حذر الدكتور محمد مجاهد الزيات؛ مستشار المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، من الدور السلبي الذي يمكن أن تلعبه "القوة الناعمة"، حين تستخدمها التنظيمات الإرهابية والقوى المتطرفة لفرض سيطرتها وكسب أتباع جدد، مشيرًا إلى أن هذه القوة من أهم أدوات حروب الأجيال الجديدة التي تعتمد على أساليب جديدة في إسقاط الدول. وأشار "الزيات"، خلال المؤتمر السنوي الرابع للتطرف، المقام حالياً بمكتبة الإسكندرية، إلى أن مفهوم القوة الناعمة الذي طرح عقب انتهاء الحرب الباردة، من قبل أستاذ العلوم السياسية الأمريكي، جوزيف نايل، والذي كان يعمل مستشارًا لوزير الدفاع الأمريكي في ذلك الوقت، سعت الولاياتالمتحدة من خلاله للاستمرار في فرض سيطرتها وهيمنتها على العالم. وقال الدكتور علي جلال معوض، مدرس العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، إن مفهوم القوة الناعمة تشعب وأصبح قوة تاريخية ودينية متمثلة في عدد من النماذج منها السعودية والفاتيكان، وأخرى سياسية تعبر عن نظم ديمقراطية غربية كنموذج يشير إلى النجاح، والدبلوماسية، من خلال نجاح الدول في الدوائر السياسية العالمية المتعددة، والقوة الاقتصادية التي تقدمه عدد من الدول الآسيوية، والقوة العسكرية متمثلة في أنشطة التعاون والتدريب العسكري التي تعمل على نقل خبرات وقيم دول إلى قيادات دول أخرى. وقالت الدكتورة بدرة قعلول، رئيس المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والعسكرية ومدرس بالأكاديمية العسكرية في تونس، إن الوطن العربي أصبح يعاني الآن من ظاهرة العنف الإيديولوجي، ويرجع السبب في ذلك إلى أنها مبنية في الأساس على إيديولوجيات متنوعة، فأصبح الكل يعتقد أنه يمتلك الحقيقة، ويحاول فرض سيطرته ورأيه على الجميع. فيما وصفت الإعلامية الجزائرية لبنى شطاب، الإعلام العربي، بأنه يفتقر للتوازن، ولا يتميز ببعد أخلاقي ولا رسالة واضحة، ويعتمد على المغالاة في الكراهية ويقدم خطابًا لا يحترم العقول ويحط من قيمة المتلقي، خاصة الشباب، في الوقت الذي استطاعت داعش، أن تستخدم كل الوسائل التقليدية والحديثة لاستقطاب هذا الشباب، معتمدة على العديد من الأدوات كاللغة والخطابات الحماسية والآيات القرآنية والوعد بالجنة. وأكدت "شطاب" أنه لا يوجد استراتيجية إعلامية عربية لمواجهة الإرهاب، بل أن الإعلام العربي ارتكب عدة أخطاء في تعامله مع قضية التطرف؛ وهي فتح منابر إعلامية للإرهابيين، والتهويل المبالغ فيه، مما قدم للجماعات الإرهابية نوعاً من الدعاية، مشددة على أهمية العمل على انتاج استراتيجية اعلامية عربية لمواجهة داعش عبر الوسائط المختلفة، والتعامل مع المعلومات الأمنية بحرفية. وأشار الدكتور أسامة عبد الوارث، رئيس المنظمة العربية للمتاحف، أن المتاحف تعتبر من أهم منابر مواجهة التطرف، من خلال دراسة المقتنيات وكيف أنها كانت تمثل روح التعاون والتسامح بين الناس وتقبل الآخر، حيث أن المتاحف تعد أمثلة واقعية حيه، وشاهدة على تاريخ طويل من التسامح بين البشر على اختلاف عقائدهم، مشدد على أهمية العمل على تطويرها، ونشر والتاريخ والقيم التي يعكسها.