حذرت دراسة جديدة من أن كابلات الإنترنت الأمريكية تحت الأرض سوف تغمر في المدن الساحلية بسبب ارتفاع منسوب مياه البحار خلال الخمسة عشر عاماً القادمة . وأفادت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية - في نسختها الإلكترونية اليوم /الثلاثاء/ - بأن آلاف الأميال من كابلات الألياف البصرية معرضة لخطر الغرق في مدن ساحلية أمريكية مثل نيويورك وسياتل وميامي، وقد تتوقف عن العمل ما لم يتم اتخاذ خطوات لحمايتها. وأضافت الصحيفة أن التقرير - الذي تم تقديمه في اجتماع لباحثي شبكة الإنترنت في مونتريال - هو من بين أوائل الأبحاث التي كشفت عن الأضرار التي سيسببها المناخ المتغير لشبكة الكابلات ومراكز البيانات التي تدعم الكثير من الحياة العصرية. وما أثار صدمة عالم الكمبيوتر البروفيسور بول بارفورد وزملاؤه القائمين على الدراسة، وهم يختبرون تأثير المد والجزر على المدن الأمريكية، هو السرعة التي سيتم بها تدمير شبكة الإنترنت. وقال البروفيسور بارفورد، الباحث في جامعة ويسكونسن-ماديسون: " معظم الضرر المتوقع حدوثه خلال السنوات المائة القادمة، سيحدث في وقت أقرب من ذلك " ، مضيفا " لقد فاجأنا ذلك، توقعنا أنه سيكون لدينا 50 عامًا للتخطيط لحل الأمر، الحقيقة أنه ليس لدينا 50 عامًا". في دراستهم، التي قدمت في ورشة عمل أبحاث الشبكات التطبيقية، جمع العلماء خريطة شاملة للهيكل المادي للإنترنت مع توقعات ارتفاع مستوى سطح البحر التي تنتجها الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي. وقدر الباحثون أنه في إجمالي أكثر من 4000 ميل من كابلات الألياف الضوئية المدفونة في الولاياتالمتحدة سيتم غمرها بحلول عام 2033. ويربط البروفيسور بارفورد كابلات الإنترنت تحت الماء الهائلة بربط أمريكا الشمالية ببقية العالم، حيث ستغمر نقاط الهبوط التي تنتهي فيها هذه الكابلات "في فترة قصيرة من الزمن" ، ففي حين أن الكابلات الكبيرة عبر المحيطات تكون مقاومة للماء تمامًا، إلا أن كابلات الألياف البصرية الصغيرة المدفونة ليست كذلك، وإذا كانت مغمورة، وقد يكون هناك تأثيرات بعيدة المدى، ليس فقط في الولاياتالمتحدة الساحلية ولكن في جميع أنحاء العالم. وقد تم الاعتراف بالفيضانات في المدن الساحلية باعتبارها تهديدًا كبيرًا، وقد بدأت العديد من المناطق بالفعل ببناء أسوار بحرية شديدة التحضير للاستعداد للأسوأ. وقال البروفيسور بارفورد إن مثل هذه الاستعدادات من الممكن أن تسفر عن حماية الإنترنت، لكن ربما لن تكون كافية، مضيفا "ستكون الأولوية لتقوية البنية التحتية" ،وتابع " ربما يمكننا شراء القليل من الوقت، لكن على المدى الطويل لن يكون فعالا". وأضاف أن الأعاصير الأخيرة والعواصف في شرق الولاياتالمتحدة قد أعطت بالفعل إشارة عن نوع فيضانات قادمة، وقال إن هذه الدراسة يجب أن تكون بمثابة " نداء للاستيقاظ " لبحث إجراء مناقشة حول كيفية حماية الإنترنت الثمين في العالم من تغير المناخ. وفي المملكة المتحدة، تم بذل جهود للتنبؤ بتأثير تغير المناخ على البنية التحتية الرقمية للبلاد، حيث يعتقد أن التهديدات الرئيسية هي " الفيضانات من الأمطار الشتوية المتزايدة، والتغيرات في الرطوبة ودرجة الحرارة والرياح الشديدة".
