منذ الإعلان عن القرار مساء الأربعاء الماضى، والدعوات فى كل مكان، تطالب بمقاطعة كل منتج أمريكى والدعاء والصلاة من أجل المسجد الأقصى، والقضية الفلسطينية مكانتها فى قلب كل مصرى وعربى، وقد تربينا كأجيال على أن نصرة فلسطين وعودة الحق والأرض لأصحابها هى قضية كل مصرى، وظلت العروبة وحق العودة هى ركائز أساسية يعلمها كل مصرى بسيط ويؤمن بها ويسعى للعمل عليها، وعلى الرغم من محاولات إشغالنا المتعمدة وإلهائنا بشؤون داخلية تظل القضية الفلسطينية فى عقل وفكر كل مصرى، من هذا المنطلق عندما سألنا المصريين البسطاء عن سلاح الشعوب فى مواجهة ما يحدث على الأرض الفلسطينية وتهويد القدس، تباينت الإجابات واختلفت جمعيها على عدة طرق تستطيع الشعوب أن تتخذها لنصرة الأقصى.. إلا أنها اتفقت على شىء واحد هو أن القضية الفلسطينية قضية كل مصرى وكل عربى. تقول الحاجة سهير محمد (بالمعاش): لازم نرجع سلاح المقاطعة تانى نقاطع كل ما هو امريكى، حتى يخشى الشعب الامريكى على اقتصاده والأمريكان جبناء يهمهم الاقتصاد قبل السياسة ونوقف ضخ أى استثمارات عربية فى أمريكا، وده يعادل سلاح النفط اللى استخدمه العرب فى حرب أكتوبر وكان له فائدة كبيرة وساهم فى تحقيق النصر على إسرائيل، وستات البيوت على وعى كامل بأن فى المقاطعة حل ووسيلة ضغط للرجوع عن القرار، وعندنا بدائل كثيرة للمنتجات غير الأمريكية يمكن استخدامها وقد تكون فرصة حتى يعود المنتج المصرى إلى الصادارة ويعود عليه الطلب بين المصريين. وترى رانيا عرفة (أخصائية اجتماعية) أن الأجيال الجديدة اختلط عليها الأمر ولا بد من اتخاذ ما حدث فرصة من أجل إعادة توعيتهم بأهمية القضية الفلسطينية للعالم العربى أجمع وفى رأيى أن سلاحنا هو تنشئاه أجيال مدركة حقيقة ما يحدث من حولها، ومقاومة من يسعون لإزاحة القضية الفلسطينية من عقول وقلوب الأجيال القادمة. وأنا عن نفسى بدأت مع اولادى أحدثهم من جديد عن القضية وعن أهمية القدس للمسلمين ولكل الأديان السماوية، ونستطيع أن نخرج من بيوتنا ومن أولادنا صلاح الدين الايوبى الجديد الذى يحرر الأقصى ويرد الحق لأصحابه. ويطالب محمود عبد الرحيم (المحامى) باللجوء إلى التحكيم الدولى لأنه وفقا للقرارات الأممية وآخرها القرار 2334 الخاص بالشأن الفلسطينى فإن «القدسالشرقية هى عاصمة الدولة الفلسطينية» فكيف لقرار أحادى أن يلغى قرارات أممية تتخذها أمم بالكامل؟! هذا إلى جانب المقاطعة حتى للإعلام الامريكى الذى يسعى إلى تضليل الرأى العام بشأن القضية الفلسطينية، وتستطيع كل نقابة مهنية فى مصر إنشاء لجنة لتوعية أعضائها بحقيقة الصراع العربى الصهيونى، وهذا ما بدأت بعض النقابات المهنية فى مصر عمله خلال الأيام الماضية فقد قررت النقابات مقاطعة المنتجات الأمريكية ودعت أعضاءها لتفعيل القرار، إلى جانب الدعوة إلى وقفة لكافة أعضاء النقابات أمام السفارة الأمريكية، ودعت لرفع العلم الفلسطينى على كافة مقرات النقابات المهنية فى القاهرة والمحافظات. ويشاركه الرأى منى عبد المنعم (محامية) حيث تقول: لا بد من مخاطبة النقابات المهنية فى العالم لإعلامهم بموقف النقابات المصرية والعربية ودعوتهم إلى اتخاذ مواقف مشابهة، بعمل مقاطعة والتعريف بالقضية الفلسطينية ومحاولات أمريكا وإسرائيل طمس الهوية العربية للقدس، وأيضًا إقامة دعاوى فى المحاكم الدولية ضد قرار الرئيس الأمريكى واتهامه بإفساد السلم العالمى وتحريضه ضد الشعب العربى فى فلسطين، وعلى البرلمان المصرى والبرلمانات الدولية مراجعة كافة الاتفاقيات مع الكيان الصهيونى، للتأكيد على الحق العربى فى أرض فلسطين كاملة. وترى الدكتورة رحاب إبراهيم (أستاذ القانون بالجامعة الكندية) أن من أقوى الأسلحة التى يمكن للشعوب العربية والحكومات استخدامها اليوم هو سلاح النفط والغاز، خاصة أن واردات أمريكا من النفط الخام تبلغ نحو 7.9 مليون برميل يوميًا، وكان لمثل هذا السلاح أثره فى حرب أكتوبر، وتستطيع الحكومات العربية التوقف عن شراء السلاح الأمريكى وإبرام صفقات مع شركات الطيران الأمريكية والتى يتم بموجبها شراء طائرات تتجاوز قيمتها عشرات المليارات من الدولارات سنويًا أضف إلى ذلك الاستثمارات العربية وقيمتها أكثر من تريليون دولار فى البنوك الأمريكية، وفى حال التلويح بسحب هذه الأموال نحو أسواق أخرى، فإن هذا قد يشكل مصدر قلق قوى للإدارة الأمريكية، وكذلك وقف التبادل التجارى، فحسب الأرقام فإن حجم التبادل التجارى بين الدول العربية وأمريكا تجاوز 100 مليار دولار فى العام 2016، وبالتالى فإن الشعوب العربية قد يكون لها دور مهم فى معاقبة أمريكا ورئيسها اقتصاديًا.