ولد الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز في الثامن والعشرين من يوليو عام 1954 لعائله متوسطة في بيت جدته من أبيه روزا إنيز تشافيز. وواصل تعليمه في الأكاديمية العسكرية بفنزويلا وهوابن 18 عاما قبل أن يلتحق بجامعة سيمون بوليفار في كاراكاس تزوج من ميرازابيل دو شافيز وله خمسة أولاد قام تشافيز بمحاولة انقلاب في 4 فبراير 1992 ضد الرئيس الفنزويلي كارلوس أندريه بيريز، فنجح أولا في السيطرة على جميع البلاد، عدا العاصمة كراكاس، إلا أنه قبض عليه وأدخل السجن وبعد سنتين تمت تنحية الرئيس أندريه بيريز وتولى رافائيل كالديرا السلطة مكانه فخرج تشافيز من السجن وأسس بعض أصدقائه الضباط حركة سرية أطلقوا عليها اسم "سيمون بوليفار" تيمنا باسم الزعيم الأمريكي الجنوبي الذي كان من أبرز مقاومي الاستعمار الإسباني في القرن التاسع عشر. وفي عام 1997 أسس تشافيز حزبا باسم حركة الجمهورية الخامسة وحظى بمسانده اليساريين والطبقات الفقيرة . وأعلن عن برنامج يركز على مقاومة الفقر والرشوة فحصل على نسبة 56% في انتخابات ديسمبر 1998، وبفوز تشافيز في الانتخابات، أعلن أن فترة 1958-1998 هي فترة الثورة الرابعة وأعلن 1999 هو بدء الثورة الخامسة، ثورة بوليفار، نتيجة استلهام معظم أفكاره الإصلاحية من أفكار بوليفار، وقد تضمن هذا البرنامج العديد من الإصلاحات الهامة، كان من أهمها تغيير اسم الدولة وسن قانون جديد لزيادة فترة الرئاسة إلى 6 سنوات، مع امكانية إجراء انتخابات فورية، يتم فيها الاتصال مباشرة بين الرئيس والشعب. صار رئيساً للبلاد في 2 فبراير عام 1999. عرف بحكومته ذات السلطة الديمقراطية الاشتراكية واشتهر لمناداته بتكامل أمريكا اللاتينية السياسي والاقتصادي مع معاداته للإمبريالية وانتقاده الحاد لأنصار العولمة من الليبراليين الحديثين وللسياسة الخارجية للولايات المتحدةالأمريكية. يعد شخصية مثيرة للجدل، حيث قاد فنزويلا متحدياً السياسة الأميركية، حيث طبع مرحلة سياسية فريدة من عمر أمريكا اللاتينية، أعادت إلى القارة مدها اليساري وتعاطفها مع قضايا المستضعفين في العالم أجمع. وتشهد ربما الشخصيات المتربعة على رئاسة العديد من الدول في القارة على أن الحالة التشافيزية، التي حاولت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها احتواءها، باتت ظاهرة عصيّة على التدجين. ويقول متابعون إنه كتب وقرأ كثيرا إلا أنه أحب أكثر أن يتحدث، وقد كان تشافيز كان يحب مخاطبه شعبه على الدوام، ويخاطبهم بمعدل 40 ساعة أسبوعيا، ولم يعقد الرئيس الراحل أي اجتماعات روتينية، إلا أنه كان يدعوهم إلى اجتماعات أسبوعية تذاع إما على التلفاز أو الإذاعة. ثارت حملات الإصلاح الواسعة التي أطلقها تشافيز الجدل في فنزويلا وخارجها، متلقية النقد والترحيب، وتراوحت الآراء بين كونه أمد الفقراء باحتياجاتهم وبين أنه أساء إدارة الاقتصاد. وعلي الصعيد العالمي عرف تشافيز بعدة دعوات لخلق علاقات وطيدة بين الدول الأكثر فقرا في العالم، بدءا بدعوة للتكامل في أمريكاالجنوبية وإلى دعوته لحلف أفريقي- كاريبي- جنوب أمريكي، كما أن صرح في عدة مناسبات دعمه لكفاح الشعب الفلسطيني واللبناني ودعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وندد بإسرائيل والولاياتالأمريكيةالمتحدة كما تتمتع حكومته بعلاقات جيدة بالدول العربية. أعلن رسميا عن وفاة هوغو تشافيز في يوم الثلاثاء 5 مارس 2013 بعد صراع مرير مع مرض السرطان وأقامت الحكومة الفنزويلية الحداد سبعة أيام، وإقامة مراسم الجنازة يوم الجمعة، كما نشرت الجيش وقوات الشرطة في البلاد من أجل "ضمان السلام" بعد الإعلان عن وفاة الرئيس. وقال نائب الرئيس نيكولاس مادورو في بيان إلى كل وسائل الإعلام في البلاد : إن "كل القوات الوطنية المسلحة البوليفارية والشرطة الوطنية البوليفارية تنتشر في هذا الوقت لمواكبة وحماية شعبنا وضمان السلام".