخرة التي اجتاحت مدنا مصرية هددت بالانفصال عن البلاد، في ظل الأزمة السياسية حول الدستور الذي يهدد بتقسيم البلاد. ففي خضم تلك الأزمة، توحد عديد من المدن المصرية الكبري مرة أخري من خلال إثارة تلك الحملة ولو كانت بشكل تهكمي. وقالت المجلة إنه بينما أصبح مرسي واجهة حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين، فقد بات تراجع نفوذه داخل الجماعة أكثر وضوحا. واختتمت المجلة تقريرها بذكر المظاهرات المتواصلة من الجانبين، القوي المدنية والعلمانية المحتجة علي الدستور من جانب والإخوان المسلمين من جانب آخر، في مشهد يجزم فيه الإخوان بمرور الدستور وفي المقابل هناك جهود من المعارضة لمنع ذلك والتي تضر بالبلاد فحسب.