افتتح بجامعة أسيوط المؤتمر العلمي السادس عن التنمية والبيئة في الوطن العربي والذي ينظمه مركز الدراسات والبحوث البيئية خلال الفترة من 24 – 26 مارس برعاية الدكتور حسين خالد وزير التعليم العالي والدكتور مصطفي محمد كمال رئيس الجامعة وبرئاسة الدكتور أحمد عبده جعيص نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث الذي أكد في كلمته التي ألقاها نيابة عن رئيس الجامعة أن التنمية التي تأتي علي حساب البيئة وخصماً من مواردها الطبيعية تنمية محكوم عليها بالفشل ولا تحقق العدالة للأجيال في بيئة نظيفة وموارد وفيرة ورخيصة وطالب بتبني البرامج البحثية في خدمة مشاريع التنمية بكل ضروبها بعد أن تجاوزت الاستخدامات الجائرة لمصادر الطبيعية كل الخطوط الحمراء كما دعا إلي الحفاظ علي مصادر الطاقة وترشيدها وتقليل انبعاثاتها وإعادة توزيع الصناعات والمنشآت بعيداً عن موارد المياه العذبة والضرب بيد من حديد علي الممارسات المعيبة التي لا تكترث بحرمة عناصر البيئة المختلفة والتي تتسبب في فاتورة باهظة مادياً وبشرياً واجتماعياً ، كما دعا خبراء البيئة والتخطيط العمراني إلي وضع الأبعاد البيئية نصب أعينهم وتكريس جهود نقل التكنولوجيا في خدمة هذه الأبعاد ووقف الهدر والإسراف في موارد المياه والالتزام بمعايير صارمة للحفاظ علي هواء المدن من التلوث والتوسع في استخدام الحوافز الاقتصادية لحماية وصيانة موارد البيئة . وفي كلمته نيابة عن محافظ أسيوط أوضح اللواء يعقوب حسن إمام سكرتير عام المحافظة أن الجهود الدولية والإقليمية والمحلية تتسارع في السنوات الأخيرة لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية الناتجة عن ظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع درجة الحرارة التي ستتأثر بها أغلب دول العالم النامية والمتقدمة علي حد سواء وسيكون لهذه المتغيرات مردودات وانعكاسات علي الموارد المائية والزراعية ومقومات الغذاء ونقص عمليات النمو والتكاثر بالنسبة للأحياء المائية في كثير من دول العالم . ومن هذا المنطلق فإن تحقيق أهداف التنمية بمفهومها الشامل يضع مؤسسات البحث العلمي أمام مسئولياتها للنهوض بالمجتمع وتلبية رغباته واحتياجاته ومواجهة هذه التداعيات بالحلول العلمية المناسبة فالأمم المتحضرة هي التي يحيا علماءها حياة العلم والبحث لتطويع العلم في خدمة البشرية . صرح الدكتور محمد عبد السميع عيد نائب رئيس الجامعة لشئون تنمية البيئة وخدمة المجتمع بأن هذا المؤتمر يأتي متمشياً مع توجهات الجامعة في تبني القضايا القومية والبيئية علي مستوي صعيد مصر أملين أن يمتد تأثيره علي مستوي العالم العربي ويأتي في إطار التوجه الدولي بأهمية تخفيف الضغوط البيئية علي الأراضي والمنشآت والأفراد وتجنب ما تعاينه مجتمعاتنا من مشاكل بيئية تستوجب سرعة التدخل من كافة الهيئات والمؤسسات خاصة العلمية منها للتصدي للظواهر السلبية المترتبة علي هذه الضغوط . وأشار إلي أن قضايا البيئة بمختلف توجهتها أصبحت من أهم القضايا التي تشغل عقول الباحثين والعلماء العرب ووزارة الدولة لشئون البيئة وتأتي أهمية انعقاد مثل هذه المؤتمرات لتكون بمثابة نقطة انطلاق لوضع آليات للتعامل مع المشكلات البيئية بكل أبعادها وإيجاد الحلول التي تتلاءم والظروف المحلية. وأوضح أن جامعة أسيوط دأبت منذ فترة في المعاونة مع عديد من الجهات للسعي في حل مشكلات تدوير المخلفات الصناعية مثل صناعة السكر لتتحول مخلفاتها إلي مكونات ذات عائد اقتصادي للشركات من ناحية وتقلل من التأثيرات الضارة للبيئة من ناحية أخري وأشاد بالدور الذي يلعبه فرع جهاز شئون البيئة في أسيوط بالتعاون مع قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بالجامعة خاصة في التعامل مع النفايات الطبية والخطرة . وأوضح الدكتور ثابت عبد المنعم مدير مركز الدراسات والبحوث البيئية وأمين عام المؤتمر أن أكثر ثمانين بحثاً سوف يناقشها المؤتمر علي مدار 10 جلسات بمشاركة أساتذة ومتخصصون وخبراء من جامعات 11 دولة هي السعودية ، اليمن ، فلسطين ، العراق ، الكويت ، السودان ، الأردن ، المغرب ، الجزائر ، ليبيا ومصر وتغطي محاور المؤتمر التسعة التي تناقش الملوثات البيئية بأنواعها وكيفية معالجتها مشيراً أن المؤتمر الذي يعقد كل عامين يأتي في إطار الدور العلمي الذي تضطلع به جامعة أسيوط في معالجة مشكلات المجتمع والذي يراعي التوجه العربي الجديد في زيادة الروابط بين الشعوب العربية . من جانبه أشار الدكتور محمد أبو القاسم مقرر المؤتمر أن معرضا للشركات والهيئات والمؤسسات ذات الصلة بالبيئة سوف ينظم علي هامش المؤتمر ويتضمن أيضاً محاضرة افتتاحية للدكتور خالد عودة أستاذ الجيولوجيا بعلوم أسيوط عن مخاطر التغيرات المناخية علي السواحل المصرية والسياسات الدفاعية الواجبة . تضمنت فعاليات اليوم الأول 4 جلسات علمية اشتملت الأولي علي 5 أوراق تقدم بها باحثون وأساتذة من عدة جامعات عربية تناولت موضوعاتها محاور البيئة والإعلام والتشريعات البيئية والكوارث الطبيعية ومنها دراسة حاولت من خلالها الدكتورة هبة أمير أحمد خليل بقسم الإعلام بكلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان وضع الضوابط والمعايير لتحقيق التوافق بين البيئة وإعلانات الطرق وتري أن الوسيلة الإعلانية قد تشكل مشكلة بيئية ترقي لمستوي التلوث فقد تكون الوسيلة ناجحة وتؤدي وظيفتها في جذب الانتباه وإقناع المستهلك ولكنها تري أيضا أنها تحتوي علي تقصير غير ظاهر وإضرارها بالبيئة كما تري أن الإعلان لابد أن يتلاءم مع طبيعة ونوع السلعة وطبيعة الفئة والمجتمع المستهدف بالرسالة الإعلانية . وفي الجلسة الثانية اهتمت دراسة الدكاترة يوسف أبو مايلة وسالم أبو عمر وماجد غانم بجامعة الأزهر بغزة برصد جودة مياه الشرب في قطاع غزة من حيث الوفرة والتقييم وخلصت إلي أن معظم سكان القطاع يعتمدون علي المياه المحلاة في المنازل أو المناطق العامة برعاية بعض المؤسسات وأثبتت الدراسة ان عينات المياه المأخوذة من المصدرين لا تتناسب مع معايير منظمة الصحة العالمية وسجلت نسبة الكالسيوم في العينات 1.7ملجم/لتر والماغنسيوم 0.3ملجم /لتر وهي نسب اقل من المعدل الموصي بة عالميا وهو مايؤثر بالسلب علي الصحة العامة للسكان وأوصت الدراسة بضرورة الاهتمام السريع بمعالجة الأمر وتوفير المياه الصالحة للشرب والاستخدام الادمي . وناقشت ورقة زهدي سهلب وعلي أبو زنيد بجامعة بوليتكنيك الفلسطينية أزمة التلوث المائي في فلسطين وتحديدا في مناطق السلطة الوطنية وطالبت بالوعي بالفكرة الصهيونية التي ترتكز علي ربط وجود الاحتلال باستمرار ومقدار سيطرته علي مصادر المياه في المنطقة ووضحت الورقة الحلول المقترحة للازمة بتوضيح الدور المنوط بالسلطة الوطنية الفلسطينية في إدارة الأزمة من خلال المشاريع الوطنية القائمة وانجاز المزيد منها وطالبت بتبني الحصول علي الاستحقاقات المائية المتفق عليها وتطوير الإطار القانوني والاداري لقطاع المياه في فلسطين لإتاحة إدارة أفضل لمصادر المياه. واثبت البحث الذي أجراه علي حسون , صفاء عبد الرازق وأمل ياسين بوزارة التعليم العالي العراقية إمكانية إعادة استخدام مياه الصرف الصحي قبل صرفها إلي البيئة باستخدام مرشحات طبيعية صديقة للبيئة مثل الهدبيات والقصب كمرشحات بيولوجية جعلت بالتجربة من المكونات النهائية لمياه الصرف ضمن المحددات العالمية وصالحة لاستخدامات عديدة مثل الري كما تصلح نواتجها كسماد عضوي لمكافحة التصحر. كما نوقشت 6 أوراق عمل في الجلسة الثالثة التي ترأسها الدكاترة سعيد أحمد إبراهيم، وجيه جمعه وميمون الطاهري عن التلوث الكيميائي الذي أستحوذ أيضاً علي البحوث المقدمة في الجلسة الرابعة من خلال أوراق 7مشاركين برئاسة الدكاترة سعيد منصور الغالبي، عبد المعز أحمد إسماعيل، عادل شحاته. وعلي هامش الفعاليات تضمن برنامج المؤتمر في يومه الأول معرضاً بيئياً وحفلاً موسيقياً.