مع كل مواجهة بين المتظاهرين والمعتصمين من جهة وقوات الامن شرطة أو جيشا من جهة أخري يتجدد الحديث عن الطرف الثالث الذي يفسد العلاقة مرة أخري. بين المتظاهرين والشرطة وبينهم وبين المجلس العسكري مرة حدث ذلك في احداث ماسبيرو وقبله حادث السفارة الاسرائيلية وفي مواجهات شارع محمد محمود واخيرا في شارع مجلس الوزراء. الغريب ان هذا الطرف الثالث الذي يريد اشعال مصر يتوقف الحديث عنه بعد ان تهدأ الاحداث وتصدر البيانات التي تؤكد حق الاعتصام والتظاهر السلمي والاعتراف بان ضحايا الحدث شهداء ومصابين من حقهم العلاج. المؤكد ان هناك طرفا ثالثا ورابعا وخامسا لايريدون الخير لمصر لان مصر لو استردت عافيتها لن يكون ذلك في مصلحة اطراف بالمنطقة. المؤكد ان هناك طرفا ثالثا والدليل ان هناك من اشعل النار في المجمع العلمي يستهدف تاريخ وتراث يصعب تعويضه وهناك من كان يطفئ النار من بين المعتصمين. هناك طرف ثالث ارسل مندوبين عنه الي الميدان ويرسل مندوبيه لكل اعتصام وتجمع ومظاهرة لينتهز أي فرصة لاشعال مصر وتشويه ثورتنا التي كانت قمة في الرومانسية والرقي لم نسمع لفظا مجرد لفظ جارح رغم اختلاف المستويات الاجتماعية التي ضمها الميدان ايام الثورة يسيء لمصر ولثورتها ظهور اشخاص علي شاشة الجزيرة يستخدمون الفاظا غاية في البذاءة هل هؤلاء هم الثوار؟ هناك طرف ثالث والدليل الطريقة التي تم التعامل بها مع مجند اختطف واحتجز داخل عمارة اوسعوه ضربا وجردوه من ملابسه ولم ينقذه الا مجموعة اخري هربته بعد ان البسوه جلبابا ابيض وخرج علي انه احد سكان العمارة .. هناك طرف ثالث لاشك ولكن من يتستر عليه ولمصلحة من؟ في كل الاحداث الدامية التي تأتي بعد كل خطوة نخطوها للامام يتم القبض علي مجموعة ولا نعرف الي اين وصلت التحقيقات؟ وما إذا كان بين المتورطين في اشعال الحادث عناصر مدسوسة وقابضة المعلوم؟ إشارات وشهادات من عدة شخصيات اشارت لوجود عناصر مدفوعة بأجر لاداء مهمة إثارة الفوضي وارباك القائمين علي الامر ولكن ظلت مجرد كلام مرسل لم يتم توثيقه ولا يمكن التسليم بصدقه. لكن المؤكد المشاهد التي تنطق بالغباء.. الناس لم تر تعدي المعتصمين أو بعضهم علي احد الضباط المكلفين بالخدمة في مجلس الوزراء ولكن رأوا وجه عبودي الذي اختفت معالمه بأثر الضرب المبرح.. عنف مفرط بالتأكيد ممن شاركوا في ضرب عبودي بهذه الطريقة الهمجية يعملون لصالح الطرف الثالث. مشهد عبودي كفيل باثارة كل المعتصمين وجلب معتصمين جدد الموقف الاسلم حال اعتداء عبودي علي احد الضباط القبض عليه واحالته للتحقيق ليتخذ القانون مجراه وإلا لماذا قامت الثورة اذا كانوا هم الخصم والحكم؟ في كل حادث يسقط شهداء ومصابون ويلقون بالمسئولية علي الطرف الثالث .. شباب زي الورد علاء عبد الهادي طالب الطب وأحد افراد فريق المستشفي الميداني ومحمد عبد الله المهندس الذي جاء من المنيا لانهاء اجراءات خاصة بعمله. والشيخ عفت الذي ينطق وجهه بالتقوي والرضا شهداء سقطوا في موقعة مجلس الوزراء. هل ننتظر مواجهة اخري ومصادمات وقائمة جديدة من الشهداء والمصابين؟ حتي تكشفوا عن الطرف الثالث .. بالتأكيد ان الطرف الثالث في طره والمركز الطبي العالمي سعيد بالفوضي ودماء المصريين التي تسيل فالانباء التي كان يجب ان تتركز علي محاكمتهم تراجعت ولم يعد احد يعرف الي اين وصلت واتجهت الانظار الي المصادمات بين المتظاهرين والمعتصميين ورجال الامن من شرطة وجيش سعداء قطعا بقوائم الشهداء والمصابين الجدد تذكروا معي ابتسامة العادلي الواثقة وهو خلف القضبان وعلامة النصر التي لوح بها جمال مبارك.. الجالسون في طره يمتلكون من المال والنفوذ ايضا ما يمكنهم من تحريك الاحداث لن يضيرهم ان ينفقوا المليارات التي نهبوها ليحرقوا البلد بالفعل يوجد طرف ثالث ولكن الاخطر من الطرف الثالث هو الطرف الغبي الذي يستخف بالعقول ويتجاهل ان هناك ثورة غيرت من المصريين فلم يعد لديهم قدرة علي ابتلاع الاهانات.