عاد الهدوء الي منطقتي باب التبانة وجبل محسن في مدينة طرابلس شمال لبنان بعد أن انتشر الجيش اللبناني. في غضون ذلك دعا الرئيس ميشيل سليمان إلي دعم الجيش في خطته لبسط الأمن. جاء ذلك بعد أن انتشر الجيش اللبناني في شوارع طرابلس الاثنين وذلك بعد يوم من مقتل ثلاثة أشخاص علي الأقل خلال اشتباكات بالأسلحة الآلية والقذائف الصاروخية بالمدينة التي باتت مسرحا لمؤيدي النظام السوري ومعارضيه. وأزال الجيش السواتر والمتاريس عند الخط الفاصل في شارع سوريا بين جبل محسن وباب التبانة بعد أن أعاد نشر قواته وتعزيزها بالمنطقة. وعزز الجيش قواته بمنطقة باب التبانة تنفيذا لخطة أمنية أقرها أمس المجلس الأعلي للدفاع كما وحدات من أفواج النخبة للمشاركة بهذه العملية. وتتفاوت إحصاءات القتلي وفق مصادر محلية خلال أسبوع بين 14 و17 قتيلا، كما ترفع بعض المصادر عدد الجرحي إلي أكثر من 150، وذلك خلال اشتباكات تجددت بطرابلس بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن منذ مقتل شبان لبنانيين الأسبوع الماضي علي يد قوات النظام السوري. وكانت مدن المنية والضنية وحي المنكوبين في طرابلس قد شيعت أمس جنازات ثلاثة شبان سلمتهم السلطات السورية، وقالت إنهم قتلوا مع لبنانيين آخرين في كمين نصب لهم قرب مدينة تلكلخ بحمص، وهي أول دفعة من مجموعة تتكون من 22 مسلحا لبنانيا وفلسطينيا فقدوا أثناء تسللهم للانضمام للثوار السوريين، ويعتقد أن بعضهم ما زال حيا. يأتي ذلك في وقت نفذت فيه هيئات المجتمع المدني في طرابلس اعتصاما احتجاجا علي أعمال العنف بالمدينة، وطالبت الدولة بحفظ الأمن وحسم المشكلة الأمنية بما يضمن عدم تكرراها. وكان مجلس الأعلي للدفاع الأعلي -الذي انعقد أمس برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان ومشاركة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزراء وقادة أمنيين- قد قرر إبقاء جلساته مفتوحة لمتابعة الوضع الأمني بطرابلس. وجاء في بيان صدر في ختام الاجتماع أنه تم بحث الوضع الأمني في البلاد عامة وفي طرابلس ومحيطها خاصة، وأضاف أن المجلس أعطي التوجيهات اللازمة للجيش وقام بتوزيع المهام علي الوزارات والإدارات والأجهزة المعنية، وأبقي علي مقرراته سرية وفقا لنص القانون.