يحيي العالم يوم 13 أكتوبر من كل عام اليوم الدولي للحد من الكوارث ، والذي بدأت دول العالم الاحتفال به عام 1989، بعد دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة لتحديد يوم لتعزيز ثقافة عالمية للتوعية بالمخاطر والحد من الكوارث. ويأتي الاحتفال هذا العام 2018 تحت شعار " الحد من الخسائر الاقتصادية للكوارث "، حيث يسلط الضوء علي كيفية قيام الناس والمجتمعات في جميع أنحاء العالم بتقليل تعرضهم للكوارث وزيادة الوعي بأهمية كبح المخاطر التي يواجهونها. وسوف يستمر موضوع 2018 كجزء من حملة "سينداي سيفين" ، التي تركز على الأهداف السبعة لإطار سينداي، وخاصة على الهدف "جيم" من إطار سينداي، مما يقلل من الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الكوارث فيما يتعلق بالناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2030. وتشير تقارير الأممالمتحدة إلي أن أكثر من 700 ألف شخص لقوا حتفهم، وأصيب أكثر من 1.4 مليون شخص ، وتشرد نحو 23 مليونا آخرين جراء الكوارث. وبشكل عام، تضرر أكثر من 1.5 بليون شخص من الكوارث بطرق شتى، حيث تضررت النساء والأطفال والفئات الضعيفة أكثر من غيرها. وزادت الخسائر الاقتصادية الكلية على 1.3 تريليون دولار. وبالإضافة إلى ذلك، شهدت الفترة ما بين عامي 2008 و 2012 تشرد 144 مليون شخص من جراء الكوارث. وتزداد الكوارث، التي يتفاقم الكثير منها بفعل تغير المناخ، تواتراً وشدة، وتعيق بشدة إحراز أي تقدم نحو تحقيق التنمية المستدامة. وتشير الأدلة إلى أن تعرض الأشخاص والممتلكات للخطر في جميع البلدان قد ازداد بوتيرة أسرع من وتيرة تراجع قابلية التضرر، مما يؤدي إلى مخاطر جديدة وزيادة مطردة في الخسائر الناجمة عن الكوارث وإلى آثار اقتصادية واجتماعية وصحية وثقافية وبيئية كبيرة في الأجل القريب والمتوسط والبعيد، لا سيما على الصعيدين المحلي والمجتمعي. وتؤثر الكوارث الصغيرة المتكررة والبطيئة الظهور بشكل خاص في المجتمعات والأسر المعيشية والمشاريع الصغيرة الحجم والمتوسطة الحجم، حيث تشكل نسبة مئوية عالية من جميع الخسائر. وتواجه جميع البلدان - لا سيما البلدان النامية، التي تلحق بها الكوارث وفيات وخسائر اقتصادية أكبر بكثير مما تُلحقه بغيرها من البلدان مستويات متزايدة من التكاليف الخفية والتحديات المحتملتين في سعيها للوفاء بالالتزامات المالية وغيرها من الالتزامات. وقد شهد عام 2016 إطلاق حملة "سينداي سيفين" من قبل مكتب الأممالمتحدة للحد من مخاطر الكوارث ((UNISDR ، والتي تركزت على الأهداف السبعة لإطار سينداي ، أولها الحد من معدل الوفيات في حالات الكوارث ، حيث سعت الحملة إلى خلق موجة من الوعي حول الإجراءات المتخذة للحد من معدل الوفيات في جميع أنحاء العالم. وقد ركز هدف العام الماضي على الوقاية والحماية والحد من عدد الأشخاص المتأثرين بالكوارث. وتعد حملة "سينداي سيفين" فرصة للجميع ، بما في ذلك الحكومات ، والحكومات المحلية ، ومجموعات المجتمع ، ومنظمات المجتمع المدني ، والقطاع الخاص ، والمنظمات الدولية ، وعائلة الأممالمتحدة ، للترويج لأفضل الممارسات على المستوى الدولي والإقليمي والوطني في جميع القطاعات ، للحد من مخاطر الكوارث وخسائر الكوارث. كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت في قرارها 236/ 44 في ديسمبر عام 1989، اعتبار يوم الأربعاء الثاني من شهر أكتوبر ليكون اليوم الدولي للحد من الكوارث الطبيعية، وواصلت الأممالمتحدة الاحتفال بهذا اليوم العالمي بشكل سنوي خلال العقد الدولي للحد من الكوارث الطبيعية من 19901999-، وقررت الجمعية العامة بموجب قرارها 64/200 في 21 ديسمبر تحديد يوم 13 أكتوبر موعدا للاحتفال وتغيير اسم اليوم إلى اليوم الدولي للحد من الكوارث، والهدف من الاحتفال هو توعية الناس بكيفية اتخاذ إجراءات للحد من خطر تعرضهم للكوارث. وتشير "مامي ميزوتوري" الممثلة الخاصة للأمين العام ورئيس مكتب الأممالمتحدة للحد من مخاطر الكوارث ، في رسالة لها بهذه المناسبة ، إلي أنه قد مضى أكثر من 3 سنوات على اعتماد الدول الأعضاء في الأممالمتحدة إطار سينداي للحد من مخاطر الكوارث 2015-2030 ، وهذا الإطار هو الخطة العالمية للحد من خسائر الكوارث ، والتي تعتبر محورية لنجاح خطة التنمية المستدامة لعام 2030. وهو يركز في المقام الأول على الوقاية ، ويهدف إلى إدراك مخاطر الكوارث وإبطالها قبل أن تؤدي إلى أحداث تؤدي إلى فقدان الأرواح والمساكن وسبل العيش ، فضلاً عن الأضرار التي لحقت بالمرافق الصحية والمدارس والمرافق العامة وغيرها من الأصول المجتمعية الهامة. إن الحد من مخاطر الكوارث قضية شاملة لجميع أهداف التنمية المستدامة ، وخاصة الهدف 1 من أهداف التنمية المستدامة بشأن القضاء على الفقر بجميع أشكاله في كل مكان . وتعتبر الكوارث مساهماً رئيسياً في الفقر المتأصل في البلدان ذات الدخل المنخفض والبلدان ذات الدخل المتوسط التي تحاول التعافي من الظواهر المناخية المتطرفة ، ويمكن للكوارث أن تعيق مكاسب التنمية التي تحققت على مدى عقود من العمل الشاق. ويشير البنك الدولي في هذا الصدد إلي أن الكوارث تكلف الاقتصاد العالمي 520 مليار دولار سنوياً ، بينما تدفع 26 مليون شخص إلى الفقر.
وتوضح ميزوتوري ، أنه منذ اعتماد إطار سينداي ، نزح نحو 60 مليون شخص في أكثر من 100 بلد بسبب أحداث الكوارث ، وخاصة الفيضانات والعواصف والجفاف. وكثيراً ما تحدث هذه الأحداث الضارة في بيئات معرضة للأخطار الطبيعية والاصطناعية ، والفقر ، وانعدام النظم الإيكولوجية للحماية ، وضعف القدرة المؤسسية للإعداد والاستجابة لها. وتقول " إن النمو السكاني ، والتنمية الاقتصادية ، والتوسع الحضري السريع والمحفوف بالمخاطر في كثير من الأحيان يضع مزيداً من الناس في حالة ضرر أكثر من أي وقت مضى في مناطق الزلازل والسهول الفيضية والسواحل والأراضي الجافة والمناطق الأخرى المعرضة للخطر ، مما يزيد من احتمال تحول الخطر الطبيعي إلى كارثة انسانية.ويتأثر عدد أكبر من الناس بالظواهر المناخية القاسية أكثر من أي نوع آخر من المخاطر الطبيعية ، سواء كانت الفيضانات أو العواصف أو الجفاف ، التي تعتبر مسؤولة عن 95 % من السكان المتضررين من الكوارث. وبينما أدت نظم الإنذار المبكر وعمليات الإجلاء في الوقت المناسب إلى تقليص الخسائر في الأرواح ، فإن الخسائر الاقتصادية تستمر في النمو ، مما يعوق تخريج عدد من الدول من وضع أقل البلدان نمواً إلى حالة الدخل المتوسط.
وذكرت ميزوتوري ، أن كثيرا من تلك البلدان التي تعاني أكثر من غيرها من الخسائر الاقتصادية هي الدول الجزرية الصغيرة النامية. ولن تخرج جزيرة فانواتو ، التي دمرها إعصار بام في عام 2015 مع اعتماد إطار سينداي ، من وضع أقل البلدان نمواً حتى عام 2020 بسبب تأثير العاصفة الدائم على اقتصادها. ولذلك ، من الضروري أن يتم إضفاء الطابع الرسمي على الحد من مخاطر الكوارث وإدماجه في الحمض النووي لحوكمة الدولة إذا أرادت المساهمة على المدى الطويل في تحقيق التنمية المستدامة. وهذا يتطلب رؤية واضحة وخططًا وكفاءة وتوجيهاً وتنسيقاً داخل القطاعات وعبرها. كما يتطلب إشراك شرائح المجتمع الأساسية ومشاركتها ، والتي يمكن إذا تم استبعادها أن تصبح عرضة للخطر ، ولكن رؤاهم وخبراتهم في التعامل مع أحداث الكوارث يمكن أن تعزز إدارة مخاطر الكوارث. وتشمل هذه الفئات النساء والفتيات والأطفال وكبار السن والمعاقين والشعوب الأصلية.
إن الحوكمة هي مجال يحظى باهتمام كبير هذا العام لمكتب الأممالمتحدة للحد من مخاطر الكوارث .وقد أدى الاتفاق على 38 مؤشرا لقياس التقدم المحرز في الحد من خسائر الكوارث وتحقيق الأهداف السبعة لإطار سينداي إلى زيادة عالمية في الجهود الرامية إلى تسجيل الخسائر الناجمة عن الكوارث وتحليل اتجاهات الكوارث بعد إطلاق مشروع سينداي إطار العمل في مارس 2018. وتقوم الدول الأعضاء في الأممالمتحدة بالتوقيع بسرعة على استخدام المراقبة والإبلاغ عن خسائرها من الكوارث ، مثل معدل الوفيات الإجمالي والأرقام المتأثرة والخسائر الاقتصادية والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية. وفي الوقت نفسه ، تجتمع جميع المناطق هذا العام لتقييم التقدم الذي أحرزته في تنفيذ إطار سينداي ، وعلى وجه الخصوص لضمان وجود زيادة كبيرة في عدد البلدان التي توجد فيها استراتيجيات وطنية ومحلية للحد من مخاطر الكوارث. وبحلول عام 2020 ، وهو الموعد النهائي لإطار سينداي الرئيسي،وهو أيضاً موعد نهائي مهم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ، نظراً للتداخل مع القضاء على الفقر ، وعلى وجه الخصوص ، الآثار المترتبة على تحقيق النتائج من أجل أهداف التنمية المستدامة 11 ، لجعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة وآمنة ومرنة ومستدامة ، والهدف 13 من أهداف التنمية المستدامة ، لاتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة تغير المناخ وآثاره. وستوفر هذه الاستراتيجيات الوطنية والمحلية دليلاً قويا على التماسك عبر خطة عام 2030 إذا أدرجت بوضوح مبادرات لإثبات المناخ في العالم ضد آثار ارتفاع درجات حرارة سطح الأرض والبحر وارتفاع منسوب مياه البحار وتزايد التقلبات المناخية. وتوضح الأحداث التي وقعت في القرن الأفريقي في الأشهر الأخيرة حجم التحدي الذي تواجهه البلدان التي تسهم بأقل قدر في انبعاثات غازات الدفيئة ومع ذلك تتحمل في كثير من الأحيان وطأة تأثير تغير المناخ. فخلال عامين من الجفاف ، كافحت المجتمعات الرعوية في إثيوبيا وكينيا والصومال للحفاظ على ماشيتهم حية وإطعام عائلاتهم. وعندما وصلت الأمطار أخيراً في أبريل 2018 ، بعيداً عن جلب الإغاثة ، أضافت المزيد من الصعوبات. وقد عصفت بالبلدان الثلاثة أسوأ فيضانات خلال 20 سنة ، مما تسبب في نزوح أكثر من 700 ألف شخص. ومما زاد الأمور سوءا ، ضرب إعصار ساغار الصومال في مايو 2018 ، أسفر عن مصرع 16 شخصاً على الأقل وتشريد الآلاف في منطقة تأثرت بالفعل بالنزاع. ويؤكد تنوع هذه الأحداث وعدم إمكانية التنبؤ بها وكثافتها على أهمية تعزيز إدارة مخاطر الكوارث من أجل الوقاية والتخفيف والاستعداد والاستجابة والانتعاش.
وأشارت ميزوتوري إلي أن أحدث الأرقام من مركز رصد النزوح الداخلي تظهر مدى المشكلة . ففي العام الماضي كان هناك 18 مليون حالة نزوح جديدة بسبب الطقس؛ منها 8.6 مليون نازح بسبب الفيضانات ، و 7.5 مليون نازح بسبب العواصف و 1.5 مليون نازح بسبب الجفاف . وأكدت أن التحدي المتمثل في الحد من النزوح من الظواهر الجوية القاسية هو تحد عالمي، وأشارت في هذا الصدد إلي أنه كان لدى الولاياتالمتحدة عدد أكبر من الأشخاص الذين نزحوا بسبب المخاطر المرتبطة بالطقس مقارنة بكل من بنجلاديش و الهند و الصومال خلال العام الماضي. وتوقع مكتب الأممالمتحدة للحد من مخاطر الكوارث ، أنه في الوقت الذي يجتمع فيه العالم في المنبر العالمي للحد من مخاطر الكوارث في جنيف في مايو القادم ، ستكون دول العالم قادرة على تقديم صورة أكثر اكتمالاً عن أي وقت مضى عن تأثيرات الكوارث ، خاصة على تلك الدول التي تعاني أكثر من غيرها الأحداث. ويؤكد المكتب أنه ينبغي أن يكون حجم الخسائر الاقتصادية في العام الماضي واستمرار ارتفاع أعداد الأشخاص الذين نزحوا داخلياً بسبب الكوارث حافزاً بما فيه الكفاية للتعجيل بتنفيذ إطار سينداي وضمان أن تكون هذه الجهود شاملة تماماً لاحتياجات تلك المجموعات والمجتمعات التي هم الأكثر عرضة للخطر.
وكشف المكتب عن أن متوسط الخسائر الناجمة عن أن الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والأعاصير وموجات المد العاتية "تسونامي" يتراوح ما بين 250 و300 مليار دولار سنويا، وأن النسبة الأكبر فى الكوارث وما ينجم عنها من أضرار تحدث فى آسيا.وأظهرت إحصاءات مكتب الأممالمتحدة أن هذا النوع من الكوارث يلحق الضرر أكثر بالطبقات الفقيرة وخاصة فى أشد البلدان فقرا ، حتى ولو كانت الخسائر الاقتصادية أعلى فى البلدان الأكثر ثراء مثل اليابان، وأن الخسائر غير المباشرة قد تكون بمرور الوقت أسوأ من التكاليف المادية المباشرة. وتسببت سلسلة من الكوارث الطبيعية أحدثها زلزال مدمر فى إندونيسيا أعقبه موجات مد تسونامي، فى خسائر فادحة اقتصادية وبشرية فى جميع أنحاء آسيا.
وأوضح المكتب أن ما يصل إلي 1٫6 مليون شخص يمكن أن يتأثروا بالزلزال الذى بلغت قوته 7٫5 درجة على مقياس ريختر، وتسونامى الذى وقع يوم الجمعة الماضية فى منطقة مركزية فى جزيرة سولاويسى الإندونيسية. وتسابق السلطات الإندونيسية الزمن لتوصيل المساعدات ومعدات الإنقاذ إلى الجزيرة المنكوبة، وتستعد لدفن أكثر من 844 قتيلا، ولا زال عمال الإنقاذ يواصلون بحثهم عن الضحايا فى المناطق النائية المتضررة من الكارثة، فى حين خرج الناجون الذين أذهلتهم الصدمة من المنطقة المنكوبة باحثين عن الغذاء والمأوي.
وقد تزايد عدد الكوارث الطبيعية التي ضربت العالم منذ بداية العام الجاري بصورة كبيرة، إذ لا يمر أسبوع تقريبا دون أن وقوع كارثة جديدة، يسفر العديد منها عن سقوط عشرات الضحايا. ولعل من أبرز الكوارث التي ضربت أنحاء مختلفة من العالم منذ يناير 2018 حتى الآن، الزلازل والبراكين، إلى جانب الأعاصير وحرائق الغابات. فقد شهد العالم منذ بداية العام الجاري 3 فيضانات في الولاياتالمتحدة على الأقل في كل من كاليفورنيا ونيفادا وواشنطن، وفيضانات شملت 7 دول أفريقية، وأخرى في أستراليا وسريلانكا. ومن الكوارث الطبيعية التي شهدها العالم، موجات من الطقس البارد اجتاحت سواحل ووسط أميركا الشمالية ودول أوروبا الغربية، بالإضافة إلى العواصف والأعاصير وحرائق الغابات الضخمة في الولاياتالمتحدة على وجه التحديد. وسجل ثوران مجموعة من البراكين في اليابان والفلبين وإندونيسيا وغواتيمالا وهاواي وآيسلندا، وكذلك ما لا يقل عن 9 زلازل كبيرة في هاواي وألاسكا وجاوه الإندونيسية وأوساكا اليابانية وبيرو وبابوا غينيا الجديدة وغيرها. وقد كشف تقرير المخاطر العالمية الصادر لعام 2018 ، عن خمس فئات من الأخطار البيئية وهي : الظواهر الجوية المتقلبة ودرجات الحرارة المتزايدة ؛ تسريع فقدان التنوع البيولوجي ؛ تلوث الهواء والتربة والمياه ؛ فشل التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه ؛ والمخاطر المرتبطة بالانتقال إلى انبعاثات منخفضة الكربون . وقد احتلت جميع هذه الاخطار مكانة عالية في كل من احتمالية الحدوث ومدي التأثير. ومما لا شك فيه أن صناعة التأمين لم ولن تكون بعيدة عن هذه الأخطار وتأثيرها والخسائر المترتبة عليها، فوفقاً لتقرير صادر عن "ميونخ ري" تحت عنوان "الكوارث الطبيعية : الأعاصير تتسبب في خسائر قياسية في عام 2017". حيث بلغت الخسائر الاجمالية عام 2017 حوالي 330 مليار دولار امريكي وهو رقم كبير مقارنة بالخسائر القصوي في أعوام 2005 و 2008 و 2011، والجدير بالذكر ان عام 2011 من أكبر الأعوام التي شهدت خسائر بلغت قيمتها 350 مليون دولار والسبب الأساسي لها كان زلزال توهوكو والفيضانات في تايلاند. وبلغت الخسائر المؤمن عليها عام 2017 حوالي 135 مليار دولار امريكي وهو أعلي رقم للخسائر في الفترة من 1980 إلي 2017. وقد سجل مركز "ميونخ ري" لخدمات الكوارث الطبيعية 710 حالات خسارة أو حدث ذي صلة وهو رقم أعلي من المتوسط خلال السنوات ال 10 الاخيرة. حيث بلغ متوسط الخسارة أو الاحداث المسجلة للعام الواحد خلال ال10 أعوام الأخيرة 605 حالات خسارة مقارنة بمتوسط 490 حالة خسارة في العام خلال ال 30 عاما الماضية. وتضم احصائيات كل حدث جميع أحداث الخسارة ذات الصلة ويتم ذلك استناداً إلي القيم المختلفة لخسائر الممتلكات بكل دولة مع الأخذ في الاعتبار لمستوي التنمية في كل دولة. وتشمل أيضا الخسائر "الوفيات". إن كلا من الخسائر الكلية والخسائر المؤمن عليها للكوارث الطبيعية عام 2017 أعلي بكثير من المتوسطات المقابلة لها في خلال العشر سنوات الاخيرة والتي بلغت بعد التعديل وفقا لعوامل التضخم 170 مليار دولار امريكي و49 مليار دولار امريكي على التوالي. وقد أدي موسم الأعاصير في شمال المحيط الأطلسي إلي تحقيق خسائر باهظة الثمن حيث بلغت الخسائر الإجمالية 215 مليار دولار امريكي ، ومن المتوقع أن تصل الخسائر المؤمنة إلى 92 مليار دولار أمريكي منها. كما شهدت المكسيك زلزالين وصلت قيمة خسائرهما المجمعه إلي ما يزيد علي 8 مليارات دولار أمريكي ، بالاضافة إلي فيضانات واسعة النطاق قد حدثت في الصين وتسببت في خسائر تزيد علي 6 مليارات دولار أمريكي. هذا إلي جانب أن حرائق الغابات المستمرة حتي نهاية عام 2017 بالولاياتالمتحدةالامريكية حققت خسائر كبيره وصلت فقط في شهر أكتوبر إلي حوالي 10 مليارات دولار أمريكي وبلغ حجم الخسائر الناتجه عن ذلك والمؤمن عليها إلي ما يزيد علي 8 مليارات دولار امريكي . والجدير بالذكر أن ما يقرب من 93% من جميع الخسائر التي حدثت في جميع أنحاء العالم خلال عام 2017 ، هي كوارث ذات صلة بالطقس والمناخ. وتأثر الاقتصاد الكلي بما يزيد عن 320 مليار دولار امريكي ، و133 مليار منها هي حجم الخسائر المؤمن عليها. وهذا ما يجعل من عام 2017 العام الأكثر تكلفة وخسائر من اي وقت مضي على مستوي الكوارث الطبيعية المتعلقة بالمناخ والطقس. وقد أظهرت توزيعات الخسائر لعام 2017 ، وفقاً للمجموعات الرئيسية المعرضه للخطر ( الجيوفيزيائية – الأرصاد الجوية – الهيدرولوجية – المناخية ) اتجاهاً نحو عدد أكبر من الفيضانات. ويشكل هذا النوع من الاخطار " فيضانات الأنهار والسيول " 47% من الخسائر ويبلغ المتوسط على المدي الطويل 40%. ولم يحدث الا تغييرات أو تأثيرات طفيفه في الأخطار الأخري والتي ضمت أحداثها 50 زلزالاً ، و250 عاصفه رعديه ، و335 فيضاناً ، و75 حادثاً مناخياً مثل حرائق الغابات والجفاف والاضرار أو الخسائر الشتوية. وفيما يخص ال 710 حدث اللذين تم تسجيلهم في عام 2017 ، فهذا يعنى أن 2017 سوف تنضم الي قائمة السنوات التي تضم أكبر عدد من الكوارث الطبيعية حيث تم تجاوز علامة ال 600 (حدث) خمس مرات فقط خلال ال 6 سنوات الأخيرة . ومما يجعل هذا العام مختلفاً هو أنه يضم ما مجموعه 19 حادثاً في الفئة الرابعه والخاصه بالكوارث المدمرة. أيضاً وقع ما يقرب من ثلثي الكوارث الطبيعيه المسجله في كل من أمريكا الشمالية ومنطقة البحر الكاريبي وأمريكا الوسطي وآسيا وكان ذلك أعلي من المتوسط طويل الاجل والبالغ 59%. وكشف التقرير عن زيادة طفيفة في عدد الوفيات ، حيث بلغ عدد حالات الوفاة في جميع انحاء العالم في عام 2017 حوالي 10 آلاف حالة . وهذا الرقم أعلي مما كان عليه في العام السابق (9650 شخصا) وبوجه عام عند مقارنة ذلك بالفترات السابقة فإن هذه السنه على الأقل تتبع الاتجاه طويل الأجل نحو انخفاض عدد الضحايا . فعلي سبيل المثال بلغ متوسط السنوات ال 10 الأخيرة حوالي 60ألف شخص ، أما عن متوسط ال 30 عاماً فقد بلغ 53 ألف حالة وفاة. ففي عام 2017 ، كان ثلثا الوفيات تقريباً بسبب الكوارث الطبيعية قد حدث في آسيا ، يليها 11% كل من أفريقيا وأمريكا الشمالية ، أما أوروبا فقد كانت النسبة بها 4% من إجمالي وفيات عام 2017. وكانت أكثر الأحداث دموية خلال العام الماضي هي الفيضانات المدمرة في الهند ونيبال وبنغلاديش والتي سببتها الأمطار الموسمية القويه. وقد فقد حوالي 2700 شخص حياتهم بهذه المناطق ما بين يونيو وأكتوبر. وقد أدي الزلزال الذي وقع في ايران إلي مصرع حوالي 600 شخص بينما تسبب الإنهيار الأرضي في سيراليون في مقتل عدد 500 شخص. والجدير بالذكر أنه من السمات الملحوظه أن عدد الأشخاص الذين يموتون بسبب الكوارث الطبيعيه أكبر في البلدان الناميه والصاعده من عددهم في البلدان الصناعيه حيث تكون تدابير الحماية أكثر شمولاً وفعاليه.