تصدرت سوريا المشهد في العام الماضي الذي ودعناه مؤخرًا .. ولكن ما الذي سيكون عليه الوضع في العام الجديد؟ كل المؤشرات تكاد تجمع علي أن ما يجري اليوم هو استهداف لسوريا ومواقفها الوطنية والقومية الثابتة في محاولة لابتزازها وتطويق دورها السياسي الصلب تصدرت سوريا المشهد في العام الماضي الذي ودعناه مؤخرًا .. ولكن ما الذي سيكون عليه الوضع في العام الجديد؟ كل المؤشرات تكاد تجمع علي أن ما يجري اليوم هو استهداف لسوريا ومواقفها الوطنية والقومية الثابتة في محاولة لابتزازها وتطويق دورها السياسي الصلب المدافع عن القضايا العربية، وأن التكتل الحالي ضدها لا يريد أن يري الحقيقة المتمثلة في العصابات المسلحة الممولة والمدربة في تركيا ولبنان والتي تقتل المدنيين وتمثل بجثامينهم، ويتماهي مع هذا التكتل ما تبثه القنوات الفضائية المغرضة التي تفبرك الوقائع لإدانة سوريا. تحدث الكثيرون عن أن العقوبات الاقتصادية العربية ضد سوريا تمثل مؤامرة واستهدافًا لاقتصادها الوطني وخطوة مضافة للضغط علي النظام وإضعافه، تحدثوا عن أدوار مشبوهة لدول خليجية في تسخين الأزمة وأن الجهود تبذل لعرقلة الوصول إلي توافق بين دمشق وجامعة الدول العريبة حتي بعد أن وقعت سوريا علي البروتوكول في 91 ديسمبر الماضي وحتي بعد أن استقبلت فريق المراقبين العرب، فلقد عمدت المعارضة والداعمون لها علي التشكيك في جدوي ما يقوم به فريق الرقابة وفاعلية عمل البعثة في سوريا إلي الحد الذي تحدثت فيه المعارضة عن فريق المراقبة بوصفه شاهد زور لاسيما بعد أن خرج رئيس بعثة المراقبة الأربعاء الماضي إثر تفقده الوضع في 'حمص' وقال إن الوضع ليس مثيرًا للخوف، وكان الأحري بالمنتقدين أن يعطوا الوقت الكافي لفريق المراقبة من أجل الانتهاء من مهمته وتقييم الوضع علي أرض الواقع. الوضع شائك بالنسبة لسوريا لاسيما وهي محاطة اليوم بدول معادية لنظامها مثل تركيا والأردن وفصيل 'سعد الحريري' في لبنان، إلي جانب الشريط الغربي الحدودي مع العراق ذي الغالبية السنية، بل إن الهواجس تراود رجل الشارع في دمشق حيال الدعم الروسي الصيني للنظام، فهناك خشية من حدوث أي تغيير قد يقلب المعادلة بحيث لا تصبح الدولتان طوق نجاة للنظام ضد هجمة الغرب الشرسة. تساؤلات ومخاوف حول ما يجري في سوريا اليوم والذي هو أشبه ما يكون بحرب استنزاف بشعة تقودها أمريكا والغرب وإسرائيل بالتحالف مع دول عربية، ويرد التساؤل إلي أي حد ستكون الدولة علي استعداد لمجابهة هذا التسونامي؟ أيًا كان فلقد وقف العالم العربي عاجزًا أمام حملة حصار سوريا وعزلها وبدا وكأنه بات لا يستطيع معارضة مخططات الولاياتالمتحدة في المنطقة حتي لو تعارضت مع طموحاته ومصالحه .. لك الله ياسوريا.