دعا وزير الخارجية محمد عمرو وزراء خارجية الدول الإسلامية الذين بدأوا اجتماعاتهم الخميس في جيبوتي لإصدار بيان يوضح موقف الدول أعضاء منظمة التعاون الإسلامي من العدوان الإسرائيلي الغاشم علي قطاع غزة ويتضمن إدانة واضحة له ويعرب عن تضامننا التام مع أشقائنا في غزة. وقال محمد عمرو - في بيانه أمام الدورة التاسعة والثلاثين لمجلس وزراء خارجية الدول أعضاء منظمة التعاون الإسلامي التي بدأت الخميس في جيبوتي - إن أجندتنا اليوم مليئة بهموم وتحديات نعلمها جميعا وعلي رأسها القضية الفلسطينية ...قضيتنا المركزية وهدفنا الأسمي في هذا الصرح العريق والشرط الضروري لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط بل والعالم أجمع. وأضاف " أننا تابعنا علي مدار الساعات الماضية العدوان الإسرائيلي الغاشم علي قطاع غزة والذي سقط فيه العديد من الشهداء من أبناء الشعب الفلسطيني " مشيرا إلي أن مصر أدانت بقوة هذا العمل العدواني وطالبت اسرائيل بوقفه فورا وقامت باستدعاء السفير المصري من إسرائيل وتقدمت بطلب لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي وكذلك اجتماع عاجل لوزراء خارجية جامعة الدول العربية والذي تحدد له يوم السبت القادم. وقال "إننا نتقدم بالعزاء لأسر هؤلاء الشهداء ونحيي الشعب الفلسطيني البطل علي صموده أمام الاحتلال ونعلن تضامننا التام معه ووقوف مصر شعبا وحكومة إلي جانبه " . وشدد وزير الخارجية علي أن موقف مصر ثابت وواضح وأنها لا تقبل أي هجوم إسرائيلي علي أرض فلسطين أو الاعتداء علي أي فلسطيني مؤكدا وقوف مصر إلي جانب اخواننا في فلسطين وتدعم كفاح الشعب الفلسطيني لاستعادة أرضه المحتلة وإقامة دولته المستقلة علي حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وقال وزير الخارجية محمد عمرو إن فلسطين أرض عربية لها مكانة خاصة في قلب الأمة الإسلامية وتتعرض لأسوأ أنواع العنف والاغتصاب والاستيطان التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا ومحاولات مستمرة لتهويد القدس مضيفا أنه برغم كل الجهود، فما زالت هذه القضية عالقة ومعها قلوب كل المسلمين. وأشار عمرو إلي أن القضية الفلسطينية تمر بلحظة فارقة يوم 29 نوفمبر الجاري عندما تتوجه القيادة الفلسطينية إلي الأممالمتحدة للحصول علي صفة الدولة المراقب 'غير العضو' في الأممالمتحدة وهو مطلب فلسطيني عادل تسانده مصر ويوجه رسالة واضحة بأنه لم يعد ممكنا الاستمرار في تجاهل الوضع الفلسطيني بحيث تحول ما أصبح متعارفا علي تسميته بعملية السلام إلي مجرد عملية بلا مضمون من مفاوضات لا نهائية وترتيبات انتقالية لا تحقق السلام المنشود. ودعا وزير الخارجية جميع دول منظمة التعاون الإسلامي إلي تأييد ودعم المسعي الفلسطيني في الأممالمتحدة واستخدام العلاقات الدبلوماسية الطيبة التي تربطنا بمختلف القوي الإقليمية والدولية لتحقيق هذا المطلب الفلسطيني العادل. وأضاف عمرو " أن أمتنا الإسلامية تمر اليوم بمرحلة فاصلة تحتاج منا لتفعيل العمل المشترك وتطوير ما سبق إقراره بما يتناسب ويتفاعل مع الأطروحات الدولية الجديدة والقديمة علي حد سواء. وأشار وزير الخارجية إلي أن اجتماعنا هذا بجيبوتي يأتي لبحث وتدارس سبل تعزيز التضامن الإسلامي في ظل تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية تواجه أمتنا الإسلامية وتفرض علينا جميعا تعزيز تفاعلنا وتكاتفنا وتكامل جهودنا نحو مواجهة هذه التحديات وبلوغ الأهداف المنشودة ،قائلا " فمثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي" . وقال وزير الخارجية محمد عمرو ببيان الخميس إن أمتنا الإسلامية لا تعاني من نقص في الموارد أو الامكانات ، فهي تزخر بالموارد البشرية والثروات الطبيعية والتنوع الحضاري والثقافي والامتداد الجغرافي وخبرات ونظم سياسية متنوعة ولكن يتطلب الأمر توظيفها بالشكل الأمثل لتحقيق آمال وطموحات الشعوب الاسلامية، كما أن هذا التنوع هو من عوامل قوتنا و أكبر محفزات النجاح لتحقيق وحدة العمل والتكامل الاقتصادي الذي يعد الركيزة الأساسية لتحقيق أي تكامل منشود بين الدول الإسلامية . من ناحية أخري، أكد عمرو أن قلوب المسلمين بل والعالم أجمع تدمي من معاناة شعب سوريا الشقيق في سعيه للحصول علي حقوقه المشروعة في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية مشيرا إلي أن مصر قد أطلقت في قمة التضامن الإسلامي في رمضان الماضي بمكة المكرمة مبادرة بتشكيل لجنة من أربع دول للنظر في آلية وقف أعمال العنف وسفك الدماء والاستجابة لطموحات الشعب السوري وتحقيق انتقال محكوم للسلطة في سوريا. وأكد عمرو مجددا أن عضوية هذه اللجنة مفتوحة لأي طرف يمكن أن يساهم بأفكار ومبادرات تساعد علي التوصل لحل عاجل للمأساة الدائرة علي أرض سوريا في إطار عربي وإقليمي، يحافظ علي وحدة التراب السوري ويضم كل ة أطياف شعبها الأبي دون تفرقة علي أساس من العرق أو الدين أو الطائفة ويجنبها مخاطر السقوط في هاوية الحرب الأهلية الشاملة أو يعرضها لخطر التدخل العسكري الأجنبي وما يخلفه من آثار. كما أكد عمرو أن التطور الأخير بتشكيل ائتلاف المعارضة والثورة السورية يمثل تحركا إيجابيا نحو تكوين تجمع يشمل كل أطياف الشعب السوري بدون إقصاء أو تمييز. من جانب آخر، دعا عمرو الدول الأعضاء وإدارة الشئون الانسانية بمنظمة التعاون الإسلامي إلي تكثيف جهودها لتقديم أشكال الدعم ورفع المعاناة عن اللاجئين السوريين ، سواء منهم النازحون في الداخل أو المتواجدون في دول الجوار القريب والبعيد والتي لا يفوتنا أن نشيد بجهودها للتعامل مع الأعباء التي تضطلع بها نصرة ودعما لأشقائنا السوريين