طالب الشيخ مظهر شاهين إمام مسجد عمر مكرم الملقب بخطيب الثورة البرلمان بإنشاء محاكمات ثورية تختص بمحاكمة النظام السابق, حتي يستطيع الشعب المصري استعادة حقوقه المنهوبة . وأكد الشيخ شاهين - خلال خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بميدان التحرير خلال مشاركته في مليونية 'العزة والكرامة' بحضور عشرات الالاف من المتظاهرين - أن البرلمان المصري هو الثمرة الوحيدة لثورة 25 يناير حتي الآن; حيث أنه جاء بعد انتخابات برلمانية عبرت عن إرادة شعبية عظيمة , مطالبا في الوقت نفسه البرلمان بتحمل تبعاته ومسئولياته تجاه الثورة, وأن يكون ظهيرا شعبيا للثورة وعنوانا لمبادئها ومطالبها, وفي مقدمتها المحاكمات العاجلة, والتطهير الشامل في كل مؤسسات الدولة والقصاص العادل لكل الشهداء والمصابين. كما دعا أعضاء البرلمان بالنزول الي ميدان التحرير عقب عصر الثلاثاء القادم بعد أول جلسة انعقاد لهم ; ليصلوا جميعا في الميدان صلاة الغائب علي شهداء الوطن , مشيرا الي أن البرلمان جاء بفضل الشهداء ويستمد شرعيته من الميدان وكافة الميادين الثائرة في البلاد, ليكون ذلك اعترافا من النواب بقيمة هؤلاء الشهداء وشرعية القصاص لهم, مرددا ومن خلفه المتظاهرون الله أكبر .. الله أكبر . وأشار إمام مسجد عمر مكرم الي أن الشعب المصري خرج في الخامس والعشرين من يناير 2011 لينادي بالحرية والعدالة والكرامة والقضاء علي نظام كان ملأ البلاد بكافة أنواع الفساد, واستطاع الشعب بفضل الله أن يزيح رأس هذا النظام بعد 18 يوما فقط وأن يزج برموزه خلف أسوار السجون, الا انه علي الرغم من ذلك فان الثورة لم تحقق حتي هذه اللحظة كل أهدافها, وهو ما اضطر الشعب الي الخروج في الذكري الأولي للثورة ليستكمل ثورته. وانتقد الشيخ مظهر شاهين إمام مسجد عمر مكرم في خطبة الجمعة من يرددون بأن الشرعية ليست من ميدان التحرير ..قائلا ان ميدان التحرير يمثل الأب لكافة الميادين الثائرة في مصر وهو أطاح بالنظام السابق . وأكد الشيخ شاهين علي عدد مما وصفها ب " قرارات ثورية صادرة من الميدان " من بينها المطالبة بمراجعة كافة الحسابات الخاصة بقناة السويس من 30 سنة وحتي اليوم ومعاملة جميع المواطنين من خلال الدستور القادم معاملة واحدة بلا أدني فرق بينهم والمساواة بين أفراد الشعب مسلمين ومسيحيين في الحقوق والواجبات كأفراد حققيقيين لهذا الوطن العظيم دون أدني فرق بينهم وإعادة الأموال المنهوبة والشركات المسروقة الي الخزانة المصرية مرة أخري ومحاكمة المتسبيين في هذا الفساد وإنشاء محاكمات سياسية للفاسدين من أعوان الرئيس السابق بشكل سريع وعادل وتطهير الاعلام الفاسد ومراجعة كافة الحسابات الخاصة برموز النظام السابق بشكل عاجل وقضائي وإعادة الأموال المنهوبة خارج مصر الي خزانة الدولة مرة أخري وتقديم القتلة الحقيقيين في أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء الي محاكمات عاجلة وتطهير كافة أجهزة الدولة . وشدد إمام مسجد عمر مكرم علي أن المادة الثانية من الدستور تضمن حق المسيحيين في كل الحقوق والواجبات الممنوحة لاخوانهم المسلمين في مصر, مؤكدا أن المسلمين والمسيحيين سيظلون يدا واحدة; حيث كان جميع المتظاهرين بالميدان يبيتون أيام الثورة في مسجد عمر مكرم وكنيسة قصر الدوبارة دون أن يسأل أحد عن ديانة الآخر. واكد الشيخ شاهين علي حق كافة المواطنين في الاعتصام السلمي.. وأقسم في نهاية خطبته بما سماه قسم الولاء للثورة. وعقب آداء صلاة الجمعة, أم الشيخ مظهر شاهين جموع المتظاهرين لآداء صلاة الغائب علي أرواح شهداء الثورة المصرية وثورات الربيع العربي. وأكد الشيخ مظهر شاهين إمام مسجد عمر مكرم الملقب بخطيب الثورة أن الثوار لم ياتوا إلي ميدان التحرير في ذكري الثورة للاحتفال أو الغناء, ولكنهم جاءوا للمطالبة بالقصاص العادل من قتلة الشهداء, مشيرا إلي أنه ليس من المقبول أن يتم الاحتفال والرقص ودماء الشهداء التي سالت علي أرض مصر لم تجف بعد. وقال شاهين "إنه من البلاهة أن نحتفل ومازالت دموع أمهات وآباء الشهداء تسيل من عيونهم , ومصابي الثورة لم ينالوا حقوقهم حتي هذه اللحظة, بل أن هناك أعدادا مازالت مختفية لا يعلم أحد مكانها, وألاف آخرين معتقلين خلف أسوار السجون". وأضاف "أذكركم بما قلته يوم 4 فبراير الماضي بعد معركة الجمل بيومين, حيث ناديت برحيل النظام وتعديل الدستور وحل البرلمان وحل جهاز أمن الدولة والإفراج الفوري عن المعتقلين, وأنا أنادي وأتسائل اليوم عن المطلب الأول هل رحل نظام مبارك فعلا أم أنه مازال هناك بعض من ينتمون إليه يتحكمون في مقدرات هذا الشعب العظيم". وتابع "هل عدل الدستور , وهل حل بالفعل أمن الدولة , وهل عادت أموال المصريين المنهوبة إليهم, وتمكنوا من تحقيق التطهير الشامل في كل مؤسسات الدولة.. الإجابة لا فكيف يطالبونا بأن نجلس في بيوتنا وهم يتباطئون في تنفيذ مطالب الثورة ويدفعون بنا إلي الخروج في كل ميادين مصر الثائرة لاستكمال مطالب الثورة". وأكد شاهين أن من يتهمون الثوار بالخروج عن القانون والسلمية والوقوف وراء محاولات لكسر الجيش وإسقاط القضاء المصري هم أعداء الثورة, مشيرا إلي أن الثوار هم الأحرص علي الجيش والقضاء المصري. وأشار إلي أن من يوجه تلك الإتهامات هم من يتلقون دعما ماليا من رموز النظام السابق المحبوسين في سجن طره من أجل تشويه وجه الثورة المصرية والثوار, وهم من يريدون إشعال حربا أهلية في البلاد تقضي علي مقدرات الوطن, مضيفا أن الثوار سيظلوا علي سلميتهم حتي آخر قطرة من دمائهم, وهي سلمية لا تعني التخاذل أو الإنهزام أو الخوف والجبن ولكنها تعني القوة والعزة والشموخ. وشدد شاهين علي استمرار الثوار وصمودهم لحين استكمال كافة مطالب الثورة, مطالبا بسرعة تسليم إدارة البلاد إلي سلطة مدنية, ووضع دستور قوي محترم يعبر عن إرادة الشعب بحيث تتشارك فيه كل القوي والتيارات السياسية دون إقصاء لأحد.