دونالد ترامب: على إسرائيل ضرب المنشآت النووية الإيرانية    فرص عمل وقرارات هامة في لقاء وزير العمل ونظيره القطري، تعرف عليها    رئيس شعبة الدواجن: مشكلة ارتفاع أسعار البيض ترجع إلى المغالاة في هامش الربح    عودة خدمات إنستاباي للعمل بعد إصلاح العطل الفني    جيش الاحتلال يوجه إنذارًا عاجلًا بإخلاء مبنى في شويفات الأمراء    "حزب الله" يكشف قصة صور طلبها نتنياهو كلفت إسرائيل عشرات من نخبة جنودها    عاجل - عمليات "حزب الله" ضد الجيش الإسرائيلي "تفاصيل جديدة"    بلومبيرج: البنتاجون سينفق 1.2 مليار دولار لتجديد مخزون الأسلحة بعد هجمات إيران والحوثيين    مصدر يكشف أزمة جديدة قد تواجه الزمالك لهذه الأسباب    "تم فرضهم عليه".. تصريحات صادمة من وكيل أحمد القندوسي بشأن أزمته مع الأهلي    طلعت منصور: شاركت تحت قيادة الجوهري في 3 أماكن مختلفة    اليوم.. محاكمة إمام عاشور في واقعة تعديه على فرد أمن بمول بالشيخ زايد    شبورة مائية كثيفة.. الأرصاد تحذر من الظواهر الجوية اليوم    حقيقة وفاة الإعلامي جورج قرداحي في الغارات الإسرائيلية على لبنان    وائل جسار يعلن علي الهواء اعتذاره عن حفله بدار الأوبرا المصرية    عاجل - توقعات الرد الإسرائيلي على هجوم إيران.. ومخاوف من ضرب مواقع نووية    إعلام فلسطيني: جيش الاحتلال ينسف مبان سكنية شمال مخيم النصيرات وسط غزة    عاجل - حقيقة تحديث « فيسبوك» الجديد.. هل يمكن فعلًا معرفة من زار بروفايلك؟    «لو مكانك اختفي».. رسالة نارية من ميدو ل إمام عاشور (فيديو)    أول ظهور ل مؤمن زكريا مع زوجته بعد تصدره «الترند».. والجمهور يدعو لهما    عمرو سلامة يختار أفضل 3 متسابقين في الأسبوع الخامس من برنامج «كاستنج»    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 5-10-2024 في محافظة البحيرة    سعر الريال السعودي اليوم في البنك الأهلي عقب ارتفاعه الأخير مقابل الجنيه المصري    ميدو يكشف كواليس مثيرة بشأن رفض نجم بيراميدز الانتقال إلى الزمالك    حرب أكتوبر.. أحد أبطال القوات الجوية: هاجمنا إسرائيل ب 225 طائرة    صحة المنوفية: تنظم 8365 ندوة على مستوى المحافظة لعدد 69043 مستفيد    الكشف ب 300 جنيه، القبض على طبيبة تدير عيادة جلدية داخل صيدلية في سوهاج    أعراض الالتهاب الرئوي لدى الأطفال والبالغين وأسبابه    حبس تشكيل عصابي متخصص في سرقة أسلاك الكهرباء واللوحات المعدنيه بالأأقصر    إجراء تحليل مخدرات لسائق أتوبيس تسبب في إصابة 8 أشخاص بالسلام    تناولتا مياة ملوثة.. الاشتباه في حالتي تسمم بأطفيح    عمرو أديب عن حفل تخرج الكليات الحربية: القوات المسلحة المصرية قوة لا يستهان بها    الحوار الوطني| يقتحم الملف الشائك بحيادية.. و«النقدي» ينهي أوجاع منظومة «الدعم»    وكيله الحالي: تصريحات قندوسي صحيحة وأسانده.. واستدعاء الأهلي اليوم جلسة وليس تحقيقًا    تفاصيل مرض أحمد زكي خلال تجسيده للأدوار.. عانى منه طوال حياته    عمرو أديب عن مشاهد نزوح اللبنانيين: الأزمة في لبنان لن تنتهي سريعا    الكويت.. السلطات تعتقل أحد أفراد الأسرة الحاكمة    دعاء قبل صلاة الفجر لقضاء الحوائج.. ردده الآن    لمدة 12 ساعة.. قطع المياه عن عدد من المناطق بالقاهرة اليوم    ندى أمين: هدفنا في قمة المستقبل تسليط الضوء على دور الشباب    اندلاع حريق داخل مصنع بالمرج    معتز البطاوي: الأهلي لم يحول قندوسي للتحقيق.. ولا نمانع في حضوره جلسة الاستماع    «مش كل من هب ودب يطلع يتكلم عن الأهلي».. إبراهيم سعيد يشن هجومًا ناريًا على القندوسي    هيغضب ويغير الموضوع.. 5 علامات تدل أن زوجك يكذب عليكي (تعرفي عليها)    لمدة 5 أيام.. موعد صرف مرتبات شهر أكتوبر 2024 وحقيقة تبكيرها (تفاصيل)    عز يرتفع من جديد.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 5 أكتوبر 2024    رئيس جامعة الأزهر: الحروف المقطعة في القرآن تحمل أسرار إلهية محجوبة    الجيش الأمريكي: نفذنا 15 غارة جوية على أهداف مرتبطة بجماعة الحوثي اليمنية    المصرية للاتصالات: جاهزون لإطلاق خدمات شرائح المحمول eSim    البابا تواضروس الثاني يستقبل مسؤولة مؤسسة "light for Orphans"    «ممكن تحصلك كارثة».. حسام موافى يحذر من الجري للحاق بالصلاة (فيديو)    تفاصيل الحلقة الأولى من "أسوياء" مع مصطفى حسني على ON    رشا راغب: غير المصريين أيضًا استفادوا من خدمات الأكاديمية الوطنية للتدريب    تناولت مادة غير معلومة.. طلب التحريات حول إصابة سيدة باشتباه تسمم بالصف    عظة الأنبا مكاريوس حول «أخطر وأعظم 5 عبارات في مسيرتنا»    بمشاركة 1000 طبيب.. اختتام فعاليات المؤتمر الدولي لجراحة الأوعية الدموية    أذكار يوم الجمعة.. كلمات مستحبة احرص على ترديدها في هذا اليوم    «وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ».. موضوع خطبة الجمعة اليوم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



واصل:من يموت وهو يهاجم مبني الداخلية مفسد في الأرض
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 21 - 02 - 2012

الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية هو أحد علماء الأزهر الأجلاء الذين لا يخشون في الحق لومة لائم، كان مفتيا للجمهورية في عهد النظام السابق في الفترة من عام 1996 حتي 2002، لم يكن يوما طالبا ولا راغبًا في منصب لذلك ومع بداية توليه منصب المفتي أراد أن يضع النقاط فوق الحروف وأن يؤكد أن قراره وفتاواه لن تخضع إلا لما يرضي الله وليس ما يرضي الحاكم وهو ما نقله للرئيس مبارك في أول لقاء يجمعهما وصدرت فتاواه في مواقف عديدة علي غير ما يرضي مبارك ونظامه وخاصة ما يتعلق بتصدير الغاز والتطبيع مع إسرائيل والحرب علي العراق وفتواه عن المسابقات التي تدخل مبارك بنفسه ليطلب التراجع عنها فرفض الشيخ الجليل ليكون هذا أحد أسباب عدم التجديد له في منصب الإفتاء، ولأننا في وقت حرج نحتاج فيه إلي الصدق وعدم المواربة كان لنا هذا الحوار مع الشيخ نصر فريد واصل الذي كشف خلاله عن تفاصيل علاقته وخلافه مع النظام السابق ورؤيته لما تمر به مصر الآن، كما تحدث عن مفهوم الشهيد ورأيه في أداء المجلس العسكري والقوي السياسية والبرلمان والدعوة للعصيان المدني وغيرها من قضايا وإلي نص الحوار:
ما رأي فضيلتكم فيما تمر به مصر هذه الأيام؟
الحالة التي تمر بها مصر الآن لا تسر عدوًا ولا حبيبًا حيث يغيب الاستقرار والأمن وهو ما يحتاج أن نكون جميعا علي قلب رجل واحد لوقف هذه المهزلة التي تهدد أمن مصر واقتصادها فيجب أن تتوقف الفوضي وأن يأخذ القانون مجراه تجاه الخارجين عليه.
وما الأسباب التي أدت إلي حالة الفوضي التي تعيشها مصر؟
تفرق الجماعات السياسية التي تتنازع فيما بينها ولا تتفق علي كلمة سواء في اتخاذ موقف موحد حتي بعد أن استقر مجلس الشعب الذي تم اختياره بإرادة شعبية وانتخابات نزيهة ليصبح هذا المجلس هو صوت الشعب الذي يجب أن يلتف حوله الجميع ويتوقفوا عن هذا الخروج المختلف تحت طلبات خاصة سواء سياسية أو فئوية أو حزبية ولكن للأسف وجدنا البعض يحاول أن يوقف السير للأمام وقد اقترب موعد انتخاب الرئيس واستكمال أدوات الدولة التشريعة والتنفيذية والقضائية.
وما هي من وجهة نظركم القوي التي تسعي لذلك؟
أصحاب المصالح الذين كانوا مستفيدين قبل الثورة سياسيا واقتصاديا وكانت لهم الهيمنة والسيطرة والذين تسببوا في انتشار الفساد والفقر والخراب في مصر والدين الذي تعدي اكثر من تريليون جنيه ووقع اكثر من 40% من الشعب تحت خط الفقر، وهؤلاء المستفيدون يريدون العودة مرة أخري.
تقصد بهؤلاء المستفيدين من ارتبطت مصالحهم بالنظام السابق؟
نعم من ارتبطت مصالحهم بالنظام السابق داخليًا وخارجيًا والذين استولوا علي مقدرات مصر الاقتصادية والسياسية وكذلك من المصالح الخارجية التي تريد أن تبقي مصر ضعيفة لمصلحة إسرائيل وأمريكا والقوي المهيمنة عالميا، ودائمًا يحاول هؤلاء المستفيدون أن يشوهوا وجه الثورة بما يرتكبونه من جرائم في محاولة لإثبات أنها جاءت بالخراب علي مصر وأن الوضع في ظل النظام السابق كان أفضل.
ولكن ما دور المسئولين عن إدارة مصر الآن في كل ما يجري؟
بلا شك هناك تقصير كبير جدًا من جانب المسئولين عن إدارة هذه المرحلة وذلك لأن القانون لم يأخذ مجراه سواء القوانين التي لم يتم تفعيلها أو ما كان يستلزم استصداره من قوانين تتناسب مع هذه الجرائم حتي إنه كان يمكن تفعيل قانون الطوارئ بشدة مع جرائم قطع الطرق والفساد، كذلك ما يحدث من جرائم يرتكبها بعض البلطجية باسم الثوار وهم لا ينتمون للثوار فالثورة نجحت بالسلم وجمع الكلمة ولم يخرج أي ثائر علي القانون حتي عندما اختفي الأمن، فكيف يحدث هذا بعد عودة الشرطة؟ وهو ما يؤكد أن هناك تهاونًا من جانب المسئولين.
وهل تعتقد أن هناك أيادي تنتمي للنظام السابق مازالت موجودة وتعمل داخل المنظومة الحاكمة الآن؟
بالطبع هناك قلة مازالت موجودة رغم أن الغالبية من الشرفاء لكن هذه القلة مازالت في أماكنها تفسد هي وشركاؤها ومازال الحزب الوطني مندسًا كالأخطبوط في جهاز الدولة في المحليات والإدارات المختلفة والجهاز الإداري حيث سقط رأس النظام ولكن مازال جسده موجودًا، وهؤلاء اعتبرهم كالمنافقين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر بين المسلمين وهؤلاء يمثلون خطورة كبيرة علي مصر.
ولكن عندما تقع هذه الحوادث يتشكك البعض في المجلس العسكري والداخلية والجهاز الأمني؟
لابد من إظهار الحقائق فالسلطة معها العديد من الأدوات الأمنية وجهاز المخابرات العسكرية والمدنية ومباحث الأمن وعليهم أن يضعوا أيديهم علي من يندسون لارتكاب هذه الجرائم ومن السهل كشفهم وتقديمهم للمحاكمة لإظهار من هو وراء هذه الأحداث وعدم كشفهم وتقديمهم للعدالة يثير التساؤلات.
وهل تعتقد أن عدم الكشف عن هؤلاء يتم عن عمد أم بسبب سوء الإدارة؟
أعتقد أنه ليس عن عمد ولكن لسوء الإدارة وعدم الجرأة علي كشف الأسباب إما لأسباب داخلية أو خارجية ولكن هذا فيه خطورة كبيرة فالطبيب الجراح إذا كانت يده مرتعشة ولم يكن حازمًا وجريئًا سيموت المريض.
كل هذه العوامل دفعت البعض إلي الإعلان عن العصيان المدني والإضراب فما رأي فضيلتكم في هذا؟
كل هذا خلط للأوراق فالعصيان المدني معناه تعطيل الحياة وهو ما يعود بالضرر علينا، فنحن لسنا في دولة محتلة يحكمها مستعمر ونحن الآن لدينا مجلس شعب وهو نافذة للشعب وفي يده سلطة التشريع والرقابة وأنا لا أوافق علي العصيان المدني، وتوقف هذه المصالح ولو لفترة قصيرة يتم حسابه بالمليارات ولابد من إعمال العقل للتعبير السلمي عن الاحتجاج.
ولكن كثيرًا ممن يدعون إلي العصيان المدني يعتبرونه وسيلة للضغط لإنهاء حكم العسكر ونقل السلطة إلي رئيس مدني؟
هناك مجلس شعب ونظام سياسي وخطة موضوعة لنقل السلطة ويجب تفعيل ذلك بطرق سلمية وليس بالعصيان المدني أو الوسائل التي تؤدي إلي العنف والصدام الذي يمكن ان يتسع ويؤدي إلي حرب أهلية وصدام.
في الفترة الأخيرة حدث جدل حول مفهوم الشهيد وتحدث البعض عن أنه ليس كل من يموت في هذه الأحداث يعتبر شهيدًا حتي إن البعض تحدث عن أن من لقوا حتفهم في أحداث بورسعيد ليسوا شهداء، فما رؤيتكم لمفهوم الشهيد؟ وهل ينطبق علي كل من يموت في هذه الأحداث؟
الشهيد هو كل من مات وليس معتديا علي غيره ومات دفاعًا عن نفسه أو عرضه أو وطنه أو اعتدي عليه شخص بغتة كما حدث في أحداث بورسعيد فهؤلاء كانوا مسالمين وفوجئوا بالاعتداء فهم شهداء، إنما من يعتدي علي المنشآت كما يحدث أمام وزارة الداخلية ممن يحملون المولوتوف والطوب فهؤلاء عندما يقتلون ليسوا شهداء لأنهم يفسدون ويدمرون أما من يعتصم مسالما في ميدان التحرير في خيمة أو يرفع لافتة ولا يعطل المرور ولا الحياة وتم الاعتداء عليه فهذا شهيد، وهذا ينطبق علي رجال الشرطة إذا كانوا يدافعون عن أنفسهم وعن مبني الوزارة ومن مات أثناء ذلك فهو شهيد.
فضيلتكم تحدثتم عن شرعية البرلمان الذي يشكل أغلبيته التيار الإسلامي، فما رأيكم في هذه الأغلبية وفي الظروف التي أدت إلي نجاح التيارات الإسلامية في الحصول علي أغلبية البرلمان؟
أليس هذا البرلمان يمثل اختيار الشعب وهوية هذا الشعب إسلامية ولذلك جاءت بالإسلاميين فما العيب في ذلك؟!، وهذه التيارات جزء من الشعب وتعبر عنه وجاء بها الشعب في انتخابات حرة نزيهة فلماذا لا نترك العجلة تسير والشعب هو المراقب ولنعطيهم الفرصة وإذا نجحوا كان بها وإذا لم ينجحوا فليأت الشعب بغيرهم والشعب الذي أسقط النظام السابق قادر علي إسقاط غيره.
ولكن البعض الآن يشن حربًا علي الإخوان ويري أن البرلمان لا يعبر عن مطالب الثورة وأن الميدان فوق البرلمان؟
من في الميدان لا يمثلون كل الشعب ولكنهم يمثلون المعارضة والشعب هو الذي أتي بالأغلبية فالشعب بالكامل مع هذا البرلمان، أما هذه الفئة القليلة المعارضة فهي فئة تعبر عن نفسها وعن البعض الذي يوافقها من الشعب ولكنها ليست كل الشعب وهي في هذه الحالة تفسد و تعطل المسيرة، وعلينا أن نساعد البرلمان ونعاونه ولا نعطل مسيرته ونطلب منه التشريعات اللازمة لسرعة نقل السلطة وانتخاب الرئيس.
البعض يتهم الإخوان بأنهم أصابهم الاستعلاء بعد هذا الفوز وانهم يسيرون في طريق الحزب الوطني نفسه؟
ولماذا نختلق ما لا يوجد فهم الآن في خطواتهم الأولي فلماذا نعطل المسيرة؟ نحن مازلنا ندير مفتاح السيارة للتسخين، فلماذا نغلق المفتاح لنوقفها مرة أخري؟!
وما رأيكم في الدعوات التي تشير إلي ضرورة أن يترك المجلس العسكري السلطة الآن؟
مسألة انتقال السلطة أمر مفروغ منه ولكن المهم هو المنهج والطريقة التي سيتم بها هذا الانتقال، فلابد أن يكون آمنا وليس فيه عنف وأن نتوافق جميعًا عليه وكلما كان الأمر أكثر سرعة كان أفضل.
هناك الكثير من الشكوك والاعتراضات علي عدم وضع الرئيس السابق كغيره من المتهمين في سجن طرة وتمييزه بوضعه في مستشفي عالمي وما تتحمله الدولة من تكلفة علاجه ونقله بالطائرة وغير ذلك من أمور استفزت الشعب.
هو واحد من الشعب والمفروض أن القانون يساوي بين الجميع وكان في هذا استفزاز للناس فهو متهم لابد أن يطبق عليه ما يطبق علي سائر المتهمين.
وهل تنطبق علي النظام السابق تهمة الإفساد في الأرض؟
بلا شك لو كنا نطبق الحكم الشرعي تنطبق عليه تهمة الإفساد في الأرض لأن كل ما حدث من إفساد وفساد هو المسئول عنه من الناحية المدنية والسياسية.
فضيلتكم توليتم منصب مفتي الجمهورية في عهد النظام السابق فكيف كنت تتعامل مع هذا النظام الذي كان يضع أنفه في كل شيء؟
كنت أتعامل من خلال السلطة المخولة لي بالشرع والقانون ومن منطلق أن الناس جميعا سواسية ولا فرق بين رئيس وغفير فلم أكن أخشي في الله لومة لائم وفي أول لقاء لي مع الرئيس السابق مبارك قلت له إن أمن الحاكم وأمن الدولة يأتي من الدين وان التمسك بالدين هو الذي يحفظ الحاكم ويحفظ الشعب وتحدثت معه باستفاضة عن الخارجين علي القانون من الجماعات الإرهابية وبينت له أن هذا حدث بسبب إهمال الدين الذي لم يتم تفعيله في الأخلاقيات ولا في التشريعات وكان هذا في أول لقاء لي بالرئيس بعد تعييني في منصب المفتي حيث عينت بأمر تكليف وكنت غير راغب في هذه الولاية التي عرضت علي أكثر من مرة ولمدة عامين كاملين واعتذرت عنها لأنني كنت لا أريد أن يحدث صراع يؤدي إلي فتنة إذا حدث خلاف بين أمر ديني وغيره أو أن ينسب لي ما لا أريده، فالذي ضيع الدولة هو تهميش الدين فكانت المادة الثانية من الدستور موجودة ولكن لم يتم تفعيلها حتي إن نسبة الطلاق وصلت إلي 40% في الوقت الذي كانت فيه هذه النسبة قبل تولي مبارك وفي بحث أجريته عن نظام الأسرة حوالي نصف في المائة فقط وكل هذا نتيجة تهميش الدين والفصل بين الدين والدولة وهو للأسف الشعار الذي عاد البعض ليرفعه الآن فالإسلام دين ودولة ولا يجب الفصل بين الاثنين.
وماذا كان رد الرئيس مبارك في هذا الحوار؟
أجاب بأنه لا يتدخل في أي اختصاصات للقضاء الذي يفصل في أي نزاع وأنه لا تدخل في عمل دار الإفتاء وفي أي فتاوي تصدرها وهو ما كنت أهتم ب تأكيده مع بداية تولي عملي في دار الإفتاء وقد حدث وقلنا الرأي الشرعي برفض تصدير الغاز لإسرائيل واتفاقية الكويز وقانون الخلع والحرب علي العراق وأفغانستان والمقاطعة الاقتصادية لإسرائيل وقلت هذا صراحة في فتاوي رسمية وفي بحوث ومحاضرات.
ولكن هل حدث اتصال مباشر من الرئيس مبارك للتدخل بشأن إحدي الفتاوي التي ارتبطت بمصلحة ابن أحد رجال هذا النظام؟
كان هناك فتوي أصدرتها بشأن إحدي المسابقات ولعلها كانت هي الخط الفاصل في العلاقة مع النظام السابق حيث أصدرت فتوي بشأن برنامج من سيربح المليون وكان ابن صفوت الشريف شريكًا فيها وهو برنامج علي المستوي العربي وكنت في الكويت وطلبت إحدي السيدات فتوي عن هذا الموضوع حيث أشارت إلي أن بعض الآباء يشكون من فواتير التليفونات التي تصل إلي 100 ألف درهم بسبب هذه البرامج وقلت لها ترسل السؤال إلي دار الإفتاء حتي تتم دراسته وبعد عودتي وجدت أن هناك أسئلة أخري من مصر حوله فبحثت الموضوع ودرسته وعندما وجدت أن هذا الموضوع مثار في الداخل والخارج عرضت الموضوع علي مجمع البحوث الإسلامية حتي تكون الفتوي عامة وصدرت الفتوي بعدم مشروعية هذه المسابقات والاشتراك فيها لأنها نوع من المقامرة وفوجئت بردود فعل كبيرة علي هذه الفتوي وفي اليوم التالي اتصل بي وزير العدل وأشار إلي أن الرئيس مبارك بنفسه اتصل به بعد أن اتصل به صفوت الشريف وطلب إعادة بحث الفتوي مرة أخري فرفضت.
أشار البعض أيضًا إلي أن فتوي تحريم التدخين كان لها دور في الخلاف بينكم وبين النظام السابق.
كانت هذه فتوي عالمية وأخذتها منظمة الصحة العالمية ونشرتها وتم تفعيلها في الخارج أكثر من مصر وترتب عنها أحكام قضائية عالمية لصالح من أضيروا بسبب التدخين حيث أثبتنا من خلال دراسة عالمية أن هناك تدليسًا من شركات التدخين.
وهل كانت هذه الفتاوي سببا في عدم التجديد لفضيلتكم في منصب الإفتاء وعدم اختياركم في مناصب أخري كرئاسة جامعة الأزهر أو مشيخة الأزهر؟
لا يعنيني هذا فأنا لم أكن أسعي أو أرغب في أي منصب.
وماذا كان شعوركم أثناء الثورة وخاصة لحظة التنحي؟
أنا كأي مواطن كنت أشعر بأن هذا الفساد والظلم لابد أن يزول وكنت أتوقع أن تحدث الثورة فمصر كما قال عنها الرسول 'ص' كنانة الله في أرضه وقال عنها الله تعالي: 'ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين' ومعني أنها كنانة الله في أرضه أنها الجراب أو الوعاء الذي توضع فيه الأسلحة التي تحمي وهذا يعني أن كل من في مصر جنود يحمون العالم وليس مصر فقط ومعني الجنود يشمل الجندي المسلح والمزارع وغيرهم وهذا سر قول الرسول 'ص': 'إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جندا كثيفا لأنهم خير أجناد الأرض وأنهم وأهليهم في رباط إلي يوم القيامة' أي أنهم في أمن فمصر بأجيالها كلها إلي يوم القيامة حامية لمصر وللعالم، ولذلك فنحن علي ثقة من أن كل المؤامرات ومحاولات التخريب التي تحاك لمصر الآن داخليا وخارجيا لن تنجح لأن هذا هو وعد الله ودعاء رسول الله 'ص' والعصابة العالمية تعرف أن مكمن القوة في مصر لذلك يحاولون هدمها، وهذا لن يحدث وستعود مصر لأمنها وقوتها وعلينا أن نتوقف عن النزاع ونعتصم بحبل الله ونتوحد علي قلب رجل واحد والأمة العربية والإسلامية ليست قاصرة علي المسلمين فقط ولكنها تضم كل مافيها من مسلمين أو غيرهم وإذا تشتتنا فحتي عباداتنا من صوم وصلاة وزكاة لن يقبلها الله، وقد نجحت الثورة بالسلم ولم تنجح بالقوة والسلاح وعندما حاد البعض عن السلم وبدأ التخريب أصبحت الثورة في خطر.
وما رأيكم في كيفية التعامل مع من يقفون ويتظاهرون أمام وزارة الداخلية؟
أري ضرورة أن يتم التعامل معهم بأقصي حزم لأنهم ليسوا ثوارًا ولكنهم مخربون ومفسدون في الأرض، فالذين يهاجمون المنشآت ويخربون ويلقون المولوتوف كما يحدث أمام وزارة الداخلية وما أدي لحرق مبني الضرائب العقارية فهؤلاء مفسدون يحاربون الله ورسوله وجزاءهم أن يقتلوا ويصلبوا لأنهم سرطان يسعي لتخريب مصر.
ذكرت أجناد مصر ووصف الله ورسوله لهم ولكن هناك بعض الممارسات التي قام بها بعض الجنود في مصر في عدد من الأحداث الأخيرة مثل سحل الفتاة أو الاعتداء علي المتظاهرين ما جعل البعض يسب هؤلاء الجنود وأثر علي صورة الجندي المصري فما رأيكم في ذلك؟
هم أخطئوا والجندي بشر ولم يتعلم أو يتثقف ولا يجب تعميم خطأ جندي أو أكثر أو حتي فرقة من الجيش أو الشرطة علي كل الجنود فلا تزر وازرة وزر أخري ومن أخطأ من هؤلاء يجب أن يحاسب بحسم وفي الوقت نفسه أدعو وزارة الداخلية بدلا من إلقاء الغاز أو الخرطوش طالما أنها تعلم أن هؤلاء الذين يهاجمونها ليسوا ثوارًا أن تلقي القبض عليهم ويتم التحقيق معهم لمعرفة من وراءهم، وننهي هذه المعارك أمام الداخلية التي يدعي البعض انها ضد الثوار.
تكلمت عن خطأ فصل الدين عن السياسة في الوقت الذي يدعو فيه الكثيرون إلي هذا الفصل وعدم الخلط بين الدين والسياسة.
أؤكد خطورة فصل الدين عن السياسة فالخطأ هو استغلال الدين لتحقيق مكاسب سياسية.
وهل خلط الدين بالسياسة يتنافي مع مفهوم الدولة المدنية؟
بالعكس فالإسلام دولته مدنية والإسلام دين ودولة وعقيدته اتصال الإنسان بخالقه ولكن دولته تؤكد مفهوم العدالة والمساواة والقانون بمعني أن تجعل ما لقيصر لقيصر وما لله لله وتؤكد حق العباد وحرية العبادة ويتساوي كل المواطنين في الحقوق والواجبات والشريعة الإسلامية تؤكد مدنية الدولة والحقوق والحريات مكفولة للجميع بضوابط.
البعض يستخدم مصطلح تطبيق الشريعة الإسلامية فزاعة أو يعتقد أنها تقتصر علي تطبيق الحدود فما رأيكم في ذلك؟
مسألة تطبيق الشريعة تخضع للدستور الذي يحدد القوانين ويؤكد أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع والمبادئ تعني القواعد العامة في الحرية والعدالة والديمقراطية والشوري وحرية العقيدة وهي أسس حقوق الإنسان العالمية ولا أحد يختلف عليها، فحقوق الإنسان العالمية منبثقة من مبادئ الشريعة الإسلامية وفي القوانين تفصيلات لذلك في كل المعاملات التي يتساوي فيها الجميع، أما في الأحوال الشخصية والعبادات فهي متروكة لأصحابها.
ولكن هل يعني تطبيق الشريعة تنفيذ الحدود؟
لو تحدثنا عن تطبيق الحدود علي جريمة الزني مثلا يكاد يكون تطبيقها مستحيلا إلا في حالة الاعتراف الكامل والإصرار علي الإقرار بهذه الجريمة حتي ما قبل تنفيذ الحكم وهذا صعب جدا، كما أنها تحتاج إلي أربعة شهود عدول رأوها كاملة وهذا شبه مستحيل والشريعة تؤكد ضرورة درء الحدود بالشبهات ومسألة تطبيق الحدود مرحلة لا يمكن تطبيقها إلا بعد إيمان الناس واقتناعهم الكامل ويكفي أن نضع في هذه المرحلة القوانين التي تحمي المجتمع وقبل تطبيق الحدود يجب أن نوفر المطالب الأساسية للناس جميعًا من كساء ودواء وطعام و توفير إمكانية الزواج للجميع وهنا لا يكون لمن أخطأ عذر وهذا لا يمكن تطبيقه في وقت قريب والشريعة جاءت لإسعاد الناس وأمانهم واستقرارهم وليس لشقائهم، ومن خلق الخوف من الإسلام ومن تطبيق شريعته هو الاستعمار الذي يريد الفوضي ولا يريد الاستقرار والأمان.
ومن تراه الأنسب من مرشحي الرئاسة لتولي هذا المنصب؟
كلهم علي درجة من الكفاءة ولكن قد يظهر مرشح آخر وعندما يكتمل الترشح سنري كل البرامج ونختار علي أساسه.
ولكن هناك مرشحون ينتمون للتيارات الإسلامية فهل ستؤيد أيًا منهم؟
ليس هناك فرق بين مرشح إسلامي أو غيره، فالمهم أن يكون المرشح قادرا علي حماية الدستور والقانون والفرد والجماعة وعلي التخاطب الداخلي والخارجي، وأن يتخذ القرارات في الوقت المناسب بحسم، فنحن نضع قواعد عامة ومن تتوافر فيه هذه الشروط فنحن معه والشعب أصبح لديه من القدرة والمعرفة والوعي والثقافة لاختيار المرشح المناسب.
ما الرسالة التي توجهها للمجلس العسكري؟
أقول له: خذ الأمور بحزم وقوة ضد الخارجين علي القانون واكشف اليد الخفية ولا تخش في الله لومة لائم، لأن هذا يساعد علي أن يستتب الأمن.
وممَّ تحذره؟
أحذره من الالتفاف حول الوعد الذي وعد به وحماية المجلس التشريعي الذي جاء بصورة مشرفة والالتفاف والخروج عليه سيؤدي إلي فتنة وحرب أهلية.
وماذا تقول للإخوان؟
أقول لهم عليكم أن تلتزموا بالثقة التي منحها لكم الشعب وبوعودكم التي قطعتموها للعمل علي استقرار الأمن وتحقيق العدالة والتواصل مع كل فئات الشعب وعدم الاستئثار بسلطة الأغلبية في الانحراف بالسلطة التشريعية. وأقول للبرلمان بأكمله إنكم اختيار الشعب وإنكم أهل لهذه الثقة.
وماذا تقول للثوار؟
أقول لهم صنعتم هذه الثورة وكنتم قدوتها وقادتها وشهداءها فحافظوا عليها فهي تحققت بالسلم وأظهروا من يدعون أنهم ثوار وافصلوهم واعزلوهم عنكم حتي يأخذ القانون مجراه وحتي لا يتهدد مسار الثورة الذي أوشك علي المضي في طريقه السليم.
وماذا تقول لمبارك؟
أقول له إن كنت توجه أعوانك بطريقة خفية فهذا لن يفيد وعليك بالتوبة والاستغفار والندم ومحاولة إرجاع الحقوق إلي أصحابها وما تحت أيديكم من أموال للشعب.
وماذا تقول للقوي السياسية؟
أقول لهم لا تتناحروا ولا تتنازعوا، فنزاعكم ليس فيه غالب أو مغلوب والكل فيه خاسر ومهزوم.
وماذا عن دور الأزهر بعد الثورة؟
الأزهر الآن يقوم بدوره علي أكمل وجه وشيخه يبذل كل جهد ليل نهار وهو ومعه كل علماء الأزهر يد واحدة لتحقيق الأمن والأمان والدعوة إلي وحدة الصف والكلمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.