نفي الأزهر الشريف صلته أو معرفته بالبيان الذي تم توزيعه علي بعض المساجد الكبري بالقاهرة والمحافظات والذي يحمل عنوان: "بيان من الأزهر الشريف إلي الشعوب الإسلامية وشعب مصر"، ويؤكد الأزهر أنه ليس له صلة من قريب أو بعيد بهذا البيان،وكذلك ما ظهر في الآونة الأخيرة من بيانات وتصريحات منسوبة كذبًا وبهتانًا بغير حق إلي الأزهر الشريف تعبر عن غير منهجه، وتسلك غير سبيله، وتصفه بما ليس أهله. كما أكد الأزهر الشريف، في بيان صحفي الأربعاء،أنه بعلمائه الأجلاء حصن الشريعة، وحارس الوسطية والاعتدال، وداعي الحرية، لا يثير نزاعات، ولا يُوقظ فتنة، وإنما يجمع بين القواسم المشتركة التي تجمع ولا تفرق، وتبني ولا تهدم. وفي هذا السياق يهيب الأزهر الشريف بجميع أبناء هذا الوطن الشرفاء عدم الانسياق وراء هذه البيانات المغرضة؛ مصداقا لقوله تعالي:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَي مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: 6]. ويشدد الأزهر علي أنه لا يحق لأحد كائنًا مَن كان أن يتقوَّل علي الأزهر الشريف أو يُزايد علي علمائه؛ فلطالما وقف هؤلاء العلماء موقف الحق والعدل، ولطالما تصدَّروا المشهد حفاظًا علي تراب هذا الوطن، وصيانة لوحدته، وترسيخًا لكل قيمة سامية، وخلق رفيع، مؤكدًا أنه سيتخذ كافة الإجراءات القانونية ضد من تسول له نفسه التحدث باسم الأزهر أو إمامه الأكبر أو علمائه. وفي سياق متصل، جدد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهر - تأكيده علي تجميد العلاقات مع الفاتيكان؛ إلي أن يعتذر عن مواقفه السابقة تجاه الإسلام والمسلمين، وأمَّا الحوار مع الشعوب الكاثوليكية فمستمر علي مستوي شعوب العالم؛ فالأزهر الشريف يمثل أكثر من مليار ونصف مسلم من أهل السنة والجماعة في كل أنحاء المعمورة، وهو الحصن الحصين لعقيدة الأمة وميراثها الحضاري، جاء ذلك خلال استقبال فضيلته لسفير إيطاليا بالقاهرة السيد/ كلاوديوما سيفيكو. ومن جانبه جدد سفير إيطاليا دعوته لفضيلة الإمام الأكبر لزيارة إيطاليا بدعوةٍ من رئيس الوزراء، ولقاء العديد من المسؤولين الإيطاليين وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية، وقد قبل فضيلة الإمام الأكبر الدعوة لزيارة الجمهورية الإيطالية. وحول سؤال من السفير عن رؤية فضيلة الإمام الأكبر للوضع في مصر أجاب فضيلته: نحن علي أعتاب الانتخابات الرئاسية، ونحن علي ثقة تامة في إرادة ووعي الشعب الذي سيختار بشفافية رئيسه، وما يختاره الشعب فنحن معه، فالأزهر الشريف يعبر دائمًا عن نبض الشعب وضمير الأمة. وحول سؤال آخر عن الدستور المرتقب إصداره أكد فضيلة الإمام الأكبر علي تأييد الأزهر الشريف لكل المواد التي تحافظ علي هوية الأمة المصرية وتوافقها الوطني، وتنطلق بمصر نحو الآفاق الرحبة في العلم والتقدم والازدهار.