ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن الصين تعمل حاليًا على مضاعفة جهودها لحماية اقتصادها المتباطئ نتيجة احتدام الحرب التجارية مع الولاياتالمتحدة، وتعزيز مزاعمها بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب له اليد العليا في هذا الصراع التجاري المتزايد. وأوضحت الصحيفة -في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني- أن التباطؤ في أداء الاقتصاد الصيني جاء بالتناقض مع تصاعد أداء الاقتصاد الأمريكي، الذي يفتخر بأن معدلات البطالة لديه تقترب من أدنى مستوياتها منذ نصف قرن. وأشارت إلى أن ترامب تجاهل في الأسابيع الأخيرة الدعوات الصينية لإجراء مفاوضات بشأن النزاع التجاري واصفا عروض بكين بأنها غير كافية، وقال إن الوقت ليس مناسبًا بعد للتعامل. وقالت: "إن التحركات الصينية لتعزيز النمو الاقتصادي ينظر إليها في البيت الأبيض على أنها دليل على أن النهج المتشدد لترامب سيؤتي ثماره إذا ما أبقت الإدارة عليه حتى يدرك المسئولون الصينيون تكلفة رفضهم لتغيير المسار". وأشارت إلى أن المسئولين الصينيين يتذمرون في ظل نهج واشنطن غير المرن حيث اشتبك وزير الخارجية وانج يي يوم أمس في بكين مع نظيره الأمريكي الزائر مايك بومبيو؛ متهمًا الولاياتالمتحدة ب "الاحتكاك التجاري المتصاعد باستمرار تجاه الصين". وتابعت الصحيفة أن التوترات الدبلوماسية بين الجانبين جاءت بعد عدة أشهر من احتدام النزاع الاقتصادي، وبالتحديد منذ شهر مايو حيث فرض ترامب مجموعتين كبيرتين من الرسوم الجمركية والتي أثرت على ما يقرب من نصف حجم البضائع الصينية التي تستوردها الولاياتالمتحدة كل عام، وردت الصين بفرض رسوم جمركية مشابهة على البضائع المستوردة من الولاياتالمتحدة، وهو ما أثر بشكل كبير على المزارعين الأمريكيين. وتعهد ترامب الشهر الماضي بفرض رسوم على جميع الواردات الصينية إذا رفضت بكين التخلي عن الممارسات التجارية، بما في ذلك شرط أن تقوم الشركات الأمريكية بتسليم الأسرار التجارية في مقابل الوصول إلى السوق الصينية، وسرقة الملكية الفكرية من الشركات الأمريكية.