" واما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكُث فى الأرض " صدق الله العظيم من هنا يبدأ الحل .. من هنا تكون العوده ... فى وطن يئن ابناؤه من قسوة سنواتهم الاخيره وفى تجسيد رائع لمعانى التكافل والتضامن والعطاء كان لى شرف حضور معرض خيرى اقامته مؤسسة احنا الخير على ارض الأسكندريه الحبيبه لأدخال البهجه والسرور على صدور المئات من أطفال مصر الأيتام واصحاب الأحتياجات الخاصه لأخرج من الحفل محملاً بالأمل والأطمئنان على هذا الوطن فمازال أهل الخير بيننا ومازالت مصر حقاً بخير ...!!
شباب رائع فى عمر الزهور يقف متطوعاً بكل حماسه وفخر ودون انتظار اى مقابل او حتى كلمة شكر ليمنح هؤلاء الأيتام لحظات من السعاده التى افتقدوها طويلاً ويقدم لهم هدايا رائعه من مستلزمات العام الدراسى الجديد .. اكثر من 600 طفل يتيم خرج راضياً تلك الليله بعد ان حصل بكل عزه ودون اى جرح لشعوره على كل متطلباته من حقائب مدرسيه وملابس جديده وغيرها من احتياجاته ليشعر انه لا يقل ابداً عن اقرانه وانه ابن هذا الوطن الذى لا ينسى ابناؤه ابداً ..!!
بين مشاعر السعاده التى أنتابت الجميع كان العقل يتسائل : ولماذا لا يكون لدينا حدثاً مثل هذا كل يوم ولماذا لا تتحول كل منظمات العمل المدنى بل والسياسى بمختلف مسمياتها الى تغطية مثل هذه الأحتياجات المُلحه دون ان ننتظر دعماً او مساعده من الدوله فما زالت جينات الكرم والأيثار موجوده فى دماء المصريين تنتظر فقط من يوجهها نحو العمل الصحيح واوجة الخير ذات الأولويه الحاسمه فى زماننا المعاصر ..!!
لماذا لا نتوقف جميعاً لبعض الوقت عن صراعات السياسه واحاديثها الممله وكراسيها الزائله ونوجه كل طاقاتنا لملأ هذا الفراغ الموجود بين اضلاع الوطن بفعل السنوات العجاف والتحديات التى واجهناها رغماً عنا والتى احدثت فجوه كبيره بين الطبقات لايمكن تجاهلها او إنكارها وجعلت من مثل هذه الأعمال الخيريه ومن هذا التكافل والتراحم الشعبى عملاً وطنياً يكاد ان يوزاى بطولة هؤلاء الجنود الشرفاء الذين يدافعون عن شرف هذا الوطن وكرامته وحدوده ومستقبل ابنائه .. !!
لماذا لا نستغل طاقات الشباب المصرى الرائع فى مثل هذه النشاطات الخيريه بدلا من تركه فريسه للأفكار الهدامه والشائعات المُحبطه التى تُحاصرنا ليل نهار ما دمنا قد تركنا انفسنا للفراغ القانل وانعدم لدينا الهدف والوجهه.. لماذا لا يكون هذا العمل متكرراً فى كل شبر من ربوع الوطن حتى لا يُقال ذهبت المرؤه بين الناس وأنقطع الخير بين ابناء مصر الكريمه ..!!
تحيه اجلال وتقدير وفخر لكل من شارك فى هذا الحدث الرائع وليجعل الله جهدكم وجهد من دعمكم بالمال من اهل الخير فى ميزان حسناتكم جميعاً ولنُرى الوطن من انفسنا خيراً دائماً فما زالت مصر ام لكل المصريين ما دام فيها من يشعر باليتيم والمحتاج وما دام فيها شباب مثل هؤلاء النبلاء الصغار الذين تركوا كل مُلهيات الحياه ومتعها فى فصل الصيف وتفرغوا لأنجاح هذا الحدث وأدخال البهجه والسعاده على قلوب أخوانهم من الأيتام وذوى الأحتياجات الخاصه .. شكرا مؤسسة احنا الخير ورعاتها وداعميها وإلى مزيد من البذل والعطاء ففى هذا اعظم الجهاد فى سبيل الله والوطن الغالى ... حفظ الله مصر وشبابها الرائع وتحيا مصر بعزيمة رجالها المخلصين ....!