دعا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح اليمنيين اليوم الي التصويت الثلاثاء لصالح نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيسا للجمهورية "من أجل الانتقال السلمي والسلس للسلطة". وقال صالح "ادعوكم مجددا للمشاركة الفاعلة في هذا الاستحقاق الديمقراطي والتوجه جميعا ناخبين وناخبات إلي صناديق الاقتراع للادلاء بأصواتكم لانتخاب الأخ عبد ربه منصور هادي رئيسا للجمهورية من أجل الانتقال السلمي والسلس للسلطة لإخراج بلادنا الطيبة وشعبنا الصامد الأبي من الأزمة الخانقة والمريرة التي استمرت عاما كاملا". وصالح موجود في الولاياتالمتحدة لتلقي العلاج الطبي بعد قبوله المبادرة الخليجية القاضية بتنحيه مقابل الحصانة له ولاقاربه. في الكلمة التي نشرتها وكالة سبأ الرسمية اليمنية دعا صالح الذي حكم 33 عاما اليمنيين الي "العمل علي تجاوز الماضي وان ينطلقوا بروح الأمل والثقة نحو المستقبل وإعادة بناء ما دمرته الأزمة الكارثية التي افتعلتها عناصر التخلف والإرهاب والنزعات المناطقية في إطار الفوضي الخلاقة المزعومة". كما دعا نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عشية انتخابه رئيسا توافقيا للبلاد بعد سنة من الازمة ، المجتمع الدولي الي تقديم دعم مالي عاجل لبلاده المنهارة اقتصاديا ، واعدا اليمنيين ب"اسعادة الدولة" وحكم القانون. واطلق هادي في خطاب الي اليمنيين مساء الاحد سلسلة وعود مؤكدا انه سيعمل خصوصا علي اصلاح النظام السياسي واعادة احياء الاقتصاد والمضي قدما في الحوار لحل قضيتي الجنوب والتمرد الحوثي في الشمال، فضلا عن اعادة اللحمة للقوات العسكرية والامنية المنقسمة والقضاء علي تنظيم القاعدة. وقال في خطابه "نجدد طلبنا من الدول الشقيقة والصديقة الاسراع في تبني الدعم العاجل لليمن من خلال تحريك ما تم رصده في مؤتمر المانحين وأصدقاء اليمن". واعتبر انه "من المفيد تبني انشاء صندوق طوارئ لمساعدة الحكومة اليمنية علي تجاوز أزمتها الاقتصادية التي بدأت ترمي بظلالها علي مختلف النواحي وفي مقدمتها المعيشية والإنسانية". كما دعا مجموعة العشرين الي تبني مؤتمر لدعم اليمن اقتصاديا. ويحتاج اليمن الذي يملك موارد محدودة جدا لمليارات الدولارات من الدعم الدولي من اجل الخروج من النفق الاقتصادي المظلم. وكانت الدول المانحة تعهدت في مؤتمر عقد في لندن عام 2006 بتقديم مليارات الدولارات لليمن ثم عززت هذه التعهدات مجموعة "اصدقاء اليمن" التي تشكلت مطلع 2010، الا ان السواد الاعظم من هذه الاموال لم تصل الي اليمن كما تجمد عمل مجموعة اصدقاء اليمن مع انطلاق الاحتجاجات المناهضة للنظام. ورسم هادي صورة قاتمة للوضع الاقتصادي في اليمن الذي يعد من افقر دول العالم اصلا وانهكته الازمة الاخيرة دافعة بمزيد من الشرائح الاجتماعية لما دون خط الفقر. وقال هادي "اعلم جيدا ان الاستقرار المنشود لن يتحقق اذا كان هذا البلد يضم بين جنباته جائعين وخائفين ومرضي بدون امل يمنحهم الطمأنينة". وذكر نائب الرئيس الذي سيخوض الثلاثاء الانتخابات الرئاسية مرشحا توافقيا ووحيدا، ان نصف اطفال اليمن يعانون من سوء التغذية فيما يعاني ثلث الاطفال من سوء تغذية حاد داعيا جميع "القوي الحية" في المجتمع الي "المساعدة لمنع مزيد من التدهور". وعلي الصعيد السياسي، شدد هادي علي ان "اوجب الواجبات هو استعادة الدولة التي تم انهاكها لتعاود القيام بدورها الاساس" وهي اولوية ستنعكس ان تحققت "ولو بحدها الادني" علي مختلف نواحي الحياة في اليمن علي حد قوله. كما اكد ان الحوار الوطني الذي يفترض ان يدعو اليه بعد انتخابه رئيسا بموجب الالية التنفيذية لاتفاق انتقال السلطة، هو "وحده القادر علي كبح جماح التطرف وغلو المزايدين". اما اولية مواضيع الحوار فهي بالنسبة لهادي مسألة صعدة شمال حيث التمرد الحوثي الشيعي والقضية الجنوبية ، وذلك في ظل تصاعد مطالب الحراك الجنوبي بالانفصال عن الشمال والعودة الي دولة جنوب اليمن التي كانت مستقلة حتي العام 1990 والتي يتحدر منها هادي. ويقاطع كل من المتمردين الحوثيين والحراك الجنوبي انتخابات الثلاثاء. واكد هادي انه لن يسمح "بافشال مؤتمر الحوار الوطني او الالتفاف عليه باعتباره آخر حصوننا". ووعد نائب الرئيس بالعمل علي "تبني تشريعات عصرية تراعي الخصوصية اليمنية وهو ما يعني تبني إجراء إصلاحات جذرية واعادة الاعتبار لسطوة القانون الذي يقوم علي المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات ودعم التعددية السياسية كأساس لنظام الحكم مع مساندة منظمات المجتمع المدني والنقابات المهنية لتقوم بدورها الرائد بعيدا عن التسييس والتبعيَّة". وعن موضوع تنظيم القاعدة والارهاب الذي يشكل اولوية بالنسبة للمجتمع الدولي علي ضوء تعاظم نفوذ التنظيم المتطرف وسيطرته علي قطاعات واسعة من جنوب البلاد ، تعهد هادي بوضع حد للارهاب علي حد قوله. وقال ان القاعدة استغلت الظروف في اليمن "لبسط نفوذها علي أكبر قدر من المناطقِ التي سادتها الفوضي وغابت عنها الدولة". واضاف "ان مسؤوليتنا تقتضي وضع حد لهذه الاعمال الارهابية الخارجة عن الدينِ والقانون" مشددا علي اهمية "الدعم الإقليمي والدولي من مساندة مادية ومعنوية" من اجل "استئصال سرطان كهذا ليس لتمدده حدود". ولم ينس هادي الاشادة بالرئيس المنتهية ولايته الذي يغادر السلطة بعد سنة من الاحتجاجات المناهضة لحكمه. وقال "لم نكن لنصل" الي الحل السياسي في اليمن "لولا ان الرئيس علي عبدالله صالح تعالي علي جراحه وترفع عن ردود أفعال لو انجر اليها كانت ستقود البلد الي وهدة الكارثة مغلبا سلامة وطنه علي نزعة الإنتقام وهو ما نتمني أن يحذو حذوه آخرون".