أكدت لاور كانيكاس ديبريس سفيرة فنلندا بالقاهرة أن حكومة بلادها تمول 64 في المائة من التعليم العالي وإتاحته مجانا وهو نظام يتسم بالمرونة، مشيرة إلى أن نظام التعليم الفنلندي استطاع مواكبة التغيرات السريعة وتعزيز التفكير وتحليل المعلومات والأرقام للمواطنين ليكونوا أكثر تقدما في القرن الحادي والعشرين. وأضافت ديبريس في كلمتها اليوم الاثنين أمام مؤتمر تحت عنوان (سر تميز التعليم الفنلندي) إن المؤسسات التعليمية تقدم المستوى الثالث للتعليم مما نتج عنه إتاحة إقامة صروح تعليمية في مجالات التكنولوجيا والآداب والهندسة بجانب السماح بتقديم دورات للطلاب في العلوم المتعددة. ونوهت بأهمية هذا المؤتمر الذي يقدم أفضل الممارسات في مجال التعليم العالي في فنلندا وإيجاد طرق لتطبيقها في مصر، وأوضحت أن بلادها لا تسعى إلى اقتباس نظامها التعليمى في مصر ولكن بذل جهود مشتركة مع الدول الصديقة، وأن بلادها مستعدة لتقديم أفضل الممارسات في ضوء أن مصر لديها رؤية تهدف إلى تطوير التعليم العالي في البلاد، مشددة على أهمية تعزيز الحوار بين البلدين فضلا عن التعاون من أجل استعداد مصر لمواجهة التحديات المستقبلية. وذكرت السفيرة أن المنظومة الفنلندية تعمل على المساواة بين الجنسين واحترام هذه المساواة بغض النظر عن الخليفة اللغوية والاجتماعية..مضيفة" إن هذا المؤتمر يستهدف تقديم أفضل الممارسات في ضوء تقرير البنك الدولي الذي أشار إلي انخفاض مستوى التعليم العالي في كثير من الدول..موضحة أنه بالرغم من أن فنلندا ليست من أفضل الدول التي تبنت عمليات الإصلاح، إلا أن الخبراء في بلادها يعملون على الإصلاح في مجال التعليم. وبدوره، قال الدكتور عصام خميس نائب وزير التعليم العالي" إن هذا المؤتمر يتيح فرصة الاستفادة من التجربة الفنلندية من خلال الانخراط وإقامة شراكات مع الدول الصديقة مثل فنلندا ودعم التعاون المشترك". وأضاف خميس" إنه منذ العام 2007 تم تنظيم أعوام للتعليم والتكنولوجيا مع دول مثل ألمانيا واليابان والولايات المتحدة والصين وغيرها...، موضحا أن هذه الأطر التعاونية تضمنت أنشطة وفعاليات استفاد منها قطاع التعليم في مصر واستفاد منها الطلاب المصريون، وتم تنفيذ مشروعات تطبيقية انعكست إيجابا على مختلف القطاعات في البلاد..منوها بالتعاون المثمر بين مصر وفنلندا في المجالات كافة، ولاسيما في مجال التعليم في ضوء تميز فنلندا كدولة متقدمة في هذا المجال حيث تصدرت القائمة في تقرير التنافسية العالمية لعام 2015 . وأكد خميس أن الحكومة المصرية حريصة على تحسين نوعية التعليم حيث وضعت استراتيجية لتطوير التعليم العالي والعلوم والتكنولوجيا في العام 2030 والتي ترتبط بالرؤية الوطنية لمصر لعام 2030 التي تعمل على تطوير منظومة التنمية في القطاعات كافة. وأشار إلى أن المنظومة التعليمية تقدم خدمات ملائمة ومرنة وفعالة من أجل المساهمة إيجابا في الاقتصاد والذي يقوم على اقتصاد المعرفة والاستعانة بالخبراء التقنيين..مضيفا إن استراتيجية التعليم العالي تقوم على الاستعانة بالمؤسسات الموجودة وإقامة مؤسسات جديدة سواء كانت حكومية أوخاصة أوأهلية ووضع برامج أكاديمية والتوسع في مجالات التعليم عن بعد والتعليم المدمج والتعليم المستمر فضلا عن الاهتمام بالتكنولوجيا من أجل خدمة المجتمع المحلي . وأضاف" كما أن الاستراتيجية تعمل على التوسع في استقبال الطلاب الوافدين من الدول العربية والمنح المشتركة وشراكات التنمية والتوسع في اتفاقيات التوأمة بين الجامعات المصرية مع نظيرتها العالمية. وذكر نائب وزير التعليم العالي أنه يوجد 50 جامعة حكومية وخاصة، وجامعة الأزهر و3 أكاديميات و 45 مركزا تكنولوجيا و157 معهدا بينما يوجد نحو 77ر2 مليون طالب يدرسون في مصر يمثلون 30 في المائة من الشريحة العمرية ما بين 18 إلى 22 سنة، ومن المستهدف الوصول إلى 33 في المائة عام 2020 و 40 في المائة بحلول عام 2030 . وأكد أن مصر تمتلك أكبر ثروة بشرية فضلا عن بنية تحتية في مجال التعليم وجامعات كثيرة بجانب المعرفة التي من أحدثها وأهمها بنك المعرفة الذي يعد أهم مصادر المعرفة في البلاد.. مشيرا إلى الخطة الموضوعة لإقامة جامعة المستقبل لعام 2050 . من جانبه، أكد الدكتور ياسر عبد العزيز نائب وزير التربية والتعليم والتعليم الفني أهمية التعاون مع فنلندا في مجال التعليم ..مشيرا إلى أنه ستتم دعوة الخبراء الفنلنديين لزيارة المدارس المصرية من أجل تقديم الاستشارة الفنية حول تطوير التعليم في البلاد، وأن وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور طارق شوقي يعتزم زيارة فنلندا قريبا للتعرف على التجربة الفنلندية . وعلى هامش المؤتمر، وقعت جامعة يانك الفنلندية اتفاقية مع الجامعة المصرية الصينية والمركز الدولي للتدريب وجودة الخدمات في مصر حول منح دراسة الماجستير يتم فيها التعاون بين أعضاء هيئة التدريس من مصر وفنلندا لمساعدة الطلاب على نيل هذه الدرجة..وتعد هذه الجامعة من أفضل 5 جامعات في فنلندا وأفضل 10 جامعات في أوروبا.