استقبل الرئيس محمد مرسي في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء بتوقيت القاهرة بمقر إقامته بنيويورك وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون. وتناول اللقاء تطورات الأوضاع الداخلية في مصر، والوضع الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط. ويأتي هذا اللقاء علي هامش مشاركة الرئيس مرسي حاليا في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث سيلقي كلمة مصر غدا الأربعاء. وفي نفس السياق استقبل الرئيس محمد مرسي برئيسة البرازيل ديلما روسيف، التي تشارك أيضا في اجتماعات الدورة 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة. وتناول اللقاء عملية الانتقال الديمقراطي الجارية حاليا في مصر، وتجربة البرازيل في الانتقال إلي مصاف الدول ذات الاقتصاديات البازغة، وسبل دعم التعاون ونقل الخبرات بين البلدين. ومن جانب اخر التقي الرئيس محمد مرسي بمقر بعثة مصر لدي الاممالمتحدةبنيويورك برؤساء المنظمات الاسلامية والمسيحية واليهودية في الولاياتالمتحدة من بينهم داليا مجاهد مستشارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لشؤون الأديان واس جوبيلز. وأقيم اللقاء برعاية البعثة المصرية لدي الاممالمتحدة في نيويورك في اطار تعزيز الحوار والتسامح والتفاهم بين الديانات. وأكد الرئيس مرسي خلال اللقاء علي ضرورة قبول الاخر وتقبل الاختلافات بين الأديان، مشيرا الي ان الاسلام هو دين التسامح. وأشار الي ان مصر التي نعيش فيها اليوم هي نتاج لتاريخ من الثقافات والحضارات، لافتا الي ان مصر هي بلد الازهر الذي يعبر عن الاسلام المتفتح. وقال "اننا نحتاج الي بذل المزيد من الجهود علي المستوي الدولي لإزالة الصورة النمطية السلمية عن المسلمين"، مؤكدا انه لا بد من الحوار بين اصحاب الديانات لتعظيم النقاط المشتركة وتقليل نقاط الخلاف. ودعا الرئيس مرسي الي عدم الأخذ بالمظهر وانما بالجوهر، وتحقيق التعايش بين الجميع، وعقب الكلمة، دار حوار بين الرئيس مرسي وممثلي الديانات الثلاثة. وحول المرأة في الاسلام، قال الرئيس محمد مرسي إنه لا يعرف من أين يأتي الناس بالحديث عن ظلم المرأة في السلام، مؤكدا أنه إذا كان الناس في الاسلام أحرار في الاعتقاد فانهم بالتالي أحرار في كل ما هو دون ذلك. وشدد علي أن المرأة والرجل في مصر متساوون في الحقوق والواجبات كما أن المرأة في مصر تعمل في كل المجالات. كما أبدي الرئيس مرسي تعجبه مما يثار بشأن اضطهاد المسيحيين في مصر، وقال "يمكن لمسلمين أن يختلفوا فيما بينهم ويمكن لمسيحيين أن يختلفوا فيما بينهم ولكن عندما يختلف مسلم ومسيحي تصبح مشكلة كبيرة". ودعا مرسي الحاضرين إلي أن يعوا أن هناك الكثير من المبالغات وأحداث صغيرة يتم تكبيرها أو اختلاقها، مضيفا أن النظم الديكتاتورية لكي تستقر تسعي لإيجاد الفرقة بين الناس. وقال مرسي إن هناك حاجة إلي مزيد من الحوار والتوضيح والندوات حتي يعرف الناس حقيقة المواقف والأمور. ونفي مرسي أن يكون قد طلب من الرئيس الأمريكي باراك أوباما اتخاذ إجراءات استثنائية بشأن الفيلم المسيء للرسول الكريم، موضحا أنه طلب منه أن يكون هناك إجراء من خلال الكونجرس كما تم من قبل إزاء الإرهاب. وأكد الرئيس مرسي أن مصر دولة مدنية وطنية ديمقراطية دستورية حديثة، حسب وثيقة الازهر, مضيفا أن مصر تحترم اتفاقيات السلام وتريد أيضا السلام الشامل والعادل وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم في تقرير المصير وقال "لكن علي مدي 33 عاما لم يتحقق شيء". وبالنسبة لسيناء ، قال الرئيس مرسي " إن مصر لديها حساسية إزاء حديث أي دولة أخري إزاء سيناء، ونحن مسئولون عن أمن سيناء وإذا كانت هناك مشاكل فنحن نعمل علي حلها ". وأضاف أن الشعب المصري حريص علي مد جسور الصداقة مع كافة الشعوب ومنها الشعب الامريكي، وقال " نقدر لأمريكا دعمها للربيع العربي ولمسايرة الديمقراطية في مصر"، مشيرا إلي أن مصر تتحرك حاليا نحو مزيد من التعاون القائم علي التوازن والمصالح المشتركة وهي مرحلة تعامل بندية وليس خضوع".